كتب: عمار عوض حذرت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية من تنامي مخاطر تأثير الميليشيات الحوثية على حركة الملاحة في البحر الأحمر، بعد الكشف عن حصولها على «قوارب مسيرة عن بعد»، التي تم استخدامها في الهجوم على «الفرقاطة» السعودية، واتهم الأدميرال كيفن دونجيان نائب قائد الأسطول الأمريكي الخامس، إيران بدعمها الميليشيات الانقلابية، لإنتاج هذا النوع من القوارب، وقال في مقابلة مع مجلة «ديفنس نيوز»، إن خطورة هذا الأمر تكمن في حصول «منظمات» وليس دولاً، على قدرات بحرية عالية يمكن أن تؤثر على حركة الملاحة في الممرات البحرية الاستراتيجية، مشيراً إلى أن الجمهورية اليمنية لم تكن تملك هذا النوع من القوارب قبل الانقلاب على الشرعية، ملقياً باللوم على طهران في هذا الخصوص.وقال الأدميرال دونجيان: إنهم خلصوا إلى أن الهجوم على «الفرقاطة» السعودية (المدينة) يوم 30 يناير/ كانون الثاني في البحر الأحمر تم بواسطة «قارب انتحاري مسير عن بعد» مملوء بالمتفجرات. وقال: إن «الهجوم على السفينة السعودية يعد أول استخدام لسلاح الزوارق الانتحارية، ويظهر وجود دعم خارجي للحوثيين»، قبل أن يضيف: نحن نشعر بالقلق في المقام الأول، لأن هذا النوع من السلاح موجود في أيدي الحوثيين، وهو أمر ليس من السهل تطويره. وأشار إلى أن هناك العديد من المجموعات الإرهابية التي حاولت تطويره من قبل. وأشار دونجيان إلى أن النقطة الثانية المقلقة في الموضوع، تكمن في أن القوارب المتفجرة لا تحتاج إلى انتحاريين لقيادتها، لكن هذا النوع يبدو أنه جرى تطويره ليتناسب مع الحوثيين الذين لا يرغبون في الانتحار.ويوضح الأدميرال دونجيان أن «القارب المتفجر عن بعد» من الراجح أن تكون إيران قد زودت به الميليشيات الحوثية، وقال «أنا لا أعرف إن كان إيراني الصنع، لكن أعتقد أن عملية إنتاجه جرى دعمها من إيران»وكانت قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون)، عقب الحادث مباشرة، أن الهجوم كان عملية انتحارية مدعومة من إيران، وكانت تستهدف في الأصل سفينة حربية أمريكية أو أنها كانت تمثل «بروفة» لتجربة هجوم مثل ذلك الذي استهدف عام 2000 المدمرة «كول» التابعة لقوات البحرية الأمريكية في خليج عدن. وقال الأدميرال دونجيان «نحن نعرف أن الأسلحة يتم شحنها من إيران إلى اليمن. والسؤال هو ما عددها وإلى أي مستوى، ونحن نعرف ما كان عليه مخزون الأسلحة في اليمن قبل بدء الصراع، كما أن اليمنيين مثلاً كانوا لا يملكون السلاح الذي يمكن أن يصل مداه إلى الرياض في السعودية، الأمر الذي يحتاج إلى صاروخ باليستي بمدى 800 كلم، في حين أن صواريخ سكود، أقصى مدى لها نحو 200 كلم. كما كان لديهم صواريخ الدفاع الساحلي البدائية، لكن معظم أنظمتها قد ضمرت. ربما يوجد آخرون دعموهم، وأنا لا أعرف. هناك أجزاء ومكونات استقدمت من أماكن أخرى لجعلها فاعلة مثل ما هي عليه الآن».وكان عام 2016 شهد ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الهجمات التي تعرضت لها البحرية الأمريكية من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، التي استخدمت فيها صواريخ مضادة للسفن، إلى جانب استهداف سفينة إغاثة إنسانية تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تصدت البحرية الأمريكية بنجاح للهجمات الصاروخية الحوثية، ودمرت ثلاثة مواقع رادار يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.يقول الأدميرال دونجيان «هذه المنطقة كانت دوماً محل صراعات ونحن نقضي معظم وقتنا في محاولة للحصول على مزيد من السلام والاستقرار في المنطقة»، لكنه في الوقت نفسه يقول أيضاً «لكن على مدى 15 عاماً كان القتال الذي نقوم به على الأرض، لم يتسرب الصراع إلى البحر. ما يزعجني حول اليمن هو أنني أرى تمدد الصراع إلى البحر وفي أماكن عدة، والمشكلة تكمن في تأثيره المحتمل على حركة الملاحة، وهذا ليس محور اهتمامنا فقط، بل هو شأن مقلق عالمياً».وواصل دونجيان معرباً عن قلقه، قائلاً: «ما لدينا الآن هو حصول منظمات وجماعات - إرهابية- على منظومات أسلحة مثلهم مثل الدولة الوطنية، الذي يمكن أن يؤثر على حركة الملاحة، ورأينا ذلك مع سفينة السيارات سويفت بتاريخ 1 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ورأينا ذلك مرة أخرى مع هذا القارب المتفجر الذي استهدف الفرقاطة السعودية (المدينة)، وخوفي هو من استخدام هذا النوع من الأسلحة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وحتى ولم يكن الحوثيون يقصدون ذلك، فإننا نخشى أن تتعرض السفن التجارية لأضرار، لأنهم لا يحسنون التصويب على أهدافهم».وكانت منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز شهدت العديد من الاحتكاكات بين البحرية الأمريكية والزوارق الهجومية السريعة التابعة للحرس الثوري الإيراني، حتى أن البحرية الأمريكية اضطرت في حادث واحد على الأقل إلى إطلاق طلقات تحذيرية.بينما رجح أستاذ القانون البحري في جامعة فوردهام والقائد السابق في البحرية الأمريكية، لورانس برينان، أن يؤثر الهجوم الحوثي الذي استهدف الفرقاطة السعودية على العمليات البحرية الأمريكية، وقواعد الاشتباك في المياه القريبة.وفي هذا السياق نوه نائب قائد الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين الأدميرال دونجيان قائلاً: «لقد تحدثنا كثيراً في الماضي عن إغلاق مضيق هرمز، لكن باب المندب وكذا البحر الأحمر لهما أهمية قصوى لأسباب عدة منها أنهما يعدان منفذاً إلى قناة السويس التي بجانب أهميتها لحركة التجارة والملاحة فهي تغذي الاقتصاد المصري بشكل كبير، ونحن لا نستطيع تحمل تراجع أداء الاقتصاد المصري».وجدد الأدميرال دونجيان تأكيد التزام بلاده بأمن دول الخليج باعتباره تاريخياً، وقال «إننا ملتزمون بالبقاء هنا ولم نجر تعديلات جديدة وستبقى سفننا في المنطقة وإن زيارة وزير الدفاع الجنرال ماتيس إلى المنطقة مؤخراً هدفت لتأكيد ذلك».
مشاركة :