دبي:أمين الجمال أيدت محكمة التمييز في دبي أمس، حكم الدرجتين الأولى والثانية، القاضي بإعدام نضال عيسى (45 عاماً)، في القضية المعروفة إعلامياً ب«قضية مقتل الطفل عبيدة»، وبذلك تكون محكمة التمييز أنهت فصول قضية شغلت أروقة المحاكم والرأي العام منذ مايو/أيار الماضي، وأسدلت الستار عليها بعد صولات وجولات من الاتهام، والترافع، والدفاع، والاستماع إلى شهود الإثبات والنفي، خلال مراحل التقاضي الثلاث.يأتي هذا الحكم بعد أقل من عام على لحظة اختفاء الطفل عبيدة في 18 مايو/أيار 2016، والعثور عليه مقتولاً في 21 من الشهر ذاته ليؤكد أن العدالة الناجزة التي تستوفي جميع أطراف القضية بالتدقيق والتمحيص، لم تترك ثغرة فيه إلا تناولتها بالدراسة والتحليل، حتى وقر في ضمير المحاكمات الثلاث ما انتهت إليه من حكم الإعدام بحق المدان. وشهدت محكمة الدرجة الأولى اعتذارات عدة من محامين انتدبتهم للدفاع عن المتهم، حتى تولى القضية المحامي عمران درويش، في أول درجة، ثم اعتذر عن عدم مواصلة الترافع عن المدان في محكمة «الاستئناف»؛ لأنه لا يعرف حقيقة الحالة الصحية والنفسية للمدان، لتنتدب المحكمة المحامي علي مصبح، الذي قبل الانتداب بدافع عدم تعطيل سير العدالة، وطالب الأخير محكمة «الاستئناف» بعرض الجاني على لجنة طبية ونفسية للوقوف على حالته الصحية والنفسية حال ارتكابه الجريمة. وبناء على طلبه أحالت المحكمة الجاني إلى مستشفى راشد لعرضه على لجنة طبية وموافاتها بتقرير طبي عن حالته. وبعد ما يقارب الشهر تلقت المحكمة تقريراً طبياً مفصلاً يثبت صحة المدان نفسياً، وبدنياً، وعقلياً، وأنه مدرك ومسؤول عن أفعاله، فضلاً عن أن لديه «سلوكاً معادياً للمجتمع». وبناء على نتيجة التقرير وما قدمه محاميا أسرة الطفل المغدور به، والجاني، واستيفاء جميع الجوانب القانونية، أيدت محكمة الاستئناف حكم الدرجة الأولى القاضي بإعدام المدان. وبتحويل القضية إلى محكمة التمييز تمسك محامي الدفاع علي مصبح بضرورة تفسير ما تضمنه التقرير من أن المدان لديه سلوك معادٍ للمجتمع، وبعد ثلاث جلسات في قاعة محكمة التمييز، ختمت الأخيرة فصول القضية أمس بتأييد حكم الإعدام بحق نضال عيسى، الذي خطف الطفل عبيدة في 18 من مايو/أيار الماضي، واعتدى عليه جنسياً، وأطبق على عنقه بكلتا يديه حتى أرداه قتيلاً، ثم ألقى به في أحد شوارع إمارة دبي. من جانبه قال والد الطفل عبيدة ل«الخليج»: «إن السعادة التي غمرت نفسي وأهل بيتي لا توصف، بما وصلت إليه العدالة من حكم يشفي صدورنا المكلومة على فقد فلذة كبدنا، الذي انتظرناه طوال خمس سنوات، فأتت يد الغدر واغتالت براءته، وغيبته عن الحياة»، متابعاً: «من المؤكد أن إعدام الجاني لن يرد ابننا، ولكنه يشفي صدورنا، ويخفف ما بها من حسرة وآلام، فعندما سمعت الحكم رجعت إلى البيت كي أخبر أم عبيدة وجدته، فوجدتهما تبكيان من الفرحة بسبب الحكم؛ حيث إنهما علما به قبل وصولي للبيت». وأصاف: «إننا كنا مطمئنين إلى الحكم العادل في دولة الإمارات التي لا تضيع فيها الحقوق. ونوجه الشكر إلى نيابة ومحاكم دبي على العدالة الناجزة التي لم يؤخرها إلى هذا الوقت سوى اعتذار بعض المحامين عن عدم الدفاع عن الجاني». وحول تنفيذ الحكم قال أبو عبيدة: «إنها اللحظة التي ننتظرها بفارغ الصبر. وسأحرص على حضور تنفيذ الحكم بحق الجاني»، لافتاً إلى أنه لا يفكر في أي تعويضات مادية أو حقوق أخرى، غير تنفيذ الإعدام بحق من أودى بحياة ابنه.
مشاركة :