رحيل الناقد الأدبي عبد المنعم تليمة

  • 2/28/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج»تاركاً بصماته المؤثرة في مجال النقد الأدبي، وعلم الجمال الفني، رحل أمس الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة عن عمر يناهز 80 عاماً، بعد رحلة عطاء كبيرة، تجاوز خلالها الكثير من العقبات والصراعات الحياتية، ليفتح الأبواب النقدية المغلقة، حافراً نظريته النقدية، في جسد الثقافة المصرية والعربية.بعد تخرجه في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1960، نال تليمة دبلومة عامة في التربية وعلم النفس سنة 1961، وحصل على الماجستير في الأدب العربي الحديث عام 1963، ودرجة الدكتوراه في النقد الأدبي الحديث عام 1966، ثم ليسانس في الآداب الكلاسيكية اليونانية واللاتينية سنة 1985 من جامعة عين شمس. وعمل كمعيد بقسم اللغة العربية في كلية الآداب حتى عام 1967، وتدرج من مدرس إلى أستاذ مساعد، فأستاذ، ثم رئيس قسم منذ عام 1994 وحتى عام 1997.قدم تليمة عبر سنوات عمله في مجال النقد الأدبي والفني، وعمله الثقافي العام الذي أسس له من خلال صالونه الثقافي، ونشاطه في جمعيات ثقافية أهلية، فضلاً عن إشرافه على رسائل الماجستير والدكتوراه في مجالات النقد الأدبي والفني، الكثير من العطاءات القيمة للساحة الثقافية المصرية، بل العربية ككل، ليقدم حفراً عميقاً في الساحة الأدبية يستحق الكثير من التأمل والوقوف عندها.يتميز المنهج النقدي للدكتور عبد المنعم تليمة بالعلمية التاريخية، فهو في تفسيره للظاهرة الأدبية، أو الجمالية ينحاز للمنهج العلمي الموضوعي، ويرصد الظاهرة في سياقها الاجتماعي والتاريخي، فلا ينساق وراء نظرات جزئية منقوصة تفتقد الكثير من الدقة.في كتابه المهم «مدخل إلى علم الجمال الأدبي»، يتناول تليمة طبيعة الصلة الجمالية مع الواقع وصورة الانتقال من التقويم العلمي لفلسفة الفن إلى الأصول الفلسفية لعلم الفن، كاشفاً عن الصلات ما بين التعرف الجمالي والمثل الأعلى، وما بين التشكيل الجمالي وخبرة الجماعة الجمالية والتكنيكية، والعلاقة ما بين العمل الفني وحقائق التاريخ الفني، فضلاً عن مؤازرة العمل الفني للواقع رمزيا وعلاقة ذلك بحقائق الواقع ذاتها.وفي «مقدمة في نظرية الأدب» يرصد «تليمة» عنصرين أساسيين في الأدب وتاريخه: يتعلق الأول بتأصيل مصدر الأدب ومراحله، تارة في اغترابه عن الواقع، وتارة أخرى في اغترابه في المجتمع، والعنصر الثاني، يتمحور في حديثه عن التجريد والتعميم عند الإنسان وارتباطهما بالبعد الفني للغة، كما يرصد تأثير العلاقات السحرية الأسطورية لحضارات المجتمعات البدائية، في الفلسفات المثالية واغتراب الإنسان في المجتمع الطبقي.

مشاركة :