يودع السعوديون هذه الأيام موسم الشتاء الفعلي، بعد دخول أيام «العجوز»، وهي سبعة يشتد فيها البرد. ويقال إنها أربعة أيام من آخر شباط (فبراير) وثلاثة من أول أيام آذار (مارس). ودون عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق أمس (الأحد) في «تويتر»: «قال أهالينا سابقاً، رابع الحوت البرد يموت، أي في اليوم الرابع من برج الحوت ينتهي الشتاء الفعلي ويتزامن ذلك مع ثاني العقارب». وكتب بالعامية السعودية قائلاً: «إذا طلع اباذار أبرضت الأشجار وأفرخت الأطيار وتواسى الليل والنهار وتعلل الجار مع الجار»، موضحاً أنه «مثل عامي ومعناه في شهر آذار (مارس) تورق الشجر وتفرخ الطيور». وبين أنه «خلال هذه الفترة نبدأ نحس بحرارة الشمس إذا وقفت تحتها في شكل مباشر على خلاف الأيام الماضية وهذا مؤشر يستدل به أهالينا على قرب فترة مراويح الصيف». وكان دخول موسم العقارب الثانية الأسبوع الماضي، والتي تجمع بين موجة البرد والرياح المثيرة للغبار، والتي قال الزعاق عنها «إن موسم العقرب الثانية، والمسماة بالدم، وسميت بذلك لأن بردها يدمي ومدتها 13 يوماً وبردها يتسم بالصقيع إذا حل وخصوصاً بالعراء». وقال أستاذ المناخ المشارك في قسم الجغرافيا في جامعة القصيم عبد الله المسند في حسابه في «تويتر»: «أيام العجوز هي 7 أيام تأتي ـ عادة ـ في نهاية شهر شباط، فيها موجات برد قصيرة تأتي فجأة نهاية موسم البرد وقيل سبب التسمية، لأن العجوز تكرهها لشدة بردها وخوفها أن تنتهي بها إلى الهلاك، وقيل أيضاً، لأنها في عجزة الشتاء، أي أواخرها». وأشار المسند إلى أن أيام «بياع الخبل عباته» تطلق عادة على الأيام العشرة الأولى من آذار على وجه التقريب. وبحسب روايات شعبية نشرتها «الحياة» سابقاً، فإن سبب تسميته بـ«برد بياع الخبل عباته»، إلى أن رجلاً معتوهاً اشترى عباءة (مشلحاً)، لتقيه لسعات الشتاء، وفي نهاية الشتاء عاد الدفء الصيفي، فظن أن البرد انجلى، فباع عباءته، ليعاود البرد بهجمة «شرسة» ما أهلكه، فسمي هذا الموسم باسمه. وهذه التقلبات المناخية يعيشها السعوديون خلال هذه الأيام، إذ هطلت أمس (الأحد) أمطار خفيفة إلى متوسطة على محافظة الطائف، وشملت أحياء الملك فهد، والسحيلي، والشفا وشهار، والطريق الدائري، وعودة، والمنطقة المركزية، ونخب، والصناعية، وأول من أمس (السبت) شهدت مناطق عدة هطول أمطار غزيرة ومتوسطة، في حين حذرت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في حسابها في «تويتر» من «حال عدم استقرار في الطقس تؤثر على بعض مناطق المملكة خصوصاً الشمالية تبدأ من مساء (غد) الثلثاء«. وتوقعت الهيئة في تقريرها عن حال الطقس اليوم، تكون سحب رعدية ماطرة على مناطق جازان، وعسير، والباحة، تمتد إلى منطقة مكة المكرمة (الطائف والمرتفعات الشرقية)، ومنطقة المدينة المنورة خصوصاً المرتفعات الجنوبية منها. وأفادت بأن السماء غائمة جزئياً على شمال المملكة والأجزاء الجنوبية من منطقتي الرياض، والشرقية، ويستمر تأثير العوالق الترابية والأتربة المثارة على الأجزاء الشرقية من مرتفعات عسير، والباحة، ومنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. وأورد التقرير أن حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر غربية إلى جنوبية غربية بسرعة 15-35 كيلومتراً في الساعة، وارتفاع الموج من متر إلى مترين، وحال البحر خفيف إلى متوسط الموج، بينما تكون على الخليج العربي شمالية إلى شمالية غربية بسرعة 15-35 كيلومتراً في الساعة، وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف المتر، وحال البحر خفيف إلى متوسط الموج.
مشاركة :