أيهما العصي على الفهم، قلوبنا الضعيفة الحساسة التي تهبط مع كل دمعة لطفل بريء، أم تلك القلوب الحجرية التي لا تعبأ بدموع ذلك الطفل وهي تذبح أمه بجواره؟ من يحنو على من، هل نتمسك بمثالية السيد المسيح ونطلب المغفرة للقتلة قساة القلوب، أم ننتظر منهم أن يشفقوا على قلوبنا الركيكة التي لم تعد قادرة على حمل أجسادنا. لا شيء يشعرنا بالضعف غير قلوبنا، وهذا قدرنا، أنها تغادر مواضعها كلما توجّع وجاع بريء وهتكت كرامته، لكنها ويا للوجع تدرك أن قلبا قاسيا آخر يقف خلف هذا التوجع والجوع وسلب كرامة الناس. من قال مثل هذا الكلام الجميل “من يقسو على قلب امرأة تنزل عليه لعنة السماء”؟ لكن القسوة صارت أكبر من كل قلوب نساء الكون. إن الحياة سوف تكون سهلة وبسيطة.. ولكنها لم تكن كذلك، هوميروس ومن بعده كافكا كانا يقولان: البشر كقصاصات ورق تذروها الرياح الباردة. لكنهما لم يقولا إن نفس أولئك البشر يمتلكون من القوة والقسوة ما يجعل القلوب تموت في مواضعها. كرم نعمة karam@alarab.co.uk
مشاركة :