الهواتف الذكية مشكلة بيئية.. ما مدى استدامة قطاع الهواتف النقالة؟

  • 2/28/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إنه مؤتمر ذو ترتيبات رائعة، يتم خلال هذا المنتدى الأكبر عالميا للهواتف النقالة تقديم أحدث صيحات الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية من خلال عروض عملاقة. يمثل هذا الملتقى سوقا يتم خلاله عقد صفقات بالمليارات ويشهد منافسة شرسة بين الشركات العالمية.ولكن ما يتم التغاضي عنه في كل محفل هائل من هذه المحافل هو أنه تجارة على حساب البيئة "حيث تتسبب الشركات المصنعة بهذه الأجهزة قصيرة العمر وما تتطلبه من دورة إنتاج قصيرة وسريعة بشكل غير ضروري فى أضرار هائلة على البيئة وظروف عمل كارثية" حسبما أرى مانفريد سانتن، خبير الإلكترونيات بمنظمة السلام الأخضر "جرينبيس" المعنية بحماية البيئة، في ملتقى عالم الهاتف النقال.يرى خبراء السوق أنه تم إنتاج أكثر من سبعة مليارات جهاز هاتف ذكي "سمارت فون" منذ الإعلان عن أول جهاز آيفون قبل عشرة أعوام وأن الكثير من هذه الأجهزة أصبحت منذ فترة طويلة مجرد خُردة. لذلك يناشد سانتن كلا من شركة سامسونج و آبل و هواوي والشركات الأخرى المصنعة للهواتف الذكية أن تصنع أجهزتها مستقبلا بشكل يسهل معه إصلاحها مستقبلا واستبدال مكوناتها في حالة تعطبها وذلك لأن "كل هاتف ذكي يتم إصلاحه يحافظ على خامات الأرض ومواردها.ما الذي يجعل إنتاج هذه الأجهزة أمرا ينطوى على مشكلة ؟ تستخدم معادن نفيسة في إنتاج هذه الأجهزة، كما يدخل في إنتاجها ما يعرف بالعناصر الأرضية النادرة التي تستخرج من الأرض باستخدام مواد كيماوية ضارة بالصحة. كما أن التسابق في البحث عن كميات أكبر من المواد الخام يلحق أضرارا هائلة بالبيئة ومن شأنه أن يؤدي إلى أن نضوب بعض الموارد الطبيعية قريبا.يضاف إلى ذلك ما يستنفده هذا البحث من طاقة هائلة حيث التهمت صناعة الهواتف الذكية خلال السنوات العشر الماضية وفقا لتقديرات منظمة السلام الأخضر 968 تيرا واط/ساعة أي ما يعادل حاجة إندونيسيا من الطاقة لمدة عام كامل "وفي ضوء ذلك ينبغي على الإنسان التفكير حقا فيما إذا كان الإنسان بحاجة لإبرام عقد يضمن له هاتف ذكي جديد كل عام".تبنت شركات مثل بازل فون و فيرفون مبادرة للهواتف المستديمة "حيث إن هناك بشرا في الكونغو على سبيل المثال يغامرون بحياتهم في المناجم لاستخراج المعادن حتى يحصل المستخدمون دائما على هواتف ذكية جديدة وأكثر رقة " حسبما أوضح باس فان أبل مؤسس شركة فيرفون ، لذلك فإن الشركة تنتج هواتف يمكن استبدال مكوناتها وإصلاحها ببساطة شديدة.باعت فيرفون الهولندية حتى الآن أكثر من 125 ألف جهاز. وكُرِمت الشركة بالجائزة الألمانية للبيئة على مبدأ الإنتاج بدون استغلال البشر والطبيعة قدر الإمكان والدفع بحركة إنتاج الإلكترونيات العادلة والنزيهة.كما رحب خبراء آخرون بهذه الأجهزة التي تعيش فترة طويلة و تعتمد على مكونات سهلة الاستبدال "حيث إن أكبر تأثير بيئي يأتي من مرحلة إنتاج الهاتف خاصة إنتاج اللوحات الإلكترونية المطبوعة وأشباه الموصلات في حين أن تأثير إنتاج البطارية والشاشة والغطاء الخلفي أقل " حسبما أوضح كارستن شيشكه من منظمة فرانهوفر الألمانية.وأشارت المنظمة إلى إمكانية خفض التأثير السلبي لإنتاج الهواتف الذكية على ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض بنسبة 30% إذا أمكن زيادة فترة استخدام الهاتف إلى خمس سنوات.ولكن معظم الأجهزة تستخدم فترة أقصر من ذلك بكثير وذلك لأسباب يعود بعضها للشركات المنتجة والبعض الآخر للمستهلكين أيضا والذين يتسابقون فيما بينهم من أجل الحصول على أحدث صيحات الهواتف حيث أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه اتحاد بيتكوم الألماني لقطاع الاتصالات أن 12% فقط من الألمان يمتلكون هاتفا عمره أكثر من عامين وأن نحو ربع المستطلعة أراؤهم يمتلكون جهازا عمره عام إلى عامين وأن 63% منهم يمتلكون طرازا حديثا لا يزيد عمره عن عام.كما أن هناك مشكلة أخرى وهي التدوير "حيث يجب إلزام الشركات باستعادة أجهزة الهواتف الذكية التي تتعطل وبدون شروط وإعادة الاستفادة منها في صناعة أجهزة أخرى" حسبما رأى سانتن ، خبير منظمة جرينبيس، وذلك لأن النفايات الإلكترونية تمثل عبئا ثقيلا على البيئة حيث تشير تقديرات جامعة الأمم المتحدة إلى أن معدل نصيب الفرد من النفايات الإلكترونية في ألمانيا بلغ 6ر21 كيلوجرام عام 2014 مقارنة بـ 1ر22 كيلوجرام في أمريكا.وفي حالة التخلص من هذه النفايات بشكل خاطئ فإن ذلك يسبب أضرارا بالغة للبيئة. بل إن أجهزة الهواتف الذكية تسبب مشاكل في مصانع التدوير نفسها لأن فك هذه الأجهزة صعب ومكلف في ضوء تصميماتها البسيطة، خاصة فيما يتعلق باستخدام المسامير المسجلة تحت براءة اختراع والبطاريات الملصقة.ومع ذلك كله فإن سانتن لا يزال يجد ما يثني به على شركات القطاع قائلا إن شركة آبل على سبيل المثال والتي يراهن رئيسها تيم كوك بقوة على الطاقات المتجددة حققت في السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا فيما يتعلق بحماية البيئة في حين أن شركة سامسونج لا تزال تسبب قلقا في هذا الجانب.Image: Author: د ب أpublication date: الثلاثاء, فبراير 28, 2017 - 20:11

مشاركة :