«النخي والباجيلا» أكلة شعبية... على طريق الانقراض - اقتصاد

  • 3/1/2017
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

يفتقدُ كثير من الكويتيين في وقتنا الحاضر، أصوات بيّاعي النخي والباجيلا، التي كانت تصدح في ساعات الصباح الأولى، لبيع هذه الأكلة الشعبية الرخيصة.في الماضي القريب، كانت عربات النخي والباجيلا تجوب الأسواق الشعبية والأزقة والأحياء، لتقدّم للناس طبقاً محبباً، ولكن اليوم لم يعد الأمر كذلك، إذ يقتصر تواجد باعة النخي والباجيلا على ركن صغير، يجاور إحدى الجمعيات أو المقاهي الشعبية.ويعود السبب الرئيس في تراجع وتقلص مساحة انتشار باعة هذا الطبق، الذي يتميز بمذاق خاص إلى عوامل عدة، لعل أهمها وأبرزها التغيير الكبير في النمط الاستهلاكي، خصوصاً على صعيد الأكل والمشروب، إذ إن الوجبات السريعة غزت الأسواق، وباتت الأكثر طلباً اليوم.غير أن آفة الوجبات السرعية ليست وحدها السبب، فهناك أيضاً التناقص الملحوظ في أعداد العاملين بهذه المهنة، إلى جانب الزيادة في أسعار المواد الغذائية، فضلاً عن الارتفاع الجنوني للإيجارات، إذ إن لم يعد من اليسير بالنسبة للعاملين في هذا المجال استئجار محل لبيع طبق من النخي والباجيلا.يقول أحد أصحاب المطاعم الذي يخصص زاوية في مطعمه لبيع النخي والباجيلا لـ «الراي» إن ارتفاع بدلات اليد العاملة في هذا المجال باتت تشكل عبئاً إضافياً، فالعاملون يشتكون من طول ساعات العمل، في حين لا يوازي المدخول الذي يتقاضونه حجم التعب.وفي حين يرى أن هذه الأكلة في طريقها إلى الانقراض بسبب المصاعب التي تواجهها، يتطرق في الوقت نفسه إلى جملة من هذه المصاعب، ومنها قيمة إيجار المحلات الخيالية، هذا فضلاً عن لجوء التجار المستوردين للنخي والباجلا إلى زيادة أسعارها بشكل كبير، ولذلك «تجد أن أرباح أصحاب المحلات المخصصة لبيع النخي والباجيلا لا تساوي مصروفاتهم، وهذا هو السبب الأهم وراء اتخاذ غالبية أصحاب المطاعم ركناً صغير داخل المطعم لبيعها».ولفت إلى أن بائعي النخي والباجيلا يلجأون إلى تجار المواد الغذائية، أو إلى الشركات المختصة بالأغذية كالحبوب والقمح، الذين بدورهم يستوردونها من دول معينة مثل المكسيك والهند، التي تعتبر الأولى في إنتاجها، وتصديرها للخارج، مؤكداً أن الأنواع المنتجة في المكسيك والمغرب هي الأجود والأفضل، إلى جانب أنها تعتبر الأنظف والأكبر حجماً.وأشار كذلك إلى أنه لا يوجد موسم معين لأكل النخي والباجيلا، بل تباع على مدار السنة، لاسيما في الاحتفالات الوطنية والشعبية، وغيرها من المناسبات الأخرى.وأوضح أن الكويتيين هم الأكثر شراء وإقبالاً على هذه الأكلة، لافتاً إلى أن أكثر الزبائن يتركزون في المناطق التي يتواجد فيها الكويتيون، مثل الأحمدي والدسمة والدعية واليرموك والخالدية وقرطبة والشامية ومنطقة الشويخ السكنية، إلى جانب المقاهي الشعبية المنتشرة في جميع أرجاء الكويت.وتعتبر النخي والباجيلا من الأكلات الكويتية الشعبية، التي يتم تناولها على الإفطار أو العشاء، إذ يتم تحضيره في وقتنا الحاضر في البيوت، بينما اعتمد معظم الكويتيين في الماضي على بيّاع الباجلا والنخي، الذي يقوم بتحضير هذه الوجبة في بيته ليلاً، لينقلها في ساعات الفجر الأولى في قدور كبيرة، يضعها أمامه وهو جالس بالقرب من بيته في أحد الأزقة أو الشوارع الرئيسية التي يكثر فيها المارة أو في بعض الأسواق.ويتم طبخ النخي والباجيلا في قدور كبيرة من النحاس، تملأ بالماء المضاف إليه الملح والفلفل الأحمر والشنان، وهو نوع من الأعشاب، يساعد على الإسراع في عملية طبخ البقوليات، كما أنه يتم وضعها في الماء لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات تقريباً، وبعد ذلك يتم غليها لمدة ساعتين على الأقل.

مشاركة :