قال جينادي جاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، اليوم الثلاثاء، إن طرح القوى الغربية لمشروع قرار بمجلس الأمن لمعاقبة الحكومة السورية بسبب الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية سيكون له أثر سلبي على محادثات السلام في جنيف. وكان القرار، الذي استخدمت روسيا والصين حق النقض للتصدي له، والذي يأتي تزامنا مع محادثات سلام تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف السورية المتحاربة، يسعى إلى حظر إمداد الحكومة السورية بطائرات الهليكوبتر وإدراج قادة عسكريين سوريين على قائمة سوداء. وقال جاتيلوف للصحفيين، “سيكون له أثر عكسي، المناخ سيكون سلبيا ليس لاستخدامنا الفيتو، ولكن لطرح هذا المشروع”. ووضعت جلسة مجلس الأمن الدولي روسيا، وهي حليف للرئيس بشار الأسد، ضد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وهي دول تدعم المعارضة. وسعت روسيا لإحياء المساعي الدبلوماسية منذ أن ساعدت قواتها الجوية الجيش السوري وفصائل متحالفة معه على إلحاق الهزيمة بالمعارضة في حلب في ديسمبر/ كانون الأول، في أكبر انتصار حققه الأسد خلال الحرب التي بدأت قبل 6 سنوات. ورغم إعلان وقف لإطلاق النار برعاية روسيا وتركيا ودعم إيران، استمرت التفجيرات والضربات الجوية في أثناء المحادثات، التي بدأت الأسبوع الماضي. وقال جاتيلوف، إنه سيلتقي مع وفد المعارضة غدا، وذكرت مصادر في المعارضة، أنها تتوقع الاجتماع مع مدير إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الروسية سيرجي فيرشينين في وقت لاحق اليوم. لكن هذه اللقاءات أصبحت محل شكوك بعد الفيتو الروسي. وقال عضو في وفد المعارضة، “الحديث مع الروس أمر معقد، نحتاج للحديث معهم، لكننا نخاطر في أي لحظة بأن يتم اتهامنا بأننا خونة، ولاسيما بعد ما حدث في الأمم المتحدة اليوم”. الانتقال والإرهاب قال وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، الذي اجتمع مع وفد الحكومة اليوم، إن هجوما للمتشددين على حمص يوم السبت كان محاولة متعمدة لتخريب محادثات جنيف. وحذر من أن انتهاكات وقف إطلاق النار قد تقضي على هذه الفرصة “الضئيلة”. وقال جاتيلوف، “الحرب ضد الإرهاب أولوية، وينبغي أن تكون على جدول الأعمال (في جنيف) بجانب موضوعات أخرى”، وأضاف “يجب ألا يتم تجاهلها خلال المفاوضات”. وفي ورقة عمل سلمت إلى الجانبين، قال ميستورا، إن مسألتي مكافحة الإرهاب ووقف إطلاق النار ينبغي معالجتهما في المحادثات الموازية، التي تجرى في أستانة عاصمة كازاخستان، برعاية روسيا وتركيا وإيران. وقال إن التركيز في جنيف يجب أن يكون على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة وتطبيق نظام حكم يخضع للمساءلة استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254. وقال جاتيلوف “اجتمعنا مع (مفاوض الحكومة السورية بشار) الجعفري الذي أكد مجددا أنه ليس ضد مقترح جدول الأعمال، لكنه قال إنه يجب ألا يتم تجاهل الإرهاب، وينبغي إدراجه أيضا على جدول الأعمال”. ودعت المعارضة أمس موسكو لبذل المزيد من الجهود لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار وللضغط على الحكومة السورية لمناقشة الانتقال السياسي. وقال مسؤول المعارضة اليوم، الثلاثاء إن المعارضة ستبلغ دي ميستورا غدا الأربعاء أنه إذا قالت الحكومة علنا أنها مستعدة لمناقشة عملية انتقال سياسي فإن هذا سيساعد في بقاء العملية على قيد الحياة. وقال المسؤول “المعارضة مرنة وعلى استعداد لتقديم تنازلات، لكن على الحكومة أن تلتزم بانتقال سياسي، بعد ذلك سنتحدث عن كل شيء وسنكون على استعداد لإضافة الإرهاب للقائمة”.
مشاركة :