لاعب توغولي يسحب لسان خصمه التشيكي ويسكت الهتافات العنصرية

  • 3/1/2017
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

تحوّل المهاجم التوغولي فرنسيس كونيه من ضحية لهتافات عنصرية من جمهور أحد الفرق التشيكية لكرة القدم، إلى بطل أنقذ حياة حارس المرمى الفريق الخصم في إحدى مباريات الدوري. فبعد نصف ساعة على انطلاق مباراة فريقه سلوفاتسكو تاسع الترتيب على أرض بوهيميانز 1905 الحادي عشر، هرع حارس مرمى الأخير مارتين بيركوفيك إلى حافة منطقة الجزاء لإنقاذ تمريرة بعيدة المدى. إلاّ أنّ الحارس اصطدم بزميله المدافع دانيال كرش الذي كان يركض بأقصى سرعته لتشتيت الكرة، فسقط على الأرض. تابعت جماهير المباراة في براغ المشاهد مرتعبة، إذ تمدّد الحارس (28 عاماً) من دون حراك على الأرض بعدما ابتلع لسانه. إلاّ أنّ كونيه الذي سقط أيضاً بفعل سقوط الحارس، كان أوّل من يهب لمساعدته. وقال كونيه لوكالة "فرانس برس": "كنت قريباً لأني كنت مشاركاً بالهجمة". وتمكّن اللاعب من سحب لسان بيركوفيك في الوقت الذي كان الجهاز الطبي يسرع إلى مكان سقوط الحارس، إذ تطلب وصول أفراده بعض الوقت لانتظار إذن الحكم بالتدخل ومن ثم عبور مسافة 60 متراً. وقال الناطق باسم نادي بوهيميانز توماس موتينسكي "الثواني بالغة الأهمية في أحداث مشابهة. إذا ابتلعت لسانك تبدأ بالإختناق ويتوقّف تدفق الهواء إلى الدماغ، لذا يجب أن تتصرف بأسرع وقت ممكن". أضاف "إذا كان مارتن في حال مستقرة اليوم، فالفضل بذلك يعود بشكل كبير لفرنسيس". نقل بيركوفيك وكرش إلى المستشفى مباشرة، بيد أنّ مذيع الملعب كشف بعد خمسين دقيقة أنهما بحال صحية جيدة. وكتب بيركوفيك عبر موقع "فايسبوك"، "أودّ أن أشكر فرنسيس كونيه على مساعدته الفورية التي أنقذت حياتي. مرة جديدة، شكراً لك". ويتوقّع أن يلتقي الحارس منقذه قريباً، إذ أوضح كونيه أنّ بيركوفيك "دعاني إلى تناول العشاء". وتلقّى اللاعب التوغولي إشادات من مشجعي نادي بوهيميانز. وغرد أحدهم عبر موقع "تويتر" للتواصل في أعقاب المباراة السبت التي انتهت بالتعادل السلبي ضمن دوري الدرجة الأولى "لقد علمني (كونيه) شيئاً اليوم، وليس وحدي أنا". أمّا مشجع آخر كان حاضراً في المدرجات، فأوضح لموقع النادي كيف أثرت سرعة تفكير كونيه على المشجعين المتعصبين "جلس بجانبي إثنان. عنصريان. كانت لغتهم... (عنصرية)، حديث عن القردة"، مضيفا "ثم وقعت الصدمة. ثوان لا نهاية لها". وتابع قائلاً "سقط مارتن ولم يعد يتحرّك. كان كونيه أول الواصلين. سحب لسان الحارس. خصم. شاب أسود (...) الملعب بأكمله صامت، بما في ذلك الرجلان. لا ابه للنتيجة. مارتن سيكون على ما يرام، فرنسيس كونيه ساعده. خصم؟ أسود؟". ولد كونيه في بوندوكو في ساحل العاج، وأفاد من جنسية والدته ليحمل ألوان توغو منذ 2013. يبلغ من العمر 26 عاماً، وخاض خلال مسيرته تجارب مع أندية في تايلاند وسلطنة عمان (المصنعة) والبرتغال والمجر، قبل الإنضمام إلى سلوفاتسكو عام 2015. قال كونيه "هذه رابع مرة أواجه حادثاً مماثلاً، (لقد اختبرت هذا الأمر) مرة في تايلاند ومرتين في إفريقيا"، قبل أن يضيف ممازحاً "كلا، لم أتلق أي دراسات طبية". وأوضح "في أحوال مماثلة، أتأكّد دوماً ما إذا كان اللاعب قد ابتلع لسانه".

مشاركة :