شركات الألعاب تشجع الأطفال على الحركة بدلاً من الجلوس أمام شاشات الكومبيوتر

  • 3/1/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مما يعكس التطور التكنولوجي والتأثير الذي يشكله على نمط حياة الأفراد، أن الآباء كانوا في أيام زمان يشكون من جلوس أطفالهم بالساعات أمام شاشات التلفاز دون حراك، ولكنهم الآن يشعرون بالقلق، لأن الأبناء وقعوا بشكل أكبر تحت تأثير الهواتف الذكية والكومبيوترات اللوحية، وهو ما يستكشفه تقرير لوكالة الأنباء الألمانية. كانت شركات تصنيع الألعاب هي أول من استغل موجة التكنولوجيا الجديدة واستخدمت التطبيقات الإلكترونية كوسيلة لتنشيط أعمالها، ولكنها الآن تسعى أيضا للاستفادة من التيار المعاكس. وتمثل التوترات الناجمة عن الجلوس على مدار ساعات أمام شاشات الكومبيوتر ونقص الحركة والنشاط مشكلة تتطلب حلا من نوع ما، والآن أصبحت هناك ألعاب للمساعدة في إيجاد هذا الحل. بل إن صناعة الألعاب اختارت ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأميركي السابق تميمة لها، بعد نجاح حملتها التي تحمل اسم «هيا نتحرك». وتطلق صناعة الألعاب على هذا الاتجاه الجديد اسم قطاع «الجسم والذهن»، ومن المتوقع أن يصبح من أهم الاتجاهات هذا العام. وتجسد هذا التيار خلال أكبر معرض للألعاب في العالم الذي أقيم في مدينة نورنبرغ الألمانية مؤخرا. ومن بين الألعاب التي أزيح عنها النقاب خلال المعرض لعبة «جونج رولر»، وهي عبارة عن عجلة دوارة من المفترض أنها تساعد في تنمية المهارات الحركية والتنسيق لدى الطفل، بالإضافة إلى لوح للتزلج يتطلب قدرا من التدريب للوقوف عليه، نظرا لأنه يتأرجح تحت أقدام اللاعب. وتضمن المعرض أيضا لعبة يوجا للتشجيع على ممارسة التدريبات الرياضية وكذلك كتبا للتلوين، والتي تم تخصيصها مؤخرا للبالغين أيضا لمساعدتهم على الاسترخاء. ويقول فيلي فيشيل، مدير الرابطة الألمانية لتجارة الألعاب بالتجزئة، إنه من الصعب أن نحدد على وجه الدقة حجم قطاع ألعاب «الجسم والذهن» ونسبة مبيعاته، نظرا لأنه يشمل قطاعا واسعا من المنتجات، ولكنه بالقطع قطاع واعد بالنسبة للمستقبل. وخلال العام الماضي، جذب التطبيق الإلكتروني «بوكيمون جو» الذي يعمل على الهواتف الذكية الاهتمام، ودفع الناس للخروج إلى الشوارع في جميع أنحاء العالم، والقيام بالحركة أثناء خوض غمار هذه اللعبة. ومن المقرر أن يزيح المهندس والراقص دايجو هذا العام النقاب عن تطبيق إلكتروني جديد يستخدم وحدات استشعار مثبتة في أساور ومتصلة بتقنية البلوتوث لنقل البيانات، من أجل تحويل حركات الجسم إلى إيقاعات، بحيث يجعل من جسم الإنسان آلة تتحرك على إيقاعات الرقص. وفي حين أن الأطفال وكبار السن لم يعد باستطاعتهم تصور حياتهم من دون الهواتف الجوالة والكومبيوترات اللوحية، ولا تطبيقات مثل «واتساب» أو «إنستغرام»، فإن الموقع الإلكتروني الخاص بمعرض الألعاب يؤكد أن الوضع لا ينبغي أن يكون على هذا النهج. وذكر الموقع الإلكتروني لمعرض الألعاب أن سقف التوقعات بشأن الأداء المدرسي للطفل ارتفع، وأن «مثل هذا الضغط الرقمي والذهني يؤدي إلى التوتر». ويتفق مع هذا الرأي ماتياس ألبرت، خبير علم الاجتماع بجامعة بيليفيلد، الذي شارك في إعداد دراسة بشأن الشباب لصالح شركة «شل» للنفط. ويقول ألبرت، إن «حياتهم ومساراتهم التعليمية يصعب التخطيط لها»، مضيفا أن «هناك كثيرا من الغموض الذي يكتنف حياة الأطفال والشباب». وذكر أنهم «يتعرضون لضغوط للحصول على درجات دراسية جيدة»، فيما يتبادر السؤال: «ما جدوى الدرجات الدراسية الجيدة في الواقع؟». ويرى ألبرت أن هناك اختلافا جوهريا بين عصر التلفزيون وعصر الهاتف الذكي، حيث أصبح بمقدور الأطفال والشباب الآن الوصول إلى أي شيء يريدونه وفي أي توقيت. ويقول ألبرت إن «هذا هو بوضوح ما يسبب التوتر». ويرتبط التوتر بكلمة أخرى رنانة ألا وهي السمنة التي تسجل الآن معدلات غير مسبوقة في مختلف أنحاء العالم. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأطفال يحتاجون إلى ممارسة التدريبات الرياضية لمدة ستين دقيقة على الأقل يوميا، ومن الأفضل أن تصل هذه المدة إلى تسعين دقيقة في اليوم.

مشاركة :