معرض ضخم في شانغهاي يقدم أعمال 15 فنانا من الشرق الأوسط للجمهور الصيني

  • 3/1/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

فيما يعد أضخم معرض من نوعه يقدم فنانين من الشرق الأوسط للجمهور الصيني يستضيف متحف روكباند للفنون في شانغهاي بالتعاون مع متحف غوغنهايم بنيويورك معرضاً يشمل أصواتاً متعددة من الفنانين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعنوان «العاصفة تهب من الجنة... فن معاصر من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». المعرض ينطلق من 15 أبريل (نيسان) وحتى 11 يونيو (حزيران) 2017. وكان متحف غوغنهايم قد احتضن المعرض في نيويورك العام الماضي. تتنوع المعروضات في أساليبها الفنية وموضوعاتها وتختلف في طرق تعبيرها، فمن النحت لفن الفيديو آرت إلى التركيب إلى الرسم، تستكشف منسقة المعرض سارة رازا الأصوات الفنية التي تتماوج في المنطقة المتغيرة بوقع متسارع. المعرض هو الفصل الأخير من مبادرة متحف غوغنهايم الدولية الفنية، والتي تهدف إلى إثراء مجموعة المتحف المرموق وتطعيمها بالأعمال الجديدة من حول العالم. ولكن ماذا عن المعرض الذي يضم مجموعة كبيرة من الفنانين المعروفين على مستوى المنطقة، ويمثلون تيارات فنية مختلفة، تقول سارة رازا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن المعرض يقدم الأعمال المختلفة فيه من خلال انتظامها في موضوعات وثيمات مشتركة، وتضيف: «هو ليس تعداداً لأعمال فنية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمهجر وحسب، فالأعمال هنا مرتبطة ببعضها عن طريق المفهوم والموضوع». يجمع بين المعروضات أيضاً إطار الهندسة، تقول: «الهندسة بمفهومها المتصل بالرياضيات والحقيقة وبارتباطها بالوعي الإنساني. انظر للهندسة باعتبارها وسيلة لنقل الحقيقة وليست فقط كمنظومة من الأشكال». الموضوعات التي تستكشفها رازا في المعرض تتعلق بالأيدلوجية وبالمعمار وبهجرة البشر وهجرة الأفكار، إلى جانب التاريخ. تشير إلى أن بعض هذه الأفكار تجد طريقها بشكل غير مباشر للمعرض، «لم أشأ التحدث عنها بشكل واضح». فلسفة رازا تعتمد على طرح الأفكار بذكاء يستطيع زائر المعرض الوصول لها بطريقته. كيف يمكن للزائر الربط بين الأعمال المختلفة، على سبيل المثال العمل المعنون بـ«مذكرات مصور» للفنانين جوانا حاجي توماس وخليل جوريغ، وبين عمل الفيديو آرت «التسليم» للفنان السعودي أحمد ماطر؟ تقول رازا: «العملان ليس بينهما ارتباط مباشر، فعمل ماطر يستعرض التغيرات المعمارية والحضرية التي طرأت على مدينة مكة بفضل التوسعة وأعمال البناء، بينما يتعرض عمل حاجي توماس وجريغ إلى منظومة خيالية عبر شخصية مصور من الخيال، هو شخص متقدم في العمر يقوم بالتدوين في مذكراته تفاصيل أيامه، يكتب كل شيء، يكتب تفاصيل الصور ووصفها بدلا من وضع الصور التي يلتقطها. في المعرض تتداخل الموضوعات، فعلى سبيل المثال عمل الفنانة نادية كعبي لينك «البساط الطائر» والمكون من تشكيلات مستطيلة من الحديد تتدلى من السقف بواسطة حبل من المطاط. الفنانة قضت فترة في مدينة فينيسيا مدعوة من إحدى الهيئات الفنية لقضاء فترة إقامة فنية، واستوحت من المدينة عملها الذي يعكس موضوعات متداخلة حول الهجرة والأحلام بحياة أفضل. المستطيلات الحديدية المعلقة تعكس بظلالها على أرض المعرض لتمثل للناظر الأبسطة البالية التي يستخدمها المهاجرون غير الشرعيين في البندقية لوضع بضائعهم البسيطة، من لعب أطفال إلى عصا السيلفي إلى الحقائب الجلدية المقلدة. بساط الباعة هنا ليس سحرياً وإنما يكاد يكون طائراً، فنرى الباعة يجمعون بضاعتهم فيه سريعاً وينطلقون في الجري حاملين أبسطتهم خوفاً من مداهمة الشرطة لهم. تقول رازا إن الفنان كعبي لينك: «راقبت من خلال إقامتها الفنية في المدينة هؤلاء الباعة والقادمين في الأغلب من أفريقيا، قدموا إلى المدينة بصورة غير شرعية، مدفوعين بأحلام الحياة الأفضل. الفكرة هنا تعكس مفهوم الرحلة، سواء كان بالهجرة أو بالتنقل من مكان لمكان بحثاً عن الفرصة في الحياة المستقرة». العمل يحمل طبقات متداخلة من المعاني والدلالات، فالمزج ما بين عالم الأحلام والقصص الخيالية من «ألف ليلة وليلة» تصطدم بواقع كئيب وجاف. تشير رازا إلى عمل آخر تعتبره من الأعمال الرئيسية في المعرض وهو للفنان الجزائري قادر عطية بعنوان «غردايا» شمال الجزائر، وهي المدينة التي شهدت تاريخاً يمتد لآلاف السنين وهي على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي. عطية يصنع مجسما للمدينة من الكسكس، الطعام الأساسي في الجزائر ومدينة لها عمق تاريخي كبير، فما الذي يريد أن يقوله الفنان؟ تقول رازا: «القطعة مرتبطة بالاستعمار الغربي للمنطقة، وتأتي رمزية الكسكس وكأنها تعكس النهم الاستعماري». المعرض يقدم أعمال لـ15 فناناً وفنانة منهم: ليدا عبدول، علي شري وركني حاير زادة وسوزانا حاجي توماس وخليل جريج وسوزان هافونا وأحمد ماطر ومحمد كاظم وغيرهم.

مشاركة :