الرياض خالد المطوع كشف سلطان خان صاحب أول مصنع سعودي متخصص في صناعة الفخار والخزفيات أن السوق الحرفي في المملكة ضخمة وغير مستغلة في سوق تضم 44 حرفة مختلفة. وأوضح خان، الذي تحدث عن تجربته الشخصية في ورشة عمل نظمها البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية بارع بعنوان كيف تحول حرفتك إلى صناعة أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت أفضل مندوب مبيعات له، وأنها أسهمت في تعزيز الطلبات على منتجاته داخل وخارج السعودية. ودعا خان كل مَنْ لديه ميول نحو الحرف اليدوية من الشباب السعودي لخوض التجربة التجارية خاصة مع حجم الفرص الكبيرة في المجال، مؤكداً أن عوائد الاستثمار في قطاع الحرف والصناعات اليدوية مرتفع جداً، وأن تكاليف المواد المستخدمة منخفضة. وقال خان: إنه قرر تنفيذ فكرته في تحويل الصناعة التراثية إلى مشروع اقتصادي عندما كان طالباً في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وذلك بالاشتراك مع مجموعة من الشباب، قبل أن يتوقف عن إكمال دراساته العليا ليتفرغ لهذا المشروع. وأضاف: كان الهدف هو إنتاج نماذج من الأعمال الحرفية المحلية، التي تمزج التراث الشعبي بالأسلوب الحديث، عملنا على أن تكون صديقة للبيئة، وذات جودة عالية كما تواصلنا مع مصممين ومصممات ليسهموا في إيجاد أشكال إبداعية جديدة يمكن صناعتها بالخزف والفخار. وأكد خان أن الرغبة في التخصص في المجال الحرفي عامل مهم في نجاح المشروع إلى جانب أن هناك بعض الأساسيات التجارية وهي السرعة في الإنتاج، والأسعار المناسبة، والتصاميم المميزة، والجودة في الصناعة، مضيفاً في الورشة التي شارك فيها عددٌ كبير من الحرفيين والحرفيات أن التسويق هو المحور الأهم في نجاح مشاريع الحرف والصناعات اليدوية. وأشار خان إلى ضرورة التركيز على الحرفة باعتبارها شكلاً فنياً، كما كشف عن بعض التحديات التي واجهته في مشروع مصنع الفخار، التي تمثلت في الاعتماد على حرفيين يتم تدريبهم دون التأكد من رغبتهم في التخصص بالمجال الحرفي ويوضح اكتشفنا أن كثيراً من الذين دربناهم انضموا إلينا كانوا من ذوي الدخل المحدود، والمدفوعين بالحاجة المادية فقط، وهو الجانب الذي تداركناه فيما بعد فأصبح التدريب يستهدف أصحاب الميول الفنية والراغبين في تطوير الجانب الحرفي والاستمرار فيه، ويشمل هذا أصحاب الدخل المحدود بالطبع. مشاركة الشاب سلطان خان في ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي جاءت بناءً على زيارة قام بها فريق البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية بارع إلى جدة، حيث تم التعرف على مشروعه والوقوف على منتجاته، ومن ثم دعوته لتقديم تجربته للحرفيين والحرفيات في المملكة. يذكر أن البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية بارع برنامج تم تأسيسه وفق قرار من مجلس الوزراء وتحتضنه الهيئة العامة للسياحة والآثار، ويعتبر مسار الحرف والصناعات اليدوية أحد أهم مسارات مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري، الذي وافق عليه مجلس الوزراء للمحافظة على التراث الثقافي الوطني ورعايته والتوعية بدوره الاقتصادي والحضاري والتعريف بمكوناته الأصيلة محلياً ودولياً. وشارك البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية بارع في ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2014، الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار تحت عنوان السياحة لتنمية اقتصادية مستدامة في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، الذي اختتم فعاليته يوم الجمعة 4 إبريل. ونظم بارع مجموعة من الفعاليات التي تهدف للتعريف بالحرف والصناعات اليدوية السعودية وورش عمل لرفع القدرات التسويقية والتجارية للحرفيين وتنمية أعمالهم، كما استضاف جناح بارع ست جمعيات تعاونية وخيرية يتصل نشاطها بالحرف والصناعات اليدوية من جميع مناطق المملكة لعرض منتجاتها.