ـ ماذا يحتاج الهلال ليكسب مواجهة سباهان اليوم ويتأهل آسيوياً؟ يحتاج إلى التركيز من اللاعبين والإرادة القوية بعد أن وفرنا كإدارة العوامل والمناخ المناسبين لتهيئة اللاعبين، والأهم الدعم الكبير من الجماهير في المرحلة الحالية بعد أن فقدنا بطولات الموسم المحلية رغم علمنا أنها غير راضية عن الفريق. ـ هل سيؤثر تأهل الاتحاد والشباب والاتحاد لدور الـ 16 على الفريق نفسياً؟ قد تنظر الناس من هذه الزاوية، لكن بالنسبة لنا كهلاليين ننظر لها من جانب التحفيز من حيث إنه لم يتبق سوى الهلال في التأهل خاصة وأن الفريق مؤهل بشكل كبير لتجاوز الفريق الإيراني وأنا أعتبر تأهل الشباب والاتحاد دافعا إيجابيا للتأهل، ونأمل أن يخوض اللاعبون المباراة بمستواهم أمام النصر في الدور الثاني حينما فاز بالرباعية وأمام السد القطري والاتحاد بالخماسية. ـ ماذا لمست من التدريبات الأخيرة للفريق؟ كان واضحا عدم رضا اللاعبين عن الخروج الأخير من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، وفي نفس الوقت إصرارهم على تعويض جماهير ومحبي الزعيم، وكانت لمباراة الأهلي الاماراتي الماضية ظروفها القاهرة بالغيابات المؤثرة ومع ذلك حققنا الأهم على الأقل وعدنا بنقطة، وأنا أرى أن البطولة الآسيوية أقرب للهلال من السنوات الماضية التي كانت ترجح كفة فرق شرق آسيا كونها مناسبة لروزنامة مسابقاتهم المحلية، أما النظام في البطولة الحالية فقد تغير والعمل الذي قام به سامي الجابر من سرعة في أداء الفريق أشبه باللعب البرازيلي وهو محصلة التدريب وسيجني ثمارها وإن تحققت البطولة ستشاهد انقلاب الحال 180 درجة بالإطراء للفريق وكما ذكرت النتائج والبطولات تخفي الأخطاء. ـ بما أنك ذكرت سامي الجابر.. فالبعض ينتقد عمله كيف تقيم ما قدمه؟ لا أعرف من ينتقد سامي هل ينتقده كلاعب سابق أو كشخص يرغب في تطوير نفسه وصناعة تاريخ ومحطة جديدة؟، في الحقيقة لم أجد شيئا مقنعاً وإنما مجرد هجوم لغرض الهجوم فقط، فالرجل نجح بعدما كان لاعبا وإداريا ومساعدا لمدربين وله بصمات حينما كان يعمل مع الجهاز الفني ويرغب في صناعة تاريخ جديد وهو ذكي يعرف الأدوات التي تساعد أي مدرب على النجاح بحكم خبرته واحتكاكه مع مدربين على مستوى عال وهو يعشق التحديات. ـ إذاً أنت من المؤيدين لاستمراره مع الفريق؟ أولاً مدة عقد سامي الجابر مع الهلال ثلاث سنوات وكان الهدف الرئيسي لعمله هو تعزيز واستمرار فريق قوي يستمر في حصد البطولات، وفي الحقيقة اكتشفت أن البعض يسعى إلى عدم نجاح هذا الرمز مع الهلال رغم ما قدمه من عمل جيد بالوصول إلى نهائي كأس ولي العهد واحتلال الفريق المركز الثاني في الدوري بفارق نقطتين إلا أن التوفيق لم يحالفه، وعموما نجاح سامي هو نجاح للمدربين الوطنيين بمنحهم ثقة أكبر من الأندية ويفتح المجال للمدربين الموهوبين ويكسر حاجز المدربين الوطنيين مع الأندية والمنتخبات، وهاهو الجابر الآن ضمن أفضل 30 مدربا في العالم. ـ اعتاد الهلاليون على عدم خروجهم من الموسم دون بطولة محلية وهو ما لم يحدث الموسم الجاري .. كيف ترى ذلك؟ صادف ذلك مع الحملة القوية المكثفة ضد سامي والإدارة واللاعبين وصدقني لو كان أي مدرب آخر يملك تاريخا وإنجازات ويعمل في هذه البيئة، فإنه بالتأكيد سيتعثر ويمكن يعتذر عن عدم الاستمرار، ومع ذلك تحمل الجميع وواصلنا بكل ثقة ولا يوجد أحد في الوسط الرياضي لا يعرف أن هناك حملة ضد سامي والهلال. ـ ما رأيك في مستوى اللاعبين الأجانب؟ مر الفريق بمرحلتين، الأولى تغير الفريق خلالها بنسبة 70%، ومن الطبيعي مع هذه الحالة ألا يظهر الانسجام إلا في نهاية الموسم، فتم تغيير تشو (كوري) بعدما تبين أنه ليس له مكان مع الفريق، والأجانب الموجودون حاليا راضون عنهم نوعا ما باستثناء لاعب واحد وسيتغير نهاية الموسم، ولكن في نفس الوقت يلاحظ أن خط الدفاع أصبح أقوى وتلاشت الأخطاء الدفاعية التي كانت في الفريق آخر ثلاث سنوات وهذا يعود الى العمل الكبير الذي قام به الجابر إلى جانب نظرته الشمولية بمتابعة الفريق الأولمبي الذي اختار مدربه ستامب وستشاهدون نجوما في الفريق الأول من نتاج الأولمبي وهو العمل المترابط والمنهجي في النادي. ـ هل أنتم متمسكون بلاعب الرائد عبدالعزيز الجبرين رغم إعلان رغبته في الالتحاق بفريق النصر؟ ما حدث سيناريو غريب من اللاعب الذي أعطى كلمته بالانتقال للهلال بعد الاتفاق على المبلغ وجميع الأمور، ومن ثم تغير كلامه فجأة وابتعد ولا يرغب في النقاش، ولكننا حتى الآن متمسكون باللاعب الذي يعتبر تواجده مهماً في الفريق. ـ وماذا عن دخول النصر في المفاوضات؟ ليس من حق النصر الدخول في المفاوضات بعد اتفاقنا مع إدارة نادي الرائد وأجلنا إنهاء المفاوضات إلى وقت معين وحينما عدنا للمفاوضات تدخل النصر، وبصراحة شعرت بعدها أن الهدف من النصراويين التشويش على اللاعب. ـ ما جديد الهلال في الموسم المقبل؟ منذ شهرين ونحن نعمل للموسم الجديد وفي هذا التوقيت من كل موسم بتطعيم الفريق بأجانب يصنعون الفارق وبقاء ومغادرة بعض اللاعبين وتسهيل أمور المعسكرات وخلافه. ـ وقعت عقدا مبدئيا مع منظمة اليونيسكو كممثل لنادي الهلال.. فما العمل الذي سيتم بعد التوقيع النهائي؟ الجميع يسمع عن منظمة اليونيسكو لكن لا يعرفون ماذا يستفيد الهلال والعكس، فالمنظمة مختصة بالثقافة والعلوم والمشاريع الخيرية وهي أعلى منظمة في العالم ولها معايير دقيقة، وكونهم يختارون الهلال فإن ذلك يعتبر إنجازا لأندية الوطن والخليج والوطن العربي ككل خاصة بعد أن وقعت المنظمة مع أندية عريقة كبرشلونة وملقا وفريق روي شينجن الصيني وسيوقعون في الفترة المقبلة مع مانشستر يونايتد الانجليزي. ـ ولكن البعض شكك في أن الهلال عرض نفسه على المنظمة؟ إذا كان أي ناد سيقدم على اليونيسكو وتتم الموافقة فأوجه رسالة عبر «الرياضية» لأندية العالم بأن تتقدم وتصبح مثل الهلال، لكن الاختيار جاء بناء على الشعبية والإنجازات المحلية والقارية، وتواجد اسم الهلال في الوطن العربي كماركة نادي الهلال، وأنهم وجدوا أن رسالتهم ستخدمهم عن طريق نادي الهلال وبلا شك ستخدم النادي أيضا في البرامج الاجتماعية والثقافية، فبعد أن كان تفعيل برامج المسؤولية الاجتماعية محليا أصبح الآن على الصعيد الدولي بالارتباط مع اليونيسكو الذي يملك طاقما إعلاميا على مستوى العالم، وسيشارك الهلال في المباريات التي ينظمها اليونيسكو ويكون ريعها للجهات الخيرية، واتفقنا معهم في إحدى الجلسات على استحداث جائزة دولية بمشاركة الهلال واليونيسكو وسيتم الكشف عنها مستقبلا وستكون من أهم الجوائز الرياضية العالمية. ـ عمل كبير تقدمه إدارة المسؤولية الاجتماعية بالنادي بقيادة سعود السبيعي خاصة في التعاقد مع منظمة اليونيسكو، لكن حسب علمنا أنك المسؤول الأول عن هذا الملف؟ أنا أعمل لنادي الهلال وأقدم الخدمة للكيان الهلالي ولن أدخر أي جهد وما قدمته مع اليونيسكو أعتبره أهم الأعمال الناجحة التي قدمتها في مسيرتي الرياضية. ـ هل سيكون للاتفاقية تأثير فيما يخص الشركات الراعية للنادي؟ بالتأكيد وبشكل إيجابي، فحينما تكون الاتفاقية مع منظمة دولية عالمية فإنها ستكون داعما قويا وسترفع من قيمة العقود مع الشركات الراعية. ـ هل تم الانتهاء من الاتفاق مع الشركات الراعية للنادي الموسم المقبل؟ الأمور تسير بشكل جيد حتى الآن، ولا نريد أن نتحدث عن التفاصيل كون عقدنا مع موبايلي لم ينته ونحترم الفترة الطويلة التي كانت بيننا ولكل حادث حديث حينما تنتهي الأمور. ـ لماذا تسعى دائما إلى العمل بعيدا عن الأضواء وتبتعد عن الإعلام؟ لدي قناعة خاصة في الابتعاد عن الإعلام خاصة بعد أن اقتربت من أعضاء الشرف والرؤساء السابقين، وليس من الضروري أن يتم الإعلان عن التبرع والدعم بقدر ما أن هناك أشياء أهم في نادي الهلال، فالأولى أن نعمل فقط، وأنا شخصيا ارتحت بذلك رغم كثرة التساؤلات من المقربين والأصدقاء والجماهير عن عدم ظهوري الإعلامي، وأتمنى ممن يتوقع أن لي أهدافاً أخرى كوني رجل أعمال أن يقتنعوا الآن بما أتيت من أجله في النادي لخدمة هذا الكيان بعيدا عن أي مصالح أخرى. ـ ما أبرز ما قدمته للنادي من دعم؟ الدعم لم يتوقف وموجود منذ العام الماضي والمقربون من النادي يعرفون ذلك ومنها ما ذكر في الإعلام كالطائرات الخاصة للفريق الأول ودعم الفريق الأولمبي وأنا في خدمة النادي والكيان بأي دعم يرونه، ولكني لست ملزماً أن أذكر كل ما قدمته للنادي أمام الإعلام لأن هدفي خدمة الكيان الهلالي وبقية زملائي أعضاء مجلس الادارة وليس للتباهي أمام الاعلام، والحمد لله أحضر إلى النادي بشكل شبه يومي، ومازلت أتذكر كلمة الأمير عبدالرحمن بن مساعد حينما قال لنا إننا نعمل لمن يأتي بعدنا ولا نعمل لأنفسنا وهذا ديدن إدارات الهلال السابقة، وللمعلومية دعم أعضاء مجلس إدارة نادي الهلال يفوق دعم بعض رؤساء الأندية. ـ يقال إنك قمت بعمل ترتيبات للقاء ودي بين برشلونة والهلال الموسم الجاري فهل هذا صحيح؟ ليس فريق برشلونة ولكن فريق أصدقاء ميسي الذي يعتبر الفريق الأول في العالم المهتم بدعم الجهات الخيرية ويضم نجوماً لها وزنها على الصعيد العالمي وعلى رأسهم ميسي ونيمار وفابريجاس والفيس وأنيستا وتشافي وحتى مدربين على مستوى عال أمثال ليبي ودونجا، وبدأت الترتيبات مبكرا مع الشركة المسؤولة عن الفريق الذي يتبع للاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم وجهزت كل شيء وقدمنا مبالغ على دفعات على أن تكون المباراة في 21 ديسمبر الماضي إلا أن إصابة ميسى قبل الوقت المحدد بشهر تسبب في اعتذار المسؤولين عن الفريق وللمعلومية لو كانت المباراة لعبت فلن يلعب الفريق مع أي ناد إلا بعد سنتين بسبب روزنامة الفريق، وسأعوض جماهير الهلال بإذن الله مستقبلا. ـ ما سر الحملة التي يتم شنها من وقت لآخر ضد إدارة النادي الحالية برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد والمطالبة باستقالته لابتعاده كثيرا عن النادي؟ أنا مستاء من هذه الحملات منذ ثلاث سنوات ليس دفاعا عن إدارة النادي ولكن كما يقال (اللي إيده في النار غير اللي إيده في الموية)، فالعمل يسير على ما يرام، وهذه الحملات تتكرر سنوياً ولها أهداف معينة لكن الموسم الجاري كانت بتركيز أكبر، وكل سنة يظهر خصم ويختفي ومن الممكن ألا يكون موجودا ولا أثر له وبعض الخصوم يعود بجميع أسلحته وقوته لأنه رتب لتلك الحملة فترة استعدادا للعودة، ولكننا على كل حال اجتهدنا في إدارة النادي ودورنا كإدارة يتوقف عند الملعب، فالبعض يعتقد أن من حقنا الحديث مع المدرب واللاعبين وفرض أشياء معينة، وهذا غير صحيح، فنحن احترافيون ونوفر المال ونذلل العقبات ونحمي لاعبينا ونحفظ حقوق نادينا ليقدموا الأفضل في الملعب، والأخطاء موجودة في كل الأندية حتى تلك التي حققت البطولات لكن النتائج تخفي كل شيء، وأكرر إن إدارات الأندية لا تستطيع التغيير داخل الملعب أو خلال المباراة لأن دورها خارج الملعب، سواء كانت متواجدة في النادي أو غير متواجدة، وسأضرب مثلا على ذلك برئيس نادي بايرن ميونيخ الألماني الذي أودع في السجن ولم يتضرر الفريق الذي حقق بطولة الدوري في غيابه. ـ هل تقصد الحملات التي تشن من داخل البيت الهلالي أو خارجه؟ من خارج البيت بالتأكيد، أما بالنسبة لنا داخل البيت الهلالي، ولله الحمد التاريخ يشهد على عدم اختلاف وجهات النظر بقدر ما هو اختلاف للرأي وفي النهاية المصلحة العامة للكيان هي الأرجح، حتى لو كان هناك اختلاف في الرأي ينتهي الموضوع من وقته والاختلاف طبيعي في أي عمل إلا أن أهم ما يميزنا كهلاليين عدم تفضيل رأي على آخر لانتصار الذات ولله الحمد، والهدف الأساسي خدمة الكيان الهلالي. ـ أصدر اتحاد الكرة قرارا بتحديد سقف رواتب اللاعبين.. كيف ترى استفادة نادي الهلال وبقية الأندية من هذا القرار؟ القرار شكله جميل والأجمل تحديد سقف أعلى للحد من انفلات الأرقام نوعاً ما، وأتمنى تطبيقه بشكل صحيح وأن يأخذ اللاعب السعودي حقه وأن يحصل على أعلى الأرقام في العالم، ولكن المبالغة في الأرقام والدخول في المنافسة بهدف سحب لاعب أو غيره فهذا غير مقبول، وهناك لاعبون يتأثرون بالمبالغ الضخمة وتنعكس عليهم سلبياً، وأعتقد أنه من الصعوبة السيطرة عليها مستقبلا، لأنه إذا كان هناك ناد يرغب في لاعب معين ستكون هناك أساليب وثغرات سيلجأ إليها النادي أو اللاعب أو الوكيل. ـ وماذا عن عمل لجان الاتحاد السعودي الموسم الجاري؟ هناك لجان قدمت عملا جيدا وبرزت بشكل مميز وقامت بدورها على أكمل وجه كلجنة المسابقات وهناك لجان قامت بتخبطات ولم تطور من عملها بدون ذكر أسماء. ـ ماذا تود أن تقول لجماهير الهلال؟ مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، والتأجيج فيها أسهل من التمجيد، ففي لحظة الغضب من المكن أن تكتب وتفعل كل ما تريد لكني أتمنى من الجماهير الهلالية النظر للأمور بحكمة وعقلانية أكثر، فالانهيار سهل لكن البناء صعب، وهذا كيان وأطالب الجماهير بعدم الانسياق خلف الشائعات التي يهدف البعض منها إلى التشويش على الفريق والإدارة.