عمان - في عام 2015 حدثت جريمة قتل في ولاية أركنساس الأميركية وأرادت الشرطة الحصول على التسجيلات الصوتية للمتهم فطلبت من أمازون مساعدتها لفحص أحد أجهزة ايكو التابعة لها لتعقب تسجيلات أليكسا المساعد الرقمي المدمج بالجهاز. وأصدرت الشرطة مذكرة للحصول على التسجيلات الصوتية التي تغطي فترة 48 ساعة في يومي 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، إضافة إلى معلومات الحساب ومعلومات صاحب الحساب للجهاز. لكن أمازون لم تستجب للمذكرة فيما يتعلق بالملفات الصوتية للمستخدم واليكسا، وتقدمت خلال الاسبوع الفائت باعتراض من 90 صفحة تحتج فيه على الطلب لافتة إلى حق حرية التعبير وفق التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة، وذلك للمستخدم البشري والمساعد الرقمي ذي الذكاء الاصطناعي أليكسا من أمازون. وصرح الفريق القانوني في أمازون وفقا لمرصد المستقبل الإماراتي نقلا عن "فوربس": "في قلب الحماية التي يكفلها التعديل الأول، يكمن الحق باستعراض وشراء المواد التعبيرية بدون تقديم أي إثبات هوية، وبدون الخوف من المراقبة الحكومية. قد تحتوي الردود في الملفات مواد تعبيرية طلب المستخدم الحصول عليها، مثل نشرة صوتية أو كتاب صوتي أو ملف موسيقي. ثانياً، إن الرد بحد ذاته خاضع لحق أمازون في حرية التعبير، والذي يحميه التعديل الأول". وتشبه هذه القضية بحسب محامي الشركة قضية أخرى لشركة غوغل، وبالتالي يقول المحامون "فإن قرارات أليكسا حول المعلومات التي ستقدمها ضمن نتائج البحث؛ رأي محمي دستورياً، وبالتالي تستحق حماية دستورية كاملة". ويعد هذا النقاش حول حقوق الذكاء الاصطناعي جديدا بالنسبة للمحاكم، وعلى الرغم من وجود قضايا مماثلة لقضية أمازون إلا أن القوانين ليست واضحة ولا يوجد ما يكفي لتكوين سوابق قانونية واضحة لتسهيل الجدل القانوني. وحول إذا ما كان يجب إعطاء الذكاء الاصطناعي حقوقا قانونية قامت بروفسورة القانون توني ماسارو من كلية القانون في جامعة أريزونا، وهيلين ل. نورتن من مدرسو القانون في جامعة كولورادو، بمناقشة "ما إذا كان التعديل الأول سيحمي أو يجب أن يحمي حرية الذكاء الاصطناعي بالتعبير، حتى بغياب صانع بشري محدد ومسؤول"، وذلك ضمن دراسة نشرت لأول مرة في أغسطس/آب 2015 وتم مراجعتها لاحقا أكتوبر/تشرين الأول 2016. وأوضحت ماسارو في مقابلة مع فوربس: "إنّ عوامل حرية التعبير التي تنطبق على التعبير الآلي قوية بشكل صادم، وفقاً للنظرية والمبدأ القانوني الحالي. بالطبع، تتمتع شركة أمازون نفسها بحق حرية التعبير. وبالنظر إلى أليكسا وأمازون بنفس الطريقة، يمكن اعتبار أليكسا محمية تعبيرياً أيضاً". أما البروفسور ماركوس دو سوتوي فقال إن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيا خاصا به ومتى توصل إليه فإنه سيستحق حقوقا إنسانية. وتضيف ماسارو أن الخوارزميات قد تكون خارجة كليا عن النطاق التعبيري موضحة "حتى لو تم اعتبارها تعبيراً، فقد لا تكون محمية دائماً من الأنظمة الحكومية، حيث أن انضواء شيء ما تحت التعديل الأول لا يقتضي أنه محمي". ومع انتشار الروبوتات واحتلالها جزءا كبيرا من حياتنا فإنه من الواضح أن حقوقا أخرى غير حرية التعبير صار من الضروري وضع قوانين وسياسات خاصة بها.
مشاركة :