جنيف، دمشق - وكالات - في ما يمكن وصفه بأول «خرق محتمل» في محادثات «جنيف 4» منذ انطلاقها اللخميس الماضي، أعلن وفد المعارضة السورية بعد لقاء جديد مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أمس، أن وفد النظام بات مستعداً للبحث في الانتقال السياسي، بفعل الضغط الروسي.وقال رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، في مؤتمر صحافي، «نلاحظ الآن ان موضوع الانتقال السياسي أصبح الموضوع الرئيسي الموجود على الطاولة»، مضيفاً «كانت هناك نقاشات بالفعل معمقة للمرة الاولى في شأن القضايا المطروحة في موضوع الانتقال السياسي استمعنا اليها من فريق السيد ستيفان دي ميستورا».واشار إلى أن «هذا موضوع طويل وبحاجة الى مفاوضات وجلسات معمقة اكثر»، مؤكداً في الوقت ذاته الى احراز تقدم حول المسألة.وتابع الحريري: «سمعنا من السيد ستيفان انه بسبب الضغط الروسي، كان هناك قبول (من قبل النظام) لتناول القضايا المطروحة في القرار (الدولي) 2254 ويهمنا منها تحقيق الانتقال السياسي»، مضيفاً «ما قاله دي ميستورا ان هناك قبولا من وفد النظام لبعض النقاط»، لكن «حتى هذه اللحظة لم يتم الوصول الى اجندة واحدة نهائيا، لا زلنا في اطار الملاحظات والرد على الملاحظات».وشهد اليوم السابع من المحادثات لقاء بين وفد المعارضة ووفد روسي، جرى خلاله البحث في سبل تحريك المحادثات، والضغط على النظام للانخراط بجدية في المفاوضات وصولاً إلى الانتقال السياسي.ومع استمرار محادثات جنيف (السياسية)، أفادت مصادر روسية، مساء أمس، عن جولة محادثات جديدة (عسكرية- أمنية) في أستانة، عاصمة كازاخستان، في 14 مارس الجاري، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار في سورية.وفي موسكو، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في نجاح محادثات «جنيف 4»، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة مواصلة مناقشة مسألة «التصدي للارهاب» على هامش المحادثات.وإذ أكد ضرورة «منع تسلل متطرفين يمثلون التنظيمات المصنفة دولياً كإرهابية إلى العملية السياسية، حض لافروف على ضرورة تحقيق المصالحة بين سورية وجيرانها في المنطقة، قائلاً انه «يتعين على هذه الدول ان تعيش معاً جنبا الى جنب لا سيما وان لديها عدو واحد يتمثل في التطرف والإرهاب».من جهة أخرى، اتهمت لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة، في تقرير صدر أمس، كل الاطراف التي قاتلت في حلب شمال سورية بارتكاب جرائم حرب.وجاء في التقرير: «على اعتبار ان الاطراف المتقاتلة اتفقت على إجلاء شرق حلب لاسباب استراتيجية وليس من أجل ضمان أمن المدنيين او لضرورة عسكرية ملحة، ما أتاح تهجير الآلاف، فإن اتفاق اجلاء حلب يعادل جريمة حرب للتهجير القسري».واتهمت لجنة التحقيق قوات النظام السوري والمجموعات المقاتلة المتحالفة معها بارتكاب عمليات «قتل انتقامية» أثناء العملية العسكرية للسيطرة على حلب.وجاء في التقرير: «منذ نهاية نوفمبر (2016) وحتى انتهاء عملية الاجلاء في ديسمبر (2016)، ارتكبت بعض القوات الموالية للحكومة إعدامات في عمليات انتقامية».واضاف»في حالات معينة قتل جنود سوريون أفراداً من عائلاتهم كانوا مؤيدين للمجموعات المسلحة»، في اشارة الى الفصائل المعارضة.وطوال فترة حصار الاحياء الشرقية منذ يوليو الماضي «شنت سورية وروسيا غارات جوية يومية»، وفق التقرير.وتضمن هذا القصف استخدام «من دون شك الكيماويات السامة وبينها غاز الكلور»، حسب التقرير الذي اشار الى ان «لا وجود لمعلومات تدعم الادعاءات بان الجيش الروسي استخدم اسلحة كيماوية في سورية».واتهمت اللجنة قوات النظام بالقصف «المتعمد» لقافلة إغاثة انسانية تابعة للامم المتحدة والهلال الاحمر السوري في بلدة اورم الكبرى في ريف حلب الغربي في 19 سبتمبر الماضي.وعن انتهاكات فصائل المعارضة في حلب، ذكر التقرير ان «بعض المجموعات المسلحة ارتكبت ايضا جرائم حرب عبر منع توزيع المساعدات الانسانية للسكان المحاصرين في مناطق سيطرتها».كما اعتبر ان قصف الفصائل المعارضة عشوائيا لاحياء حلب الغربية طوال فترة الحصار «يعادل جريمة حرب».ميدانيا، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مقتل ما لا يقل عن 13 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال الـ 24 ساعة الماضية في المعارك المستمرة بمحيط حي برزة على أطراف دمشق الشرقية. وأشار إلى أن بين القتلى ضابط برتبة عميد، هو قائد عمليات برزة والقابون، لافتاً إلى أن بساتين حي برزة وحيا القابون وتشرين تعرضوا أمس لقصف صاروخي كثيف من قوات النظام، تزامنا مع معارك عنيفة في منطقة البساتين وعلى اطراف الحيين الاخرين.وعلى جبهة أخرى، أعلن جيش النظام، مساء أمس، أنه استعاد قلعة تدمر الأثرية من تنظيم «داعش» وأن قواته ستدخل المدينة قريباً جداً، بعدما سيطرت على المنطقة المعروفة باسم «مثلث تدمر» على الأطراف الغربية للمدينة.وفي محافظة درعا جنوباً، شكلت عدد من فصائل الجبهة الجنوبية التابعة لـ «الجيش السوري الحر» غرفة عمليات مشتركة لمواجهة تنظيم «جيش خالد بن الوليد» التابع لتنظيم «داعش» في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي.
مشاركة :