اشتكى عدد من المواطنين من ارتفاع معدل أسعار السمك بالسوق المركزية عن المستوى المعتاد، لافتين إلى أن الأسعار يجب أن تكون أقل مما عليها الآن. إلا أن التجار يؤكدون لـ «العرب» أن معدل الأسعار يحدد المزاد الذي يقام كل ليلة، والذي يتحكم في نسقه المراكز التجارية التي تسعى للحصول على الأسماك مهما كان سعرها بهدف إرضاء عملائها، ما أثر سلبا على معدل الأسعار بالسوق المركزية.وأشار التجار إلى أن المستهلك أصبح يفضل المراكز التجارية على السوق المركزية رغم الفرق الشاسع في الأسعار، لأنها تقدم خدمات متكاملة بما فيها تنظيف السمك، فضلا عن نظافة المكان لديها. وبلغت أسعار السمك بنهاية الأسبوع 55 ريالا للكيلوجرام من صافي شمال، والكنعد 40 ريالا للكيلوجرام وسمك كوفر كبير بـ20 ريالا، الهامور الكبير 25 ريالا، والكنعد الكبير بـ40 ريالا للكيلوجرام والشعري بـ20 ريالا. ويقدر حجم الإنتاج السنوي لدولة قطر من الثروة السمكية بما بين 12 إلى 14 ألف طن، ويغطي تقريبا نسبة %80 من حاجة البلاد للاكتفاء الذاتي بالنسبة لاستهلاك الأسماك الطازجة. فيما تتم تغطية الـ%20 المتبقية من الاستهلاك الوطني من الأسماك عبر الاستيراد، وذلك يرجع لثقافة المستهلك الذي يرغب في أنواع من الأسماك ليست متوفرة في المياه الإقليمية القطرية وبالتالي يطلبها من خارجها. وقال رباح عبدالله نجم إن أسعار السمك في السوق تعتبر مرتفعة في المعدل ومن المفروض أن تكون السوق أقل من هذا المستوى، لكن بشكل عام يعتبر السعر مقبولا وأفضل من المجمعات التجارية لأن السوق تكون أرخص. تنظيم جيد وأكد نجم على أن تنظيم السوق يعتبر جيدا ولا توجد مشاكل من ناحية الازدحام أو نظافة المكان. ولاحظت «^» خلال زيارتها للسوق، عدم تغطية السمك بالثلج بما فيه الكفاية، وفي هذا السياق يقون نجم: «اشتريت صنفين من السمك وكلاهما كان متجمدا وهذا يدل على أنها أخرجت للتو من البراد، وعلى العموم فإن الطقس بارد حاليا ولا يحتاج التاجر لكثير من الثلج للحفاظ على الأسماك طازجة». بدوره أكد المواطن محمد على أن معدل أسعار السمك بالسوق المركزية يعتبر مرتفعا وقال: «هذا الارتفاع لا يشمل السمك فقط بل رأيناه في أغلب المواد الاستهلاكية ولا أفهم سبب هذا الارتفاع». في المقابل، أكد محمد على أن الأسعار التي يعرضها السوق المركزية تعتبر منخفضة جدا مقارنة بالمراكز التجارية، وقال: «لا يمكن مقارنة الأسعار بالسوق المركزية مع تلك المعروضة في المراكز التجارية، إذ إن السوق المركزية أفضل بكثير من المراكز التجارية». وأشار عمر أبوزيد (مواطن مصري) الذي كان بصدد شراء السمك من السوق المركزية إلى أن الأسعار في متناول الجميع وقال: «السوق المركزية تقدم أسعارا أرخص كما أنها أقرب إلينا»، مؤكدا على أن المجمعات التجارية تقدم خدمات أفضل لكن بأسعار أعلى من السوق المركزية. إقبال ضعيف وردا على ذلك، يقول التاجر أحمد حسون من شركة «مركز الدوحة للأسماك» إن الأسعار في متناول المستهلك، وإن جميع أصناف الأسماك متوفرة في السوق، لكن الإقبال يعتبر ضعيفا بعض الشيء. ولاحظت «^» خلال زيارتها للسوق ضعف إقبال المتسوقين، لدرجة أن عدد التجار والعاملين في السوق يتجاوز بكثير عدد المستهلكين المتواجدين في السوق. وفي هذا السياق، أشار حسون إلى أن ذلك قد يعود إلى ميول المستهلكين نحو الإقبال على المراكز التجارية بدل الإقبال على السوق المركزية. وأوضح حسون أن السوق المركزية تعرض أسماكا بأسعار أقل من المجمعات التجارية وتكون طازجة أكثر وقال: «الأسماك تنزل من سفن الصيد على السوق مباشرة، لكن المجمعات تضطر لتخزين السمك لفترة أطول قبل عرضها على المستهلكين». وأشار إلى أن السمك يتم تنزيله من سفن الصيد لينقل مباشرة إلى ساحة المزادات بالسوق المركزية، وقال: «يمر على السمك أقل من 24 ساعة حتى يتم عرضه في السوق، ولا يوجد مكان يقدم أسماكا طازجة أكثر من السوق المركزية». خدمات متكاملة بدوره أكد التاجر محمد وصفي أن المراكز التجارية تؤثر بشكل مباشر على معدل أسعار السمك وعلى عدد المقبلين على السوق المركزية، وقال: «المولات تقدم خدمة تنظيف الأسماك كما أن المكان أنظف، وبالتالي فإن المستهلك أصبح يفضل شراء السمك من المراكز التجارية بدل الإقبال على السوق المركزية حتى ولو اضطر لدفع تكاليف أعلى». وأشار إلى أن المراكز التجارية تبدي استعدادها لشراء السمك خلال فترة المزاد بأي سعر كان وذلك بهدف توفير المنتج لعملائها الذين لا يجادلون في الأسعار بشكل عام الأمر الذي أثر سلبا على معدل الأسعار في السوق المركزية. ومع ذلك أكد وصفي أن معدل أسعار السمك بالسوق المركزية تعتبر في متناول الجميع، كما أنها مناسبة لمتوسطي الدخل، وأوضح أنه خلال فصل الشتاء يصعد السمك قريبا من سطح الماء للتزود بأشعة الشمس ولأن حرارة الماء تكون أكثر اعتدالا ما يسهل صيدها، وبالتالي فإن المعروض يرتفع في السوق والأسعار تتراجع، أما في حال نزول الأمطار وارتفاع سرعة الريح فإن السمك ينزل إلى قاع البحر كما أن البحر يصبح صعب الملاحة ما يؤثر سلبا على حجم كميات السمك التي تصل إلى السوق. وقال: «بشكل عام فإن معدل أسعار السمك في قطر يعتبر منخفضا مقارنة بالأسواق المجاورة وبالمعدل العالمي للأسعار». لافتا إلى أن إقبال المواطنين السعوديين على السوق المركزية القطري خير دليل على ذلك. مسؤول حمالين خلال جولتها بالسوق المركزية، التقت «العرب» موظفين كانا يحملان دفترا كبيرا ويمسكان بقلم وهما يراجعان قائمة مدونة على هذا الدفتر، ومن بعيد واضح عليهما الاهتمام بأمر معين في صناديق الأسماك المعروضة في السوق، وللوهلة الأولى يمكن لأي كان التعرف عليهما على أنهما مراقبا الأسعار في السوق. بسؤالنا لأحدهما إن كانا المكلفين بمراقبة التزام التجار بالأسعار المعلنة، كان الجواب غير متوقع وبعيدا على المنطق حيث قال: «لا سيدي أن المسؤول على الحمالين في السوق.. أنا مسؤول الحمالين» في محاولة لإقناعنا بأنه مسؤول عن الحمالين في السوق.. ما أثار استغرابنا من هذا التصرف خاصة أن الجميع على علم بأنهما مراقبا الأسعار في السوق.;
مشاركة :