أصر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الليلة قبل الماضية، على أن غارة وقعت باليمن في يناير الماضي كانت ناجحة، وجمعت معلومات حيوية ضد فرع تنظيم «القاعدة» هناك، رغم الشكوك حول فاعلية المهمة، فيما أعلنت قوات الجيش اليمني، أمس، سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين وحلفائهم، في غارات جوية للتحالف العربي في جبهتي حرض وميدي التابعتين لمحافظة حجة، القريبة من الحدود السعودية، شمال غربي البلاد. وفي التفاصيل، تعرف ترامب، خلال أول خطاب تلفزيوني له أمام الكونغرس الأميركي منذ توليه السلطة في 20 يناير، بين الحضور، إلى أرملة جندي القوات الخاصة بالبحرية الأميركية، وليام «ريان» أوينز، الذي قتل في العملية. وسال الدمع على وجهها عند وقوفها، وصفق المشرعون لها وقوفاً. ورد البيت الأبيض على الانتقادات للغارة، وهي الأولى من نوعها التي يجيزها ترامب، باعتباره قائداً أعلى للقوات المسلحة. ودعا والد أوينز في مقابلة صحافية، في مطلع الأسبوع، إلى فتح تحقيق. وقتل أوينز (36 عاماً) في الغارة التي استهدفت تنظيم «القاعدة»، بمحافظة البيضاء في 29 يناير. وقال مسؤولون أميركيون إن 14 متشدداً قتلوا، إلى جانب بعض المدنيين. وقال ترامب، في الجلسة المشتركة للكونغرس، إنه تحدث منذ قليل مع وزير الدفاع، جيمس ماتيس، «الذي جدد التأكيد على أن، وأنقل عنه قوله، ريان كان ضمن غارة حققت نجاحاً كبيراً، وجمعت قدراً كبيراً من المعلومات الحيوية، ستقود إلى كثير من الانتصارات في المستقبل على أعدائنا». ورغم أن ترامب لم يذكر تفاصيل، فقد قال مسؤول أميركي كبير، في وقت سابق، إن المعلومات تشمل عمليات تصنيع المتفجرات، وأنشطة الاستهداف والتدريب والتجنيد للتنظيم. وقال المسؤول إن تلك المعلومات ذات أهمية كبيرة، في ضوء التهديد الذي يشكله هذا التنظيم منذ فترة طويلة. في السياق نفسه، قال النائب الجمهوري بالكونغرس، آدم كينزينجر، إن العملية التي نفذتها قوات البحرية الأميركية ضد التنظيم في اليمن، كشفت ما وصفه بـ«كنز» من المعلومات الاستخباراتية. جاء ذلك في مقابلة لكينزينجر مع «سي إن إن»، حيث قال: «سمعت من مسؤولين بالإدارة الأميركية عن كنز معلومات استخباراتية حصّل بعملية اليمن، وهو الأمر الذي قد يكون مفيداً للغاية في عمليات مستقبلية». وتابع كينزينجر، وهو عضو بلجنة الشؤون الخارجية التابعة للكونغرس، قائلاً: «الحرب أمر خطير للغاية، فأنت تذهب إلى مناطق أنت فيها غير محبوب، اليمن بالتحديد منطقة صعبة جداً، لكنها أيضاً المكان الذي توجد فيه (القاعدة) في شبه الجزيرة العربية، وهي تخطط لتنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها». يذكر أن هذه العملية كانت الأولى للبحرية الأميركية في عهد ترامب، وبالتحديد بعد ستة أيام من تنصيبه بصورة رسمية. ميدانياً، أعلنت قوات الجيش اليمني سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين وحلفائهم، بغارات جوية للتحالف في جبهتي حرض وميدي، حيث قال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، في حسابه على موقع «فيس بوك»، إن مقاتلات التحالف شنت غارة جوية، أمس، استهدفت تجمعاً للميليشيات جنوب مزارع النسيم في حرض، ما أسفر عن مقتل خمسة أفراد وجرح آخرين. وأضاف المركز أن «سبعة آخرين من الحوثيين قتلوا أيضاً في منطقة المغافلة بمديرية حرض، جراء استهدافهم بغارة جوية أخرى». وتحدث المركز عن مقتل وجرح ما لا يقل عن 25 عنصراً من الانقلابيين بغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي، استهدفت مواقع مختلفة لهم في جبهتي حرض وميدي. وأفاد المركز بأن هذه الغارات تزامنت مع محاولات الميليشيات دعم جبهتي حرض وميدي بالمقاتلين، نتيجة نقص شديد في الأفراد، جراء استهدافهم من قبل طيران ومدفعية التحالف ومدفعية الجيش. وفي مديرية المتون بمحافظة الجوف، قتل وجرح العشرات من الميليشيات، في معارك عنيفة بين قوات الشرعية والميليشيات. وقال الناطق الرسمي باسم الجيش والمقاومة في الجوف، العقيد عبدالله الأشرف، إن الاشتباكات اندلعت عقب محاولة الميليشيات المتمردة الهجوم على مواقع الجيش الوطني، في منطقة موية، وفي جبال صفرة الحنية شمال مديرية المتون، مشيراً إلى أن قوات الجيش تنبهت للهجوم، وتمكنت من التصدي له ورده. ووصف الأشرف المواجهات بأنها كانت الأعنف بين الجانبين، مؤكداً مقتل وجرح العشرات، بينهم قيادي من الميليشيات فيما لاتزال ست جثث مرمية بالقرب من مواقع جبال صفرة الحنية. وفي تعز، قتل القيادي في ميليشيات الحوثي، يحيى الأرياني، وخمسة من مرافقيه بغارة لطيران التحالف، استهدفت سيارته جنوب معسكر خالد بن الوليد، شرق المخاء غرب اليمن. واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وميليشيات الحوثي، من حدود جبل النار إلى محيط معسكر خالد بن الوليد، حيث تقدمت قوات الجيش، وسيطرت على التلال المحيطة به. وقالت مصادر محلية إن طيران التحالف ساند قوات الجيش اليمني، حيث شن أكثر من 30 غارة جوية على المعسكر ومحيطه، منذ مساء الإثنين. وفي ذمار، جدد طيران التحالف العربي قصفه مواقع وتحركات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، حيث استهدف مجمع الكمب، ومواقع أخرى في محيط مديرية عتمة، التي انتفضت على الميليشيات، وتشهد مواجهات عنيفة منذ أيام.
مشاركة :