شدد دونالد ترامب، مساء أمس الأول الثلاثاء، أمام الكونغرس على أنه سيدافع أولاً عن مصالح الولايات المتحدة قبل مصالح الأسرة الدولية، داعياً حلفاء أمريكا إلى التولي بأنفسهم تمويل دفاعهم، وفيما قدم الخطوط العريضة لإصلاح يستهدف نظام الهجرة مؤكداً أنه يركز على جذب المهاجرين الأكثر كفاءة، والتشدد إزاء المهاجرين غير الشرعيين، كما تعهد ترامب ب«حماية الأمن من إرهاب الإسلام المتطرف»، واقترح الرئيس الجمهوري بأن تعمل الولايات المتحدة مع دول حليفة مسلمة، للقضاء على «داعش» العدو الفظيع، واعداً بتخصيص تريليون دولار للاستثمارات العامة والخاصة من أجل تطوير البنى التحتية الأمريكية، لكنه لم يعط تفاصيل حول سياسته الاقتصادية.وفي خطاب استمر ساعة، تطرق دونالد ترامب أمام مجلس الكونغرس باقتضاب إلى قضايا الدبلوماسية والدفاع.لكن الرئيس الأمريكي الجديد حذر من أنه سيتصرف في سياسته الخارجية أولاً لخدمة مصلحة بلاده.وقال: «مهمتي لا تكمن في تمثيل العالم، بل تمثيل الولايات المتحدة».ووعد ترامب بأن واشنطن ستستمر في «دعم حلف شمال الأطلسي»، وقال: «على شركائنا أن يلتزموا بواجباتهم المالية».وكرر أن الولايات المتحدة «تنتظر من شركائها - إن كان الحلف الأطلسي أو الشرق الأوسط أو آسيا أن يلعبوا دوراً مباشراً ومهماً في العمليات العسكرية والاستراتيجية، وأن يتحملوا حصصهم».لكن الرئيس الجمهوري قال إنه يأمل في إقامة «تحالفات جديدة» وربط «صداقات جديدة» شرط «تقاسم المصالح نفسها».واعتبر ترامب، أن نظام الهجرة الجديد هذا «سيتيح توفير مبالغ ضخمة» مقابل «النظام الحالي الذي يرهق المكلفين الأمريكيين بمليارات الدولارات سنوياً».واعتبر أن التوصل إلى «إصلاح إيجابي» لنظام الهجرة ممكن مع المعارضة الديمقراطية، رغم الخلافات حول مصير ملايين من المهاجرين السريين الموجودين على الأراضي الأمريكية منذ عقود عدة أحياناً.وعمل ترامب في خطابه على تحريك المشاعر القومية الأمريكية، وكرر عزمه على مكافحة الهجرة السرية والمهاجرين «المجرمين».ووعد بأن يبدأ قريباً العمل على بناء «الجدار الكبير جداً» على الحدود مع المكسيك.وفي إطار تأجيج المشاعر ضد المهاجرين، دعا إلى مبنى الكونغرس أرملتي شرطيين «قتلهما مهاجر سري له سوابق قضائية، وسبق أن صدر قرار طرد بحقه».وأعلن ترامب أن ضحايا الجرائم التي ارتكبها المهاجرون سيستفيدون من معاملة خاصة عبر إنشاء مكتب خاص يقدم المساعدة لهم، وأعلن أن المكتب سيحمل اسم «فيكتيمز اوف ايميغريشون كرايم انغيجمنت» أو «فويس». وقال أمام الكونغرس «بهدف بدء إعادة إعمار البلاد، سأطلب من الكونغرس الموافقة على قانون سيطلق استثمارات بقيمة تريليون دولار في البنية التحتية في الولايات المتحدة، سيتم تمويلها بفضل رؤوس أموال من القطاعين العام والخاص، وهو ما سيخلق ملايين الوظائف».وأضاف أن «أمريكا أنفقت زهاء ستة تريليونات دولار في الشرق الأوسط، في حين تفككت البنية التحتية لدينا. بتلك التريليونات الستة من الدولارات كان بإمكاننا إعادة بناء بلدنا مرتين وحتى ثلاث مرات لو كان لدينا زعماء يملكون القدرة على التفاوض».ووعد ترامب مجدداً، بالقيام بإصلاح ضريبي «تاريخي» سوف «يقلل من الضرائب على شركاتنا حتى تتمكن من التنافس مع أيّ كان والازدهار في أي مكان» وسيعود بالنفع أيضاً على الطبقة الوسطى، دون أن يخوض في تفاصيل ذلك.وقال: «حالياً، الشركات الأمريكية تدفع ضرائب تعد من أعلى المعدلات في العالم»، وكرر وعوده بفرض ضرائب على الواردات الأجنبية، لحماية الصناعة الأمريكية.كما شن هجوماً لاذعاً على الأداء الاقتصادي للرئيس السابق باراك أوباما قائلاً: يجب بصراحة أن نعترف بالظروف التي ورثناها.وقال ترامب: هناك 94 مليون أمريكي من الغائبين عن سوق العمل، و43 مليوناً يعيشون في الفقر، وأكثر من 43 مليوناً يعتمدون على برامج المساعدة الغذائية، فيما هناك شخص من أصل خمسة في سن العمل، يكونون عاطلين عن العمل.وأضاف، على مدى السنوات الماضية، راكمت إدارة أوباما ديوناً اأثر مما فعل كل الرؤساء الآخرين معاً، مضيفاً، لقد خسرنا ربع وظائفنا الصناعية منذ توقيع اتفاقية التبادل الحر، وتركنا 60 ألف مصنع في الصين منذ أن انضمت إلى منظمة التجارة العالمية عام 2001.وبحسب ترامب، فإن العجز التجاري للولايات المتحدة إزاء بقية العالم بلغ السنة الماضية حوالي 800 مليار دولار. والأرقام التي نشرتها وزارة التجارة في مطلع فبراير/ شباط لم تشر إلا إلى عجز بقيمة 502 مليار دولار عام 2016.وتعهد ب«تجديد الروح الأمريكية»، التي لا يمكن فصلها برأيه عن تدابير صارمة حول الهجرة، محيياً شعوراً جديداً ب«الفخر الوطني»، يسود الولايات المتحدة.وقال: إن «فصلاً جديداً من الفخر الأمريكي يبدأ»، مشدداً على صعيد العلاقات الخارجية التي تناولها، على أن دوره ليس «تمثيل العالم، بل تمثيل الولايات المتحدة».وندد بمجموعة من الجرائم والأعمال العنصرية والمعادية للسامية في كل أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة، واعداً بأن تبقى أمريكا «متحدة» ضد «الكراهية».وأدان ترامب بقوة، في بداية خطابه أمام الكونغرس «عمليات التخريب الأخيرة التي طاولت مقابر يهودية والتهديدات التي تم توجيهها إلى مراكز للمجتمع اليهودي» في كل أنحاء الولايات المتحدة. (وكالات)
مشاركة :