أبوظبي (وام) حضر سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ولفيف من كبار المسؤولين والموظفين في الهيئات الحكومية بأبوظبي، محاضرة بعنوان «لكي نعيش مئة عام»، ضمن سلسلة ندوات المعرفة التي ينظمها ديوان ولي عهد أبوظبي، ألقاها أندرو سكوت بروفسور الاقتصاد بكلية لندن للأعمال، وذلك في فندق أبراج الاتحاد بأبوظبي. تحدث البروفسور سكوت حول موضوع معدلات الأعمار، فأكد أنه يأتي على نفس أهمية القضايا الكبرى، مثل العولمة والتكنولوجيا، وربما يحظى بأهمية أكبر، نظراً لأنه يؤثر على كل فرد منا على حدة وبالتالي، فموضوع معدلات الأعمار يطالنا جميعاً. وأشار إلى أن معدلات الأعمار ازدادت كثيراً في الآونة الأخيرة، مؤكداً بأن سر طول العمر لا يكمن في قدرتنا على العيش فترة طويلة ونحن مسنون، بل ونحن نحتفظ بشبابنا، مضيفاً أن علينا القيام بالأمور بطرق مختلفة حيث إن الطرق القديمة التي كانت مفيدة عندما كانت معدلات الأعمار نحو 70 لن تكون مفيدة عندما ترتفع المعدلات إلى 100 لذا علينا ابتكار طرق جديدة في الحياة وإعداد أنفسنا لأعمار ومراحل عمرية جديدة. وذكر أنه على مدار الأعوام المئة والخمسين الماضية ازدادت معدلات الأعمار بوتيرة مستمرة، فكل 10 سنوات ازدادت معدلات الأعمار، بمعدل سنتين أو ثلاث سنوات، بل إن الزيادة كانت أكبر في أبوظبي ففي سنة 1960 كانت معدلات الأعمار في الإمارات 52 عاماً وبحلول سنة 1970 ارتفعت معدلات الأعمار إلى 62 وفي عام 2010 ازداد إلى 77 سنة، ونتوقع حالياً أن يصل العمر في أبوظبي إلى نحو 80 سنة، وهو نفس المعدل في بريطانيا وعلى وشك أن تصل إلى المعدلات التي وصلتها دول مثل اليابان. وأضاف انه إذا أخذنا أول 20 سنة من حياتنا وتجاهلنا آخر 10 سنوات واستثنينا ساعات الراحة والعطلات.. فالذي سيتبقى لدينا هو الساعات الإنتاجية، وبالتالي إذا عشنا إلى عمر 70 عاماً، فإن عدد الساعات الإنتاجية سيكون 125 ألف ساعة ولو عشنا إلى عمر 80 عاماً، فإن عدد الساعات الإنتاجية سيكون 150 ألف ساعة، ولكن لو عاش أبناؤنا إلى عمر 100 عام فإن عدد الساعات الإنتاجية سيكون 220 ألف ساعة أي بزيادة قدرها 100 ألف ساعة بالمقارنة مع واقع الحال عندما كان الناس يعيشون إلى عمر 70 عاماً، وبالتالي فإن السؤال الأهم الذي ينبغي للمجتمع الإجابة عنه هو: ماذا سنفعل في الساعات المئة ألف الإضافية؟ كيف يمكننا كأفراد وكمجتمع الاستفادة من حقيقة أننا أصبحنا نعيش حياة أطول وبصحة أفضل؟ وللإجابة عن هذا السؤال ذكر المحاضر أن هناك أصولاً يجب العناية بها وهي على نوعين الأول، أصول مادية وهي أصول ملموسة، وأهمها المال، والنوع الثاني أصول غير ملموسة، وتنقسم إلى ثلاثة أصول، أولها، أصول منتجة، كالمهارات المختلفة والتعليم والثانية أصول حيوية وهي في الصحة والروابط الاجتماعية والثالثة أصول تحولية وهي القدرة على التعامل مع المتغيرات. ونوه المحاضر بالاحتياجات الصحية وكيف ستتغير هذه الاحتياجات لتلائم الحياة الأطول ومشكلات الأمراض والتقنيات الصحية الجديدة، إضافة إلى إيجاد صناعات جديدة تنسجم من الأعمار الطويلة، بما في ذلك صناعة الأنشطة الترفيهية والصحة والتعليم. وذكر المحاضر أنه في هذه الحالة سنحتاج إلى إنشاء مدن وأوضاع معيشية تتناسب مع حياة تمتد مئة عام، إضافة إلى مسارات وظيفية والتشريعات ذات الصلة المطلوبة لدعم أعمار طويلة ومتعددة المراحل والآثار المترتبة على وجود أربعة أجيال في المنزل نفسه وتوزع المسؤوليات الاجتماعية. يذكر ان أندرو سكوت هو برفسور مادة الاقتصاد والنائب السابق لعميد كلية لندن للأعمال وزميل في كلية «أول سولز» بجامعة أكسفورد وزميل في مركز بحوث السياسات الاقتصادية عمل سابقاً محاضراً بجامعة هارفارد وبكلية لندن للاقتصاد وبجامعة أكسفورد تركّز أبحاثه على دورات النشاط التجاري والسياسات النقدية والضريبية والعمر المديد. وألّف أندرو سكوت كتاباً مدرسياً بعنوان «الاقتصاد الكلّي: فهم الاقتصاد العالمي» والذي تُرجم إلى أربع لغات وستصدر الطبعة الرابعة منه قريباً، ويعدّ كتابه الذي ألّفه بالمشاركة مع «ليندا غراتون» بعنوان «عُمر المئة عام» من أفضل الكتب مبيعاً على موقع أمازون وترشّح لنيل جائزة أفضل كتاب اقتصاد لسنة 2016 التي تنظمها صحيفة فايننشال تايمز وشركة ماكنزي للاستشارات الإدارية العالمية ما جعل «مجلة الموارد البشرية» تدرج أندرو سكوت على قائمة أكثر المفكرين تأثيراً لسنة 2016.
مشاركة :