توصل باحثون بريطانيون من خلال دراسة حديثة إلى أن إجراء تحليل للدم مرة كل أربعة أشهر، قد يساعد السيدات اللاتي يحتمل اصابتهن بنسبة كبيرة بسرطان المبيض على اكتشاف وجود أي أورام مبكراً. وذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن التحاليل الطبية التي أجرتها اكثر من أربعة آلاف سيدة خلال الدراسة، ساعدت على اكتشاف مرض السرطان مبكراً. لكن، لم يتضح بعد ما إذا كان تحليل الدم العادي قد يساعد على إنقاذ حياة المرضى المحتملين. وينصح الأطباء السيدات الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المبيض باستئصال قناتي المبيض وفالوب. وتعاني سيدتان من بين كل مئة بسرطان المبيض في مرحلة معينة من مراحل العمر. وتهدف الدراسة التي أجريت في 42 مركزاً في بريطانيا، إلى مراقبة مستويات مادة كيمائية توجد في دم السيدات تعرف باسم تحليل «سي إيه 125». وعمل الأطباء في ثلاث مرات خلال العام على رصد أي تغير في مستويات «سي إيه 125»، الذي تنتجه أنسجة المبيض، وذلك بهدف تحديد ما إذا كانت المستويات تزداد على نحو ينذر بالإصابة بمرض السرطان. كما دأبت السيدات على إجراء أشعة بصفة سنوية، وكان الأطباء يتخذون قرار إجراء الجراحة في حال رأوا احتمال إصابة السيدة بالسرطان. وخلال ثلاث سنوات من الفحص ومرور عام من إجراء آخر تجربة، اكتشف الأطباء 19 حالة إصابة بالسرطان، منها 10 حالات كانت في مرحلة مبكرة. وبعد خمس سنوات من ذلك، اكتشف الأطباء 18 حالة أخرى مصابة بسرطان المبيض، من بينها حالة واحدة فقط حالياً في مرحلة مبكرة. وتكمن الفكرة الرئيسة لعلاج أنواع السرطان في الاكتشاف المبكر للورم، ما يحسن فرص النجاة من أخطاره. وقالت الباحثة في أمراض سرطان النساء وأستاذ بكلية لندن الجامعية، أوشا مينون: «نسعى إلى حض النساء على إجراء جراحة». وأضافت: «من وجهة نظري تعاني النساء بالفعل من مسألة سن اليأس، ويبدو أن إجراء فحوص كل أربعة أشهر أفضل من التركيز على التوعية بأعراض المرض». مشيرة إلى أن الفحص يساعد على تقليل انتشار المرض. ونصحت إدارة الأغذية والأدوية الأميركية أخيراً بعدم اللجوء إلى الاختبارات المتاحة حالياً لفحص الإصابة بمرض سرطان المبيض، بما في ذلك الاختبارات التي تتعلق بتحليل «سي إيه 125». ومن بين الأشياء المحتملة إمكانية أن يساهم تحليل الدم في إبعاد السيدات عن فكرة إجراء الجراحة. وقالت مديرة مؤسسة «إيف أبيل»، أثينا لامنيزوس: «هذا البحث يعطي أملاً وثقة للسيدات بأن ثمة طريقة تستند إلى أدلة في ما يتعلق بإجراء الفحص، إذا قررن تأجيل الجراحة التي تقلل حجم الأخطار».
مشاركة :