موجة انتقادات من منبر هوليوود تدين حظر السفر لسبع دول إسلامية، كما أعربت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية، التي تنظم حفل جوائز الأوسكار السنوية في هوليوود، عن قلقها وانزعاجها. وكذلك الاحتجاجات من فريق المخرج البريطاني المرشح لجائزة الأوسكار أورلاندو فون أينزيدل، والذي رافق من أجل فيلمه الوثائقي القصير «الخوذ البيضاء»، ونستطيع القول هنا: إنه لفوز عظيم للفيلم السوري الوثائقي الذي حقق المركز الأول وكوفئت «الخوذ البيضاء» للدفاع المدني الناشطة في المناطق التابعة للمعارضة السورية، بأوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير. وجاء أيضا فوز بطل الفيلم الممثل الأسود «ماهيرشالا علي» وهو أول ممثل مسلم يفوز بجائزة أوسكار وهو ثمرة جهد للتحليل النقدي القائم على عدة مؤثرات. ولا يخفى على المتابع والمشاهد الانتقادات التي وجهتها الفائزة بعدة جوائز أوسكار «ميرل ستريب» حيث استغلت حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» مطلع كانون ثان/ يناير الماضي لإلقاء خطاب حماسي تنتقد فيه بشدة ترامب. يذكر أن الجانب السياسي في الحفل الكبير كان حاضرا، وإن توارت بعض صوره، فقد كان المقدم جيمي كيميل قد استهل الحفل الذي اتسم بهذا الطابع، بقوله: «يتابع هذا البرنامج أكثر من 225 بلدا بات يكرهنا الآن» في إشارة إلى سياسة الهجرة التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب. وسلط الضوء على موقف ميريل استريب المناهضة لقرارات الرئيس ترامب. وفاز فيلم «البائع» للإيراني أصغر فرهادي بجائزة أوسكار كأفضل فيلم أجنبي. وهي المرة الثانية التي يفوز بها السينمائي الإيراني بهذه الجائزة. وكان لغيابه تبرير واحد، إذ أنه أعلن مقاطعة الحفل بسبب قرار الرئيس الأميركي منع مواطني سبع دول بينها إيران من دخول الولايات المتحدة. ومن وجهة نظر شخصية أرى أنه على الرغم من قرارات الرئيس دونالد ترامب، إلا أن الحفل المقام والنجوم العالميين حصلوا على جوائزهم، وقد شاهدناها في فضاءات متوازنة فاز فيها المسلم والعربي والأفريقي مصحوبة بالتهاني والتقدير من جميع الأطراف، على النقيض تماما من حفل العام الماضي 2016 فكان غياب ممثلين سود للعام الثاني على التوالي عن ترشيحات الأوسكار مما أثار موجة من الانتقادات الواسعة. ورفع رتم العنصرية إلى أعلى درجات الامتعاض في عهد أوباما. ولا شك أن ثمة مساحة من الحرية في الخيارات بمعنى أن لهذا التجديد وهذا التفتح على العالم الخارجي يعود وفقا للسياسة الأمريكية المعروفة التي تعبر عن الإيديولوجيا الحديثة لكي يبدو الوضع ملائما في هذا الظرف العالمي الجديد، واهتمام كبير من أوسكار بالأفلام الوثائقية التي تعالج موضوع اللاجئين والحرب. حيث نافس ميتلزيف بفيلمه «وطني- ماي هوملاند» مع أربعة أفلام أخرى، على جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، وهناك أفلام وثائقية أخرى. ونخلص مما سبق إلى وجود اهتمام كبير من مهرجان أوسكار بهذا الموضوع (اللاجئين والحرب) في دورته الحالية الـ89، فيعود حسب رأي المخرج الألماني، إلى «حجم الكارثة الهائل وأيضا إلى العملية السياسية التي تشهد الآن تحركا» ويتابع القول بأن هذا هو «تأكيد على أن أهمية هذه القصص وأنه يجب روايتها».
مشاركة :