انسحاب القوات الأفريقية من الصومال خطوة سابقة لأوانها

  • 3/2/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انسحاب القوات الأفريقية من الصومال خطوة سابقة لأوانها قوبلت مراسم أداء اليمين للرئيس الصومالي الجديد محمد عبدالله فارماجو بموجة من التفاؤل في شوارع مقديشو على أمل أن تمثل هذه بداية حقبة جديدة من الاستقرار للدولة. لكن حقيقة أن هذه المراسم قد تمت في منطقة تابعة للمطار تخضع لإجراءات أمنية مشددة من قبل قوات حفظ السلام للاتحاد الأفريقي، في مدينة شهدت مرارا تفجيرات نفذتها حركة الشباب الجهادية، تنم عن جسامة المهمة التي تواجه الرئيس. ويرصد هذه الصعوبة سامويل أوكيرور، الكاتب والمحلل مشيرا إلى أن الاختبار الأكبر سيكون مع انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي من الصومال، الذي لا يبدو أنه جاهز لمثل هذه الخطوة والطريق أمامه لا يزال محفوفا بالمخاطر. ويدرك فرانسيسكو ماديرا، ممثل الاتحاد الأفريقي الخاص إلى الصومال، هذا التحدي، حيث نقل عنه أوكيرور قوله إن “بناء قدرات قوات الأمن الوطنية الصومالية أمر حيوي ومركزي لمهمة بعثة الاتحاد الأفريقي، ونحن نبذل قصارى جهدنا لفعل ذلك وفي حدود الموارد المتاحة”. تمثل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، وهي قوة متعددة الجنسيات قوامها 22 ألف جندي، ركيزة أساسية لأمن البلاد. وتوجد هذه القوة في الصومال منذ عقد من الزمن لمحاربة حركة الشباب والمساعدة في بسط سلطة الدولة تدريجيا. ويتم تمويل رواتب هذه القوات من جانب الاتحاد الأوروبي، فيما تتولى الأمم المتحدة تقديم الدعم اللوجيستي، بدءا من المواد الغذائية وصولا إلى الإمدادات الطبية. ولكن هذه القوات لم تحصل بعد على طائرات الهليكوبتر الهجومية التي تحتاج إليها بشدة. ويتمثل التحدي الذي يواجه بعثة الاتحاد الأفريقي في أن خروجها من الصومال مع حفظ كرامتها يتوقف على عدة عوامل خارجة عن نطاق سيطرتها. فهي تعتمد بشكل جوهري على التمويل الدولي، ولم تحصل حتى الآن على قدر كاف منه “من أجل إضعاف حركة الشباب بشكل كبير وليس مجرد إزاحتها”، وفقا لتقرير معهد التراث للدراسات السياسية. وبينما يقول الاتحاد الأفريقي إن جنوده ينزفون والغرب لا يوفر سوى المال، يرد الاتحاد الأوروبي بأن هناك عمليات سلام أخرى في القارة تستحق الدعم أيضا، بما في ذلك جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وأزمة بحيرة تشاد. وقال تيري فيركولون، مدير مشروع المجموعة الدولية للأزمات في أفريقيا الوسطى، “سوف يحتفل الاتحاد الأفريقي في الصومال بمرور العام العاشر هذا العام، ولا يرى الممول الرئيسي (الاتحاد الأوروبي) الضوء في نهاية النفق.. وهو ليس على استعداد لتمويل بعثة حفظ سلام أخرى لا نهاية لها كما تفعل الأمم المتحدة في العادة”. سراب/12

مشاركة :