بيت الشعر بالأقصر يستضيف تجارب شعرية متنوعة

  • 3/2/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشعراء نزار الندواي من العراق، وأحمد الجعفري ومحمد عبدالمنعم الحناطي من مصر، وقدم الأمسية الشاعر أشرف البولاقي. افتتح أشرف البولاقي الأمسية بأن قدم الطفلة منة شعبان التي ألقت قصيدة فصحى لشاعر قديم وتميزت بإلقائها الجميل ونطقها السليم وحضورها الملفت. ثم بدأ الشاعر أشرف البولاقي الأمسية بتعريف كل شاعر ضيف، حيث بدأ تعريفه بالشاعر أحمد الجعفري قائلًا عنه هو شاعر شغلته وظيفته في وزارة الثقافة عن إكمال مشروعه الإبداعي المتنوع والمتعدد بين القصة والشعر والرواية والمسرح، فهو صاحب ديوان "متاهات الذي غنى"، وله مجموعة قصصية بعنوان العنادي، ومسرحية بعنوان "ليلة وحمص أخضر" فضلًا عن عمله الجميل "الرهبة" الذي صدر عام 1997 وله أيضًا عشرات المقالات والقراءات في كثيرٍ من الصحف والمجلات المصرية. وأنشد الشاعر أحمد الجعفري بدوره من قصائده متجولًا بين حدائقها وثمارها فمن قصيدته "يا أحمد " : أَهٰذا كُلُّ شأْنِك في الحُبِّ يا أحمد؟ ‎جهدُك الفـذُّ يا فتىٰ الفتيان .. ‎أنْ تُصَوِّرَ وردةً وحيدةً مِنْ معرضِ الزهُورِ، ‎وترسلها لامرأةٍ أحبّتـك لِرُبع قرنٍ، ‎وقاوَمَتْ بِوَهْـمِك غُولاً خبيـثاً في ثديِّها؟ ‎طنَنْـتُكَ بُستاناً .. ‎تسطيعُ إينـاعَ الغَضـٰا، ‎وإزهارَ مَـوْؤودِ القصائد، ‎طنَنـْتُكَ نصْلَ وردةٍ .. ‎رُبّمـٰا لأنّني لمَحْتُ الأخضرَ المُرّ .. ‎يَسيلُ من جبْهَـتِكَ ذاتَ أريج، ‎وَرُبّمـٰا لاحمِرارِ أكُـفٍّ طالمـٰا أدمَتْها مُصافحتُك . ‎أيُّهـا الشّوْك الجعفريّ .. ‎أيُّهـا الذاكـرةُ الدّاميـة .. ‎أيُّهـا المُصوِّر – بالكادِ - وردةً .. ‎وهو يطمح أنْ يصيرَ إلٰـها ‎يُنبِتُ الزهورَ غضّةً .. ‎بين صفحاتِ كتُبِ العاشقات، واختتم بقصيدة أخرى يتحدث فيها عن رحلاته وأسفاره قابضًا على اللحظات الجمالية التي تكمن في تلك الرحلات والغربة: قد صِرْتُ من كثرةِ الأسفارِ فندقاً !! نزلائي شعراءُ صعايدة .. فقراءُ تمكّنَتْ منهم قلوبُ المدُنِ .. لكنهم ماتوا علىٰ أطرافِها !! صرت فندقًا ،، ومازلتُ في رحلتي كيْ أصيرَ المُدُن . وبعد أن استمع الجمهور للشاعر أحمد الجعفري بدأ البولاقي في تعريف ضيف الليلة الثاني وهو الشاعر محمد الحناطي فهو شاعر وروائي وعضو عامل باتحاد كتاب مصر من مواليد البحيرة في 30/10/1980 وحاصل على بكالوريوس تربية عام 2001 وحاصل أيضًا على دبلومة الدراسات العليا في تكنولوجيا التعليم 2002 وعلى تمهيدي ماجستير في علم النفس 2013 ويعمل بالهيئة العامة لقصور الثقافة حصل على العديد من الجوائز العربية والمحلية وقام بتمثيل مصر في مسابقة "أمير الشعراء" الموسم السادس. وأنشد الحناطي عدة قصائد منها: قَدْ قَالَ لِي العرَّافُ: "سوف تموتُ عن عمرٍ يناهزُ ....." ثُمَّ ماتْ! قد كان في الفنجان أبوابٌ مُغَلَّقةٌ.. وأضرحة ،، وتمساحٌ ،، وصقرٌ هائم في الجوِّ ،، فارٌ هاربٌ ،، وكُتَيْبَاتْ !!! لكنني .. لم أبصر الأشياءَ في الفنجان ِ.. بعد مماتِهِ وأنا الذي ترجمتُ.. آلاف الفناجين التي تحكي ، وزيفت المئات ! ومن قصيدة أخرى بعنوان "فناجين خائنة" : الفَنَاجِينُ خَائِنَةٌ.. إِنَّهَا تَحْتَوي قَهَوةً كُلَّ يَومٍ.. وكم مِنْ شِفَاهٍ تَمُرُّ عَلَيْهَا .. لتَهْتِكَ عِفَّتَها الخَزَفِيِّةَ.. إِنَّ الفَنَاجِينَ قَابِلَةٌ لِلسِّقوطِ الرَّحَيمِ .. وإنَّا نُوَشْوِشُهَا في أمانٍ، نُسِرُّ لَهَا بِالَّذِي كَانَ.. تَفْضَحُنَا بِالرُّمُوزِ، وَتَمْنَحُ أَسْرَارِنا للغريبِ.. وإنَّا نُحِبُّ الفَنَاجِينَ رَغْمَ الخِيانَةِ.. نَغْسِلُ بالمَاءِ ذَنْبَ الفَنَاجِينِ.. نَمْنَحُهَا فُرْصَةً أَنْ تَتَوبَ.. ولَيْسَتْ تَدِينُ لَنَا بِالوَلَاءْ!! ثم اختتم البولاقي الأمسية بتقديم الشاعر العراقي نزار الندواي وهو شاعر عراقي من مواليد بغداد 1962 حاصل على دبلوم إدارة الأعمال من كوبنهاجن وهو أيضًا مراسل ومنتج أفلام وثائقية وكتب ومترجم وقد حصل على العديد من الجوائز منها جائزة مهرجان الفيلم الوثائقي في سان فرانسيسكو. وله مجموعة شعرية بعنوان "من أين لنارك هذا الثلج" ومجموعة شعرية أخرى بعنوان "وثمة أشياء للانتظار". وقد أنشد الشاعر العراقي نزار الندواي عدة قصائد جميلة ومتنوعة منها قصيدة بعنوان "حناء عشتار" يقول فيها : قليل من العيد رافقني في الطريق إلى منزل الياسمين يدثر أزمنة الشوق بالغنج المخملي ورافقني ـ وانا أقطع الدرب ـ قلبي وعينان مجنونتان وتعويذة لم أزل أتعمد أكتبها بحروف كما نهدة الريح شفافةٍ فهي ليست ترى إنما تشعل القلب شيئاً تقول النوارس في وصفه : هو مثل احتفاء الحقول بدفء المواسم عاقرتها حلماً غجرياً يسابقني وأنادي عليه: أعرني جنوناً أسافر فيه فقد مدّني القدر المتعرش روحي أشرعة لا تغادرها الريح واستأذن القلب وحشته بالدخول إلى نشوة البحر وقد تنوعت قصائده بين الغزل والوطن والقصائد الذاتية الوجدانية مختتما بقصيدة طويلة بعنوان "قبل انطفاء الذاكرة" : نشيجٌ من الشوق في داخلي يشدّ خطايا إلى حيث أهرقت آخر قطرة حبٍّ وعدت .. وما عاد إلاّ السراب معي ومزنة حزنٍ خريفيّةٍ أمطرت جدب دربي من أدمعي نشيجُ من الشوق يطرق أبوابها الموصدات وشئٌ يسافر بي ويعود على أملٍ كاذبٍ مدّع وكنت دفنت حنيني بأوّل قاطرةٍ غادرتني فكيف استحال الرصيف إلى رغبةٍ للقاء يقولون ذاك الوفاء ولست أراه سوى الخطوة الحائرة إلى أين تفضي الدروب؟ سألت النجوم فقالت: إلى حيث تنطفئ الذاكرة فقلت: لدي الأفق ماذا تقول المرايا؟ فقالت: وأيّاً فقلت: الزمان فقالت: مراياه خادعة ساحرة فقلت: المكان فقالت: مهشّمة منذ مرّ المذنّب في أفق بغداد يوماً وظنّت ستقتله الطلقة الغادرة.

مشاركة :