محمد عبد النبي: لم أتوقع ترشيح «في غرفة العنكبوت»

  • 3/2/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ليلاس سويدان | عندما أعلنت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لم يتوقع غالبية المتابعين أن تكون من ضمنها رواية «في غرفة العنكبوت» بسبب موضوعها الحساس، فالمعتاد هو أن تنأى الجوائز بنفسها عما يثير الجدل من المواضيع التي تعتبر تابوهات أو مناطق توترات مع القارئ المحافظ. حول هذه الرواية وجرأتها وعما إذا كان الروائي المصري محمد عبد النبي قد توقع وصولها للقائمة القصيرة والجوائز وموضوعات أخرى، كان لنا معه هذه الحوار. ◗ تتطرق روايتك لموضوع حساس في المجتمعات العربية، ألا تعتقد أن ترشيح «دار العين» (مصر) لروايتك يمكن اعتباره مغامرة؟ ـ صحيح تمامًا، وقد توقعت ألا يتم ترشيحها من الأساس، لكن ما حدث عكس ذلك، وقد خالف كل توقعاتنا. أنا وغيري لم نتوقع وصولها إلى القائمة القصيرة. ◗  هناك احتفاء في الوسط الثقافي بالرواية، إلى أي مدى يمكن أن يكون سبب ذلك موضوعها الشائك قبل الالتفات لتقييمها أدبيا أو نقديا؟ ـ ربما يكون صحيحا أن يرجع سبب الاحتفاء بالرواية إلى طبيعة موضوعها، ولكن مع آراء بعض القراء والأصدقاء والنقاد والتعليقات حول تفاصيل خاصة بالسرد أو التقنيات أو مشاهد محددة غالبًا ما يُنسى (تقريبا) الموضوع، ويصير التركيز على طريقة حكي الحكاية نفسها ولغتها وبنيتها. الموضوع نفسه يمكن أن يقدم بعشرات الطرق الأخرى سواء في عمل فني أو غير فني، أتمنى أن تكون طريقة الطرح هي سبب الاحتفاء وليس طبيعة الموضوع. صورة نمطية ◗ بعض من يقرأ الرواية يشعر بأنك تكرس الصورة النمطية للمثلي، بكل خلفياته الاجتماعية والنفسية التي أدت لهذه الميول. ما رأيك؟ ـ صحيح، لكني لا أعرف ما هي الصورة النمطية للمثلي. حاولت مع هذا أن يكون تخيّلي له صادقا وألا أضحي بهذه المصداقية لمجرد الرغبة في التحرر من الصورة السائدة، ومع ذلك فإن الوجوه المختلفة المقدمة في الرواية لرجالٍ مثليين تلغي فكرة النمط الواحد تماما، رأى البعض من الأصدقاء العكس تماما أن النمط مسيطر على الأشخاص الغيورين في الرواية «وهم هنا السُلطة بتجلياتها وأشكالها»، فيما يختلف المثليون بعضهم عن بعض، وأحسوا أن هذا فيه تحيزا مضادا أو شيئا من هذا القبيل. محطة مهمة ◗  هذه الرواية ماذا تمثل لك بالنسبة لمشروعك الروائي؟ ـ  «في غرفة العنكبوت» محطة مهمة، لكنها تبقى محطة واحدة فقط، حاولت فيها أن أكتب الحكاية البسيطة وألعب اللعبة الدرامية بشروطها شبه التقليدية، وأن أورّط القارئ في الحكاية وفي عالم البطل مهما بدا بعيدا أو غريبا عنه، أتمنى أن أكون وفقت في هذا الطموح، لكن المؤكد أنني لن أكرر هذه اللعبة بنفس تفاصيلها قريبا، تجذبني الآن الفانتازيا والخيال والعوالم الموازية. جوائز وجدل ◗ رشحت للبوكر مرتين، عن روايتك الأولى وعن هذه الرواية، وحصلت على عدة جوائز أدبية في مجالات أخرى، وتعلم طبعا الجدل الذي تثيره الجوائز الأدبية. ما موقفك منها ككاتب وكيف ترى تأثيرها على المشهد الأدبي؟ ـ لن تسلم الجائزة من الجدل، حتى «نوبل» تثير عند إعلانها مع كل عام، عاصفة من التساؤلات والاستهجان لا تكاد تهدأ إلا مع اقتراب الموسم التالي. في النهاية أهمية الجائزة تأتي من تشجيعها الكاتب على المواصلة ومن تسليطها بعض الضوء المؤقت على الأعمال المرشحة أو الفائزة، لكن قية العمل الفنية لا تحسمها جائزة بل عناصر أخرى كثيرة، بعضها نسبي ومراوغ مثل تأثيره المباشر على قارئه، وبعضها أكثر غموضا مثل مقدار صمود هذا العمل في مواجهة حركة الزمن وتبدل التيارات والأذواق.

مشاركة :