لندن: «الشرق الأوسط» أصبح الاسكوتلندي ديفيد مويز، المدير الفني لمانشستر يونايتد، على شفا الإقالة من منصبه، بعد الموسم الكارثي الذي يمر به الفريق في أول موسم تحت قيادته، بعد الخروج من المنافسة على كل بطولات الموسم والانحدار إلى المركز السابع بجدول الدوري الإنجليزي الذي يحمل لقبه. وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس على موقعها الإلكتروني أن عائلة غليزر مالكة مانشستر يونايتد قد دعت بالفعل لعقد اجتماع عاجل لمجلس الإدارة لبحث قرار الإقالة الذي ربما يكون أسرع مما توقع الجميع بعد هزيمة الفريق أمام إيفرتون صفر/2 أول من أمس. وأشار الناقد الرياضي لصحيفة «الديلي تلغراف» مارك أوغودن والمقرب من بطل إنجلترا إلى أن عهد مويز البالغ من العمر 50 عاما مع مانشستر يونايتد قد ينتهي قبل لقاء الفريق مع نورويتش السبت المقبل، وأن الإدارة تتجه لاستدعاء مساعدي السير أليكس فيرغسون السابقين لاستكمال بقية الموسم. كما أوضحت تقارير أن الويلزي رايان غيغز نجم خط وسط الفريق مرشح أيضا لتولي الإشراف على تدريب يونايتد بصفة مؤقتة خلفا لمويز حتى نهاية الموسم الحالي. ولكن ثمن رحيل مويز لن يكون زهيدا لأنه وقّع عقدا مع النادي لمدة ستة مواسم بعدما ترك إيفرتون في صيف العام الماضي. وتولى مويز تدريب يونايتد بداية من الموسم الحالي خلفا للمدرب الكبير سير أليكس فيرغسون الذي قاد الفريق نفسه للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الموسم الماضي. ولكن مويز تراجع بالفريق إلى المركز السابع في جدول المسابقة قبل ثلاث مراحل فقط من نهاية الموسم، وبعد أن تأكد غياب الفريق عن دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، بات مهددا أيضا بالغياب عن مسابقة الدوري الأوروبي الأقل قيمة. وخسر يونايتد تحت قيادة مويز 11 مباراة، وتعادل في 6، كما خرج من جميع مسابقات الموسم (دوري أبطال أوروبا، كأس الاتحاد الإنجليزي، كأس المحترفين، والدوري الإنجليزي) محققا أسوأ موسم منذ 30 عاما. وكانت جماهير مانشستر يونايتد تتطلع لرؤية انتفاضة من فريقها أمام مويز بعد الخسارة في لقاء الذهاب على ملعب أولد ترافورد، ولأن عودة مويز إلى إيفرتون وتحقيق الفوز يعنيان الكثير له كي يتمكن من إسكات صرخات الاستنكار والازدراء والسخرية التي طالما سمعها منذ اللحظة التي نزل فيها من حافلة الفريق. لكن أسوأ ما عاناه مويز هو مشاهدة لاعبي مانشستر يونايتد في حالة من الاستسلام الشديد أمام إيفرتون، وربما كان السبب في أن غالبيتهم لم يعد يرغب في اللعب تحت قيادة المدير الفني. وبعد موسم شهد قدرا كبيرا من نزيف النقاط، بات واضحا أن قضية مستقبل مويز مع يونايتد محل شك كبير، بل تحول السؤال إلى: متى سيرحل عن النادي؟.. بدلا مما إذا كان سيستمر مع الفريق. وفي اليوم الذي بدا فيه المدير الفني شغوفا بالنجاح، قدم لاعبو مانشستر يونايتد أسوأ أداء في تاريخ النادي منذ ثلاثين عاما، وكان الأداء أشبه بطعنة الموت للمدرب الاسكوتلندي، ونائب الرئيس التنفيذي إد وودورد، الذي لم ينجح في إخفاء استيائه أمام الكاميرات التي سلطت عليه أثناء وجوده في المقصورة. وكان مويز وهو واقف على الخط الجانبي يلوح بيديه أشبه برجل أعمى ينظم المرور، ولا جواب من اللاعبين. وأعرب كثير من كبار اللاعبين في مانشستر يونايتد عن شكوكهم القوية بشأن قدرات مويز قبل أسابيع من الآن، وهي الشكوك التي كشفت عنها «ديلي تلغراف» الشهر الماضي، لكن المدير الفني السابق لإيفرتون بدأ يفقد إيمانه بأولئك الأشخاص الذين يفترض أن يقوم مستقبل النادي على أكتافهم. فلم تكن التسريبات التي كشفت عن رغبة مهاجم المنتخب الإنجليزي داني ويلبك في الرحيل عن مانشستر يونايتد هذا الصيف نتيجة لتردي علاقته مع مويز مجرد تخمينات. ومع فرض مويز عقوبات على ويلبك وآشلي يانغ وتوم كليفرلي قبل 10 أيام من هذه المباراة - بإرغام الثلاثة على أداء تمرينات إضافية - فلا عجب في أن ينفد صبر هؤلاء اللاعبين الدوليين تجاه هذا الرجل الذي هبط بمانشستر يونايتد إلى المركز السابع في الدوري، المركز الأدنى الذي يصلون إليه منذ عام 1990. تفاقم الغضب الذي يسري الآن في الفريق اتضح بجلاء في ملعب إيفرتون الذي تمكن أصحابه من الفوز بأريحية كبيرة ليبقوا على آمالهم في إمكانية نيل بطاقة التأهل للمشاركة في بطولة دوري الأبطال. ولم يتمكن دوايت يورك، الفائز بثلاث بطولات مع مانشستر يونايتد، من تجنب الحديث خلال تحليل المباراة عن مظاهر الاستياء بين اللاعبين والمدير الفني. وقال يورك «أنت تتوقع من اللاعبين أن يكونوا متأهبين للمباراة لأجل مديرهم الفني لأنهم يعلمون مدى أهمية هذا اللقاء بالنسبة له، لكن اعلم أن اللاعبين الذين وثق فيهم خذلوه». وكان مويز قد رفض توجيه الانتقاد إلى اللاعبين الذين خذلوه في أكثر من مناسبة، ففي أعقاب الهزائم أمام أولمبياكوس وليفربول ومانشستر سيتي تحاشى مويز توجيه انتقاد لأي منهم، واختار عوضا عن ذلك تحمل المسؤولية، وأصر على أن الأوضاع ستتحسن الموسم المقبل. وفي أعقاب مباراة ليفربول، تكررت الرسالة نفسها مرة أخرى، فقال مويز «أعتقد أن الجميع يعلم أننا نسير على طريق التغيير، وإنجاز شيء مختلف، نحن نعيد البناء، وقد قمنا بالأشياء التي أردنا القيام بها. واليوم هناك أشياء لم تكن بالصورة التي ينبغي أن تكون عليها، لكن في الوقت نفسه كانت هناك بعض الأشياء الجيدة أيضا. نحن بحاجة إلى المحاولة والتخلص من الأشياء السيئة والأداء بشكل أفضل». وقد بدا جيمي كاراغر، الذي كان يجلس إلى جوار يورك في استوديو محطة «سكاي» الرياضية، مصدوما بعد حديث مويز عن الإيجابيات التي شهدتها المباراة، وقال «إذا كان مويز يعتقد أن مانشستر يونايتد قدم أداء جيدا، فأنا قلق على الفريق». في السياق ذاته، يبدي مشجعو مانشستر يونايتد غضبا من تكرار مويز لكلمات «الأمل» و«المحاولة» في أعقاب كل إخفاق هذا الموسم، والمخاوف من تلاشي شعبية الفريق وعدم تبني نهج أكثر قوة للمنافسة على المراكز الأربعة الأولى. لكن النتائج على ما يبدو هي التي ستكتب كلمة النهاية في مصير مويز مع يونايتد، بعد أن وضح افتقاد عائلة غليزر لصبرها على المدرب الاسكوتلندي الذي ساندته طويلا.
مشاركة :