استقرت الأسهم العالمية في رحلة الصعود المتواصب المدعومة بالتفاؤل، وبعدما تجاوز مؤشر داو جونز الأمريكي حاجز 21 ألف نقطة للمرة الأولى الأربعاء بعد الخطاب الأول للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكونجرس الذي أثار التفاؤل بالتزامن مع توقعات المستثمرين برفع أسعار الفائدة الأمريكية قريباً، استقرت الأسهم الأوروبية في معاملات الخميس بدعم موجة صعود قوية في الجلسة السابقة في حين ارتفعت أسهم ميلروز اندستريز وصبسي سيفن بعد نتائج جيدة.المؤشر ستوكس 600 الأوروبي سجل استقراراً خلال الجلسة وتصدرت أسهم الموارد الأساسية المكاسب مجدداً بصعود مؤشر القطاع واحداً في المئة بعد أن زاد أكثر من 2.9 في المئة الأربعاء.وحقق سهم ميلروز اندستريز البريطانية أكبر المكاسب وسجل مستوى قياسياً مرتفعاً بعد صعود إيرادات العام بأكمله لأكثر من ثلاثة أمثالها بفضل الاستحواذ على نورتك اندستريز الأمريكية.وزاد سهم صبسي سيفن النرويجية للخدمات النفطية 9.8 في المئة بعد أن فاقت أرباح الربع الأخير من العام الماضي التوقعات وقالت الشركة إنها ستدفع توزيعات نقدية استثنائية. وارتفعت الأسهم الأوروبية لأعلى مستوياتها في 15 شهراً الأربعاء حيث قادت أسهم البنوك وشركات الإنشاءات الصعود مع تجدد التفاؤل بشأن تحفيز اقتصادي ضخم في الولايات المتحدة.وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة له أمام الكونجرس الثلاثاء بإنفاق تريليون دولار على البنية التحتية بينما أذكى واضعو السياسات النقدية تكهنات برفع أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد بالعالم هذا الشهر.وارتفع مؤشر قطاع البنوك الأوروبي ثلاثة في المئة ليكون الرابح الأكبر بين القطاعات. وتستفيد البنوك من رفع أسعار الفائدة وحققت أسهمها مكاسب وسط صعود الأسهم العالمية في أعقاب انتخاب ترامب العام الماضي.وزاد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.5 في المئة مسجلاً أعلى مستوياته منذ ديسمبر/ كانون الأول 2015 ومحققاً أكبر مكسب في يوم واحد منذ التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني بينما أغلق مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني عند أعلى مستوى له على الإطلاق.وتلقت أسواق الأسهم الأوروبية دعماً أيضاً من مسوح لمديري المشتريات أظهرت زيادة نشاط المصانع في منطقة اليورو بأسرع وتيرة من نوعها خلال نحو ست سنوات إلى جانب التطورات في حملة انتخابات الرئاسة في فرنسا.وارتفع مؤشر كاك 40 الفرنسي لأعلى مستوياته في 15 شهراً بينما صعد مؤشر داكس الألماني لأعلى مستوى في 22 شهراً محققين مكاسب بلغت نحو اثنين في المئة لكل منهما. ويوم أمس صعد المؤشر نيكاي للأسهم اليابانية إلى أعلى مستوى له في 14 شهراً مع تراجع الين أمام الدولار بفعل تزايد التوقعات بأن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة هذا الشهر وبعد ارتفاع وول ستريت إلى مستويات قياسية.وزاد المؤشر القياسي 0.9 في المئة ليغلق عند 19564.80 نقطة بعدما لامس أعلى مستوى له منذ ديسمبر/ كانون الأول 2015 عند 19668.01 نقطة.وارتفع 28 مؤشراً من بين 33 مؤشراً قطاعياً في بورصة طوكيو وصعدت أسهم القطاع المالي بدعم من ارتفاع عوائد أدوات الخزانة الأمريكية في حين وجدت أسهم شركات التصدير دعماً في تراجع الين.وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.75 في المئة إلى 1564.69 نقطة في حين زاد المؤشر جيه.بي.اكس-نيكاي 400 بنسبة 0.76 في المئة لينهي اليوم عند 14023.74 نقطة. بالمقابل، ارتفع إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع في يناير/ كانون الثاني مع صعود التضخم مسجلاً أكبر زيادة شهرية له في أربع سنوات، وهو ما أضعف القوة الشرائية للأسر مما يشير إلى نمو اقتصادي متوسط في الربع الأول من العام.وقالت وزارة التجارة الأمريكية الأربعاء إن إنفاق المستهلكين الذي يشكل ما يزيد على ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة زاد 0.2 في المئة بعد زيادة غير معدلة بلغت 0.5 في المئة في ديسمبر/ كانون الأول.وتوقّع اقتصاديون في استطلاع لرويترز زيادة إنفاق المستهلكين الأمريكيين 0.3 في المئة الشهر الماضي. ومن المرجح أن يظل إنفاق المستهلكين يلقى دعماً في ظل وعود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيضات ضريبية شاملة وزيادة الإنفاق على البنية التحتية.وارتفعت ثقة المستهلكين في أعقاب فوز ترامب في انتخابات الرئاسة مسجلة أعلى مستوياتها خلال 15 عاماً ونصف العام في فبراير/ شباط.وبعد التعديل في ضوء التضخم يكون إنفاق المستهلكين قد هبط 0.3 في المئة في يناير/ كانون الثاني، وهو أول انخفاض له منذ أغسطس/ آب بعدما ارتفع 0.3 في المئة في ديسمبر/ كانون الأول. إلى ذلك تراجع الإنفاق على الإنشاءات في الولايات المتحدة على عكس المتوقع في يناير/ كانون الثاني، حيث أبطل أكبر هبوط في الإنفاق الحكومي منذ عام 2002 إثر مكاسب الاستثمار في المشروعات الخاصة مما ينبئ بنمو اقتصادي متوسط في الربع الأول من العام.وقالت وزارة التجارة الأمريكية الأربعاء إن الإنفاق على الإنشاءات هبط واحداً في المئة إلى 1.18 تريليون دولار. وتم تعديل إنفاق ديسمبر/ كانون الأول، ليظهر زيادة 0.1 في المئة بدلا من انخفاض 0.2 في المئة في القراءة السابقة.وتوقع الاقتصاديون في استطلاع لرويترز زيادة الإنفاق على الإنشاءات 0.6 في المئة في يناير/ كانون الثاني. وزاد هذا الإنفاق 3.1 في المئة عن مستواه قبل عام.وفي يناير/ كانون الثاني تراجع الإنفاق العام على الإنشاءات خمسة في المئة مسجلاً أكبر هبوط له منذ مارس/ آذار 2002. جاء ذلك عقب انخفاض بلغ 1.4 في المئة في ديسمبر/ كانون الأول. وبهذا ينخفض الإنفاق العام على الإنشاءات لثلاثة أشهر متتالية.وهبط الإنفاق على مشروعات الإنشاءات الحكومية المحلية والاتحادية 4.8 في المئة مسجلاً أيضاً أكبر تراجع له منذ مارس/ آذار 2002. وأنهى الانخفاض ثلاثة أشهر متتالية من المكاسب. (رويترز) الاحتياطي الاتحادي: الشركات أقل تفاؤلاً في ظل ضبابية سياسات ترامب قال مجلس الاحتياطي الاتحادي إن اقتصاد الولايات المتحدة نما بوتيرة ضعيفة إلى متوسطة من أوائل يناير/ كانون الثاني إلى منتصف فبراير، وإن الشركات أقل تفاؤلاً في ظل بعض الضبابية بشأن السياسات المالية لإدارة الرئيس دونالد ترامب. وقال المركزي في تقرير عن الاقتصاد «الشركات متفائلة بشكل عام بشأن الآفاق في الأجل القريب لكن بدرجة أقل مما ورد في التقرير السابق». ورفع المركزي أسعار الفائدة للمرة الثانية خلال عامين في اجتماع لجنة السياسات النقدية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكن من المتوقع أن يسرّع وتيرة تشديد السياسة النقدية هذا العام مع هبوط معدل البطالة الذي يبلغ حاليا 4.8 في المئة وزيادة التضخم. وينتظر المركزي تفاصيل بشأن خطط ترامب الاقتصادية بما في ذلك ضريبة حدود محتملة على الواردات القادمة إلى الولايات المتحدة، لتقييم الآثار المرتبة على سياساته.
مشاركة :