لوفتهانزا وأيرفرانس-كيه.إل.إم وردت في خطاب للاتحاد الأوروبي بأن المنافسة التي تواجهانها من شركات الطيران الخليجية أجبرتهما على إنهاء خدمات لآسيا. وقالت متحدثة باسم طيران الإمارات إن “المثير للدهشة هو كيف تزعم اثنتان من أكبر شركات الطيران في أوروبا أن شركات الطيران الخليجية تسببت في تقليص خدماتهما الآسيوية في حين أن العكس هو الصحيح”. وأوضحت أن البيانات تشير إلى أنه في الفترة بين عامي 2007 و2017 زادت الطاقة الاستيعابية لشركات الطيران الأوروبية الست مجتمعة من أوروبا إلى آسيا من حيث المقاعد 17 بالمئة ومعدل الرحلات ستة بالمئة. وقال خالد المزروعي الخبير الإماراتي والمستشار في صناعة الطيران إن هذا “الجدل الدائر حاليا، مستمر منذ فترة من الزمن، وهو ما قد يؤثر على صناعة وحركة الطيران العالمية”. وأكد المزروعي أن الحديث عن تلقي الدعم الحكومي من جانب شركات الطيران الأوروبية صدر من قبل من مثيلتها الأميركية، ولكن لم يصدر ما يؤيده بصورة قاطعة من الجهات الرسمية أو الحكومة. ودفعت الخسائر المتتالية، أمام الناقلات الخليجية، شركات الطيران الأوروبية إلى رفع شكوى للاتحاد الأوروبي للنظر في ما اعتبرته تلك الشركات منافسة غير عادلة من قبل شركات أخرى تحظى بدعم حكومي كبير.خالد المزروعي: هذا الجدل ليس جديدا وهو مستمر منذ فترة ما قد يؤثر على حركة الطيران العالمية وكشفت مصادر أوروبية، أمس، أن فيوليتا بولك المنسقة الأوروبية المسؤولة عن قطاع النقل تقلت رسالة احتجاج من شركات الطيران الأوروبية على منافسة نظيراتها الخليجية لها. وتقول المصادر إن المفوضية الأوروبية تعمل حاليا على مراجعة القوانين الأوروبية في هذا المجال بهدف ضمان تحسين قدرات الربط الجوي والنمو في قطاع النقل الجوي الأوروبي. ومن المتوقع أن تصدر القوانين الجديدة خـلال العـام المقبـل على أقصى تقدير. وكان كارستن سبور الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا الألمانية قد جدد مؤخرا معارضة شركته للحصول على دعم مالي من الحكومة، فيما وقع اتفاق تعاون مع شركة طيران الاتحاد الإماراتية والتي تعتبر واحدة من أكبر الشركات المتهمة بالحصول على دعم مالي. وقال سبور في مؤتمر صحافي إنه “ليس سرا أن لوفتهانزا كانت وستظل تعارض الحصول على الدعم المالي الحكومي”. ويرى الخبير الاقتصادي وضاح ألطه أن شركات الطيران الأوروبية وقبلها الأميركية دأبت بين الحين والآخر على توجيه اتهامات للناقلات الخليجية وخاصة مع تضرر إيراداتها نتيجة نجاح الأخيرة في ظل سياسة السماوات المفتوحة. ولفت المزروعي، الذي شغل منصب رئيس اتحاد خدمات مطارات الخليج سابقا، إلى أن الناقلات الخليجية تدعم اقتصادات دول أوروبا بعشرات المليارات من الدولارات سنويا، فضلا عن مئات الآلاف من الوظائف وتنشيط حركة السفر والسياحة. وتعد طيران الإمارات أكبر زبون وأكبر مشغل في العالم لأيرباص إيه 380 ويضم أسطولها حاليا 93 طائرة من هذا الطراز. ولدى الاتحاد للطيران طلبيات مؤكدة على 62 طائرة أيرباص من طراز إيه 350 و10 طائرات إيه 380. وتقول شركات الطيران الخليجية إنها تبتعد كثيرا عن استغلال أي دعم حكومي في اختراق السوق الأميركية والأوروبية وتقديم خدمات السفر مصحوبة برفاهية لم تشهدها صناعة الطيران العالمية من قبل. ويعود قلق الشركات الأوروبية المتنامي إلى النمو الذي تحققه نظيراتها الخليجية الثلاث على حساب خطوط جوية أوروبية تصارع لاجتذاب الركاب وتتعرض لمشكلات تسببت لها في توخي سياسات تخفيض التكاليف. وحذرت لوفتهانزا خلال الأعوام الماضية من انخفاض أرباحها بسبب توسع شركات الطيران الخليجية في طاقة استيعاب الركاب، إذ تحاول الشركات الخليجية الثلاث إغراء الركاب بالخدمات الممتازة على طائراتها والمحطات في دولة الإمـارات. وكان ملف شركات الطيران الخليجية وعملها في الأجواء الغربية قد شهد تطورا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد أن شجعت السياسات الانعزالية للرئيس الأميركي دونالد ترامب أكبر 3 شركات طيران أميركية لتجديد مزاعمها بأن شركات الطيران الخليجية تنتهك قواعد المنافسة العادلة، بعد أن فشلت في إثبات ذلك في عهد الرئيس باراك أوباما. والصراع المفتوح في الأجواء ليس جديدا، ففي العقدين الأخيرين اقتحمت الشركات الخليجية أسواق الطيران العالمية، وبدأت تسحب البساط من تحت عمالقة الطيران في أميركا وأوروبا والشرق الأقصى. وقبل عامين، فتحت الناقلات الأميركية الثلاث وهي دلتا ويونايتد وأميركان إيرلاينز المعروفة باسم شركات “التذمر” نار الانتقادات على منافساتها الخليجية.
مشاركة :