إذا كان الرجال في منطقة القصيم يخرفون (يجنون) التمور في أشهر الصيف فقط، فإن قصيميات يقطفن الفروالة طوال العام، فهذه المنطقة التي تُعد واحد من أشهر واحات التمور في السعودية، وتتميز بإنتاجها من نوعي: السكري والبرحي، أصبح لديها منذ عام فاكهة أخرى تقدمها لزوارها: الفروالة. وعلى رغم أن هذه الفاكهة تُعد «رقيقة»، ولكن صحراء القصيم، وتحديداً محافظة البكيرية، استطاعت استزارعها في تجربة «فريدة» للمهندس الزراعي حمد اللحيدان دشنها العام الماضي في منتجع «الغزال». وعلى رغم قصر المدة إلا أنها شهدت تطورات متسارعة، منها اعتمادها على الطاقة الشمسية، وأيضاً من خلال نموذج الزراعة المائية، بوضع الشجيرات في أصص مليئة بالمياه. وقال اللحيدان في مقابلة تلفزيونية: «في العام الماضي بدأت عملية الزراعة والتشتيل، وتوسع المشروع لاحقاً إلى البيوت المحمية، وذلك لموازنة درجة الحرارة»، مضيفاً ان «المشروع يهدف إلى أن يكون المنتج الأول لشتلات الفراولة في المملكة»، مشيراً إلى أنه يهدف أيضاً إلى «تنشيط السياحة الزراعية». ويستطيع الزائر أن يقطف الفراولة بنفسه في المزرعة، وذلك بعد أن يشتري تذكرة دخول، ويعطى سلة ومقص حتى يتسنى له قطف الفراولة وجمعها في هذه السلة. وقال اللحيدان إن «جزءاً من المتعة في الشتاء تكمن في قطف الفراولة، وفي الصيف متعة خراف التمر». واستقطبت التجربة شخصيات معروفة في مواقع التواصل الاجتماعي، للاطلاع عليها، ومنهم ماجد الصباح الذي قدم تغطية على «سناب شات» لمهرجان الفراولة، وقال إن «هذه المزرعة تنتج 20 طناً من الفراولة، لكنه لا يُباع»، مشيداً بدور الفتيات السعوديات في المشروع، وقال: «الفتيات هن القائمات على التنسيق بين الزوار، والسلال المستخدمة هي من إنتاج الأسر المنتجة في القصيم». والفراولة - بحسب عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم الدكتور خالد الضيمان «تقطفها النساء في غالبية دول العالم، لأنها تحتاج إلى لمس خفيف، لحساسيتها». وأوضحت إحدى المشرفات على الحديقة طريقة القطف «خلال القص نمسك الغصن فقط، وليس الثمرة، حتى لا تقل نسبة الجلكوز فيها»، مضيفة أن «الزراعة المائية توفر المياه بنسبة 10 في المئة مقارنة في طرق الري التقليدية». وقدم ثامر تغطية أخرى للتجربة في «سناب شات»، قبل أن يفتتح المشروع رسمياً، أوضح فيها أن «المزرعة تحوي ثلاثة أنواع من الفراولة، وهي: الفرتونة، والفيستيفال، والسويت»، موضحاً أن «لقطف الفراولة فنون خاصة، ولا يمكن قطفها من الجذور»، لافتاً إلى أن الزراعة قائمة على الطاقة الشمسية. وتختتم القصيم الأحد المقبل، المهرجان الأول للفراولة، والذي انطلق السبت الماضي، وقال أمير المنطقة فيصل بن مشعل في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن «زراعة فاكهة الفراولة كانت حلماً في القصيم، حتى تحققت وأصبحت واقعاً ملموساً»، مشيداً بجهود أصحاب المزرعة أبناء إبراهيم علي اللحيدان، والمشرف على مشروع المهرجان المهندس حمد اللحيدان. يُذكر أن منتجع «الغزال» سمي بهذا الاسم لاحتوائه على محمية غزلان المها، ويضم مزرعة الفراولة، إضافة على منتجع يحوي جلسات داخلية وخارجية، ويقصده الزوار للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وافتتحت المزرعة رسمياً في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
مشاركة :