طائرات أميركية تنفذ سلسلة ضربات جوية ضد القاعدة في اليمن

  • 3/3/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الإدارة الأميركية توسع حربها ضد القاعدة في اليمن بشن غارات جوية عنيفة يراها مراقبون بأنها مؤشر على بداية حرب واسعة تستهدف التنظيم.العرب  [نُشر في 2017/03/03]المقاتلات الأميركية شنت أكثر من 20 غارة على مواقع القاعدة عدن- قال شهود إن طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار نفذت سلسلة ضربات جديدة على أهداف يشتبه أنها لتنظيم القاعدة في جنوب اليمن في وقت مبكر الجمعة. ونشرت الطائرات التي يعتقد أنها أميركية قوات على الأرض في منطقة الصعيد بمحافظة شبوة اشتبكت مع من يشتبه أنهم متشددون من التنظيم في معركة استمرت لقرابة نصف ساعة. وكان أحد الأهداف منزل سعد عاطف وهو قيادي بالقاعدة في المنطقة. ووسعت الإدارة الأميركية من حربها على تنظيم القاعدة في اليمن، فبعد أسابيع من عملية إنزال جوي في محافظة البيضاء وسط البلاد أسفرت عن مقتل العشرات بينهم مدنيون، كان التنظيم، الخميس، عُرضة لسلسلة هجمات جوية في ثلاث محافظات يمنية متفرقة. وهذه هي الموجة العسكرية الثانية في عهد الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، والتي يراها مراقبون بأنها مؤشر على "بداية حرب واسعة" ضد التنظيم المصنف بأنه الأخطر في شبه جزيرة العرب. وشنت مقاتلات أميركية، الخميس، أكثر من 20 غارة على مواقع التنظيم في محافظات، البيضاء(وسط) وأبين(جنوب)، وشبوة، شرقي البلاد، وخلافا للعملية السابقة، لم تسفر جميع العمليات عن سقوط ضحايا مدنيين. ووفقا لمصادر فقد أسفرت الضربات عن مقتل 5 من عناصر القاعدة بغارة لطائرة أميركية بدون طيار في منطقة المزرعة، ببلدة الوضيع التابعة لمديرية مودية في محافظة أبين، فيما قتل 3 عناصر آخرين، بغارة مماثلة، استهدفت منزلهم في محافظة شبوة. كما استهدفت الغارات، مركز تدريب لمقاتلي القاعدة في جبل نوفان ببلدة قيفة في مديرية رداع، بمحافظة البيضاء، ومنزل القيادي البارز في القاعدة، عبد الإله الذهب، الذي نجا من العملية السابقة التي سقط فيها شقيقاه عبد الرؤوف وسلطان الذهب، لكن الغارة أخطأت المنزل، ولم تسفر عن سقوط ضحايا، وفقا للمصادر. واستهدفت غارات شبوة وادي الصعيد ومطارح آل عاطف التي ينتمي لها سعد بن عاطف، أمير القاعدة في المدينة. ولم تعرف على الفور حصيلة لتلك الغارات لكن مصدر محلي استبعد أن تكون الضربات قد نجحت في قتل عاطف كون المطارح قد تم إخلاؤها سابقا. موجة التصعيد الأخيرة، سبقها عمليات استخبارية طويلة منذ العملية الأخيرة بمحافظة البيضاء، ووفقا لسكان محليون، فقد نفذت طائرات بدون طيار حملات تحليق مستمرة في سماء محافظتي البيضاء وأبين. وعلى الرغم من ملامح التصعيد الأميركي التي زادت وتيرتها منذ تولي ترامب مقاليد الرئاسة، إلا أن تنظيم القاعدة هو الآخر يحشد المزيد من المقاتلين والسلاح، ووفقا لمصادر عسكرية، فقد استولى التنظيم على ثلاث شاحنات سلاح تابعة للجيش اليمني، ونقلها إلى جبل عكد في لودر بمحافظة أبين. وتضاربت الأنباء حول حدوث إنزال جوي جديد للقوات الأميركية في أبين، ففي حين ذكرت مصادر محلية حدوث الإنزال الجوي، قالت مصادر عسكرية يمنية، إن الإنزال كان بحريا عبر بارجات أميركية ترابط قبالة سواحل أبين، لكن البنتاغون تحدث فقط عن 20 غارة، دون التطرق لأي عملية انزال. وقال المتحدث بإسم البنتاغون، جيف ديفيس، إن الضربات، استخدمت فيها ذخائر دقيقة التوجيه، ونفذت بمشاركة الحكومة اليمنية التي طالبت عقب عملية البيضاء بـ"التنسيق المسبق" معها، لتحاشي سقوط ضحايا مدنيين. وأشار أيضا إلى أن الضربات "ستقلص قدرة التنظيم على تنسيق هجمات إرهابية بالخارج وتحد من قدرته على استخدام الأراضي التي سيطر عليها من الحكومة الشرعية في اليمن كمكان آمن للتخطيط لأعمال إرهابية". ويبدو أن الإدارة الأميركية فضلّت في الجولة الثانية من التصعيد عدم المجازفة بمعركة برية، وخصوصا بعد مقتل عسكري أميركي في المعركة السابقة مع القاعدة في بلدة يكلا بالبيضاء، والتي قوبلت بتنديد محلي لسقوط أحد أفراد قوات التدخل السريع، بالإضافة إلى سقوط عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء. وجاء التصعيد الجديد في أعقاب حديث للرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكونغرس، الأربعاء، قال فيه إن هجوم البيضاء أسفر عن الحصول على "معلومات مخابراتية قيّمة ستؤدي إلى مزيد من الانتصارات في المستقبل"، حسب تعبيره. وتتزامن الحرب على القاعدة، مع حرب موازية يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية على الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ قرابة عامين، والتي أسفرت عن تدهور الأوضاع الإنسانية إلى مستويات قياسية، ودخول أكثر من 18 مليون يمني تحت خط الفقر، ونزوح نحو 3 ملايين نسمة، وفقا للأمم المتحدة. وفيما يذهب مراقبون إلى ضرورة مواجهة تنظيم القاعدة والقضاء عليه كقوة تهدد وجود الحكومة الشرعية في المحافظات المحررة من الحوثيين جنوبي البلاد، يرى آخرون أن إشعال حرب أخرى سيؤدي إلى مزيد من تعقيد الأوضاع.

مشاركة :