قصة صاحب اسم مبنى الإذاعة والتليفزيون: خلص «أبوالهول» من الرمال

  • 3/3/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في 21 يوليو 1960 ظهر مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى النور بعد أقل من عام من بدء إنشائه، حتى تم افتتاحه بالتزامن مع ذكرى ثورة 1952، ومنذ حينها حمل اسم «ماسبيرو». ومنذ ذلك التاريخ تتداول الأغلبية اسم «ماسبيرو»، مع التساؤل عن سبب إطلاقه على مبنى الإذاعة والتليفزيون له، وهو ما أوضحه موقع «أرشيف مصر». يعود اسم «ماسبيرو» إلى عالم المصريات الفرنسي «جاستون كاميل شارل ماسبيرو»، وهو من مواليد 23 يونيو 1846 بباريس، ولكون والده كان غير معروفًا تولى تربيته رجل إيطالي يُدعى «ماركو كاميللو مارسوزي». ومع بلوغ «ماسبيرو» سن 12 عامًا بدأ في تعلم اللغة الهيروغليفية، بسبب شغفه في التعرف على التاريخ المصري، ثم أتبعها بدراسة اللغة العربية. وأثناء دراسة «ماسبيرو» بمدرسة «إيكول نورمال سوبريور»، وهو في سن 21 عامًا، قابل عالم الآثار «أوجوست مارييت» في 1867، وحصل منه على نصين هيروغليفيين، ليعمل على ترجمتها له في 8 أيام فقط، ليثير إعجاب الأخير. واعتمد «ماسبيرو» على نفسه لدراسة علم المصريات، من خلال إطلاعه على الآثار المصرية الموجودة في متحف اللوفر، و نقوش المسلة الفرعونية بميدان «كونكورد»، إضافةً إلى ذيوع صيته عقب ترجمته لنصوص «مارييت». وفي عام 1869 أصبح «ماسبيرو» معيدًا في المدرسة العملية للدراسات العليا، كما أوكل إليه «مارييت» مناقشة أول رسالة دكتوراه في فرنسا بجامعة السوربون في علم المصريات إيجبتولوجي. وبكل هذه الإنجازات تمكن «ماسبيرو» من أن يصبح أستاذًا مساعدًا لمدة عامين، وكان عمره لم يتجاوز 26 عامًا، ومع ازدياد نجاحه في علم المصريات طلبت منه الحكومة الفرنسية أن يتوجه إلى مصر بشكل سريع، بعد مرض «مارييت» الذي شغل منصب مدير مصلحة الآثار المصرية  حينها. وبالفعل جاء «ماسبيرو» إلى مصر في 5 يناير 1881، وتولى منصب مدير مصلحة الآثار المصرية، وأنشأ فيها أول مطبعة هيروغليفية وعربية، كما عمل أمينًا للمتحف المصري للآثار ببولاق وهو في سن 34 عامًا. أمام هذه الإنجازات أصدر الخديو عباس حلمي الثاني فرمانًا بتعيين «ماسبيرو» مديرًا لعموم المتاحف المصرية، ومديرًا لعموم الآثار التاريخية، ليتجه العالم الفرنسي إلى العيش فوق عوامة على حافة النيل، وهي إحدى ممتلكات إدارة خدمة الآثار، وقضى فيها كل فترة إقامته الأولى بمصر حتى 1892. وخلال تواجد «ماسبيرو» في مصر أكمل أعمال أستاذه «مارييت» بمنطقة سقارة، وكان مهتمًا بشكل خاص بالمقابر التي تحتوى على نصوص فرعونية مهمة تثرى اللغة الهيروغليفية، وعثر على 4 آلاف شطرًا وصورهم وطبعهم حسب رواية «أرشيف مصر». ومن سقارة واصل اعمال الحفر في معبدي إدفو وأبيدوس، كما أكمل أعمال إزالة الرمال عن أبوالهول بالجيزة عام 1886، ونجح في التخلص من 20 مترًا من الرمال بحثًا عن مقابر تحتها. وأسس «ماسبيرو» المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة، وكان هو أول مدير له، ولم تقتصر الدراسة فيه على الآثار الفرعونية فقط، بل امتد لجميع الآثار المصرية الإسلامية والقبطية. واستمر «ماسبيرو» في عطائه إلى أن توفى في 30 يونيو 1916، عن عمر يناهز 70 عامًا ودفن في فرنسا، ومن هنا أطلق المسؤولون اسمه على الشارع الخلفي لمبنى الإذاعة والتليفزيون، والذي حمل نفس الاسم كذلك.

مشاركة :