تعاني المعاهد الأزهرية الدينية في قطاع غزة من أزمة ماليّة شديدة تهدد بإغلاقها، إذا ما تم تدارك تلك الأزمة والتدخل من قبل الحكومة الفلسطينية لإنقاذ هذا الصرح الأكاديمي الديني. ويقول القائمون على المعاهد الأزهرية في قطاع غزة (وهي امتداد للمعاهد الأزهرية في مصر)، إن الطلاب بدأوا يعزفون عن التسجيل في المعاهد، في ظل اشتداد الأزمة المالية التي بدت تطفو على السطح مطلع العام 2017 الجاري. وأشاروا إلى أن الأزمة المالية أثرت بشكل كبير على تطوّر المستوى التعليمي، ووسائل المواصلات التي يتم توفيرها للطلبة، وصعوبة ترميم المباني التي أنشئت إبان حكم الإدارة المصرية لقطاع غزة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وتأسست المعاهد الأزهرية في قطاع غزة في العام 1954، وكانت تتلقى دعما ماليا من مشيخة الأزهر في مصر، ومع نشأة السلطة الفلسطينية انتقلت المعاهد إداريا لها دون تخصيص موازنة رسمية لدعمها، وبدأت تعتمد على المعونات الشهرية المتقطعة من القطاع الخاص. ويقول عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين، عماد حمتو، إن “مصادرنا المالية شحيحة. نعتمد على أجور رمزية لتسجيل الطلاب. ولدينا التزامات لفقداننا الموازنة الرسمية”. وأضاف حمتو، في حديثه مع “الغد”، “نحن بحاجة للأموال لمعالجة أمور خطيرة من مواصلات، وتوفير كتب، وإصلاح المباني الآيلة للسقوط، كل ذلك يتراكم علينا بعد يوم”. ويوضح حمتو أنه منذ حدوث الانقسام الفلسطيني هناك عزوف عن مساعدة المعاهد الأزهرية التي تحمل رسالة كبيرة ودين وسطي، ينبغي على الجميع اليوم أن يتجه لحملها وتبنيها، مشيرا إلى أن المعاهد تعتمد في هذه الأوقات على تبرعات قليلة من البنوك والجمعيات ومؤسسات القطاع الخاص. ويتابع “في فترة من الفترات كانت عدد طلاب المعاهد الازهرية في قطاع غزة 4000 طالب وطالبة، وكان هناك إقبال كبير من المجتمع على المعاهد الأزهرية، الأوضاع في فلسطين دائما يتشابك فيها العامل السياسي مع العوامل الأخرى، وبالتالي كان الأزهر ضحية الانقسام وضحية الفهم الخاطئ”. وناشد حمتو المؤسسات الأهلية والحكومية بضرورة دعم المعاهد، وأضاف “الأمة اليوم مصابة بنكبة فقهية وفكرية كبيرة لا يمكن معالجتها إلا من خلال إعداد جيل من العلماء يحملون الفكر والعقيدة الوسطية التي يمثلها الأزهر برسالته منذ 1000 عام”. وأكد حمتو أن المعاهد الأزهرية في فلسطين جزء أصيل من الأزهر الشريف بالقاهرة، وأن رسالتها نشر الإسلام الوسطي البعيد عن العنف الذي بات يجتاح بعض الدول العربية. وقال عميد المعاهد الأزهرية: “يتصور بعض الناس أن من يذهب للمعهد هو فقط الطالب الأعمى والضرير، لكن نحن نعلم العلوم الشرعية والدنيوية وكافة المواد التعليمية، ونوفر لهم التعليم المجاني، ونخرج الطالب ذو بناية قوية تمكنه من مواجهة الحياة”.أخبار ذات صلةوفد فلسطيني يغادر قطاع غزة للمشاركة في مؤتمر بمصرفيديو| محلل: لا عملية سياسية إذا خرجت القدس من التفاوضفيديو| محلل: الاحتلال المستفيد الأول من الانقسام الفلسطينيالكونجرس يستعد لإقرار قانونين بشأن حل الدولتين يجهضان عملية السلام…محكمة عسكرية تؤجل سجن الجندي الإسرائيلي الذي أجهز على جريح…شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :