حضر الأمين العام لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحج والعمرة والزيارة، عبدالله بن مدلج المدلج، الحفل الذي أقامه أبناء قبيلة الرقعان من بني مالك، احتفاءً بسلامة ابنهم مشعل، وتكريماً للجندي وليد الغامدي الذي تبرع بإحدى كليتيه له، والذي أقيم أمس في مدينة تبوك . وقال عبدالله المدلج إن الاحتفائية وهذا الاجتماع الكبير من أهالي منطقة تبوك يجسد مشاعر عظيمة تجاه ما قام به الجندي وليد الغامدي الذي ساهم ــ بعد مشيئة الله تعالى ــ  في إنقاذ حياة الطفل مشعل المالكي.    وعبر المدلج عن سروره بالمشاركة في هذه الاحتفائية قائلاً: حضرت أنا وزملائي بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد من الرياض وكلنا سعادة وفرح وفخر بما قدمه الجندي وليد الغامدي، مشيرًا إلى أن هذا ليس مستغرباً عليه فهو أحد الجنود الأوفياء الذين نالوا شرف الدفاع عن هذا البلد المبارك، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية بقيادتها لا خوف عليها وهؤلاء هم رجالها، أهل الوفاء والكرم والشهامة. واختتم الأمين العام لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين كلمته سائلاً الله تعالى أن يجزي الأخ وليد الغامدي خير الجزاء وأوفاه، كما سأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يديم الأمن والأمان على بلادنا وبلاد المسلمين.     وكان الحفل المُعد بهذه المناسبة قد استهل بقراءة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى الشيخ صالح الرقيعي كلمة نيابة عن أبناء قبيلة الرقعان من بني مالك في مختلف مناطق المملكة. وقال الرقيعي: في هذه الليلة المباركة التي أسميناها "ليلة الوفاء والعرفان" لمن حملنا معروفاً لا ننسىاه ما حيينا أبداً لما قدمه في سبيل إنقاذ حياة ابننا "مشعل" ــ بعد مشيئة الله تعالى ــ حيث اقتطع جزءاً من جسده لإنقاذ حياة ابن من أبناء قبيلتنا وساهم لوجه الله تعالى لا يبتغى سوى الأجر من الله تعالى في إنقاذ حياته، أقول بأعلى صوتي: شكراً شكراً وبارك الله بك يا ابن غامد الوفاء والشهامة والكرم المتأصل في ذاكرة التاريخ، وبطون الكتب مليئة بقصص الوفاء والكرم لهذه القبيلة العريقة، في مملكتنا الحبيبة، مع تقديرنا الكبير لشيوخ القبائل الأخرى الذين شرفوا هذا الحفل بحضورهم. وأضاف: لن يسعفني عذب العبارات ولا أفصح الكلمات فيما يكنه الفوائد لكم من تقديراً وعرفان لما قدمتموه إلى الجندي البطل الشهم الكريم ابن الكرام، أسأل الله أن يبارك فيك وبما قدمت وأن يجزيك عنا خير الجزاء . واختتم الشيخ صالح الرقيعي كلمته قائلاً: يسرني في الختام أن أوجه كلمات عرفان وتقدير وثناء لمن حضر هذا الحفل من خارج منطقة تبوك وتكبد عناء الطريق وخصوصاً من مدينة الرياض عاصمة مملكتنا الحبيبة، كما أشكر كل من ساهم في هذا الحفل التكريمي، ونسأل الله أن يبارك في الجميع وأن يجزي الأخ وليد الغامدي، وأن يديم الأمن والأمان على بلادنا . عقب ذلك ألقى مدير عام إذاعة القرآن الكريم خالد بن محمد الرميح كلمة بين خلالها فضل الإحسان إلى الناس مستدلاً على ذلك من بآيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية المطهرة، كما وصف تبرع الجندي بكليته للطفل المالكي بالعمل المبارك، سائلاً الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسنات المتبرع . وفي ختام الحفل الخطابي قدم الشيخ عبدالله بن مدلج المدلج هدية وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للجندي وليد الغامدي، كما قدم عدد من كبار المسؤولين في القطاعات الحكومية والأهلية بمنطقة تبوك الهدايا التذكارية للمحتفى به، والفريق الطبي الذي أجرى العملية ولفيف من المسؤولين والمشاركين، كما التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.         وفي ختام مراسم الاحتفاء بالجندي وليد الغامدي دعا والد الطفل المتبرع له، الشيخ مسلم المغربي المالكي جميع الحاضرين لتناول طعام العشاء . الجدير بالذكر أن الحفل حضره المشرف العام للموارد البشرية بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة خالد بن إبراهيم المرشود، وعدد كبير من كبار المسؤولين في القطاعات الحكومية والأهلية بمنطقة تبوك وجمع غفير من أهالي وأعيان مدينة تبوك. يُشار إلى أن "سبق" كانت قد انفردت بنشر خبر تبرع أحد الجنود المشاركين بعاصفة الحزم لإنقاذ حياة الطفل "المالكي"، الذي يعاني من فشل كلوي، وقد حظي الخبر بإشادة واسعة من مختلف شرائح المجتمع الذين أكدوا أن هذا العمل الجليل ليس بمستغرب على جنود الوطن الأوفياء الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والعمل الإنساني بكل صوره وأشكاله.