لم تكن محادثات السلام السورية في جنيف تعد بتحقيق انفراجة ولم تحقق أي انفراجة بالفعل لكن مع اقتراب أول محادثات تقودها الأمم المتحدة منذ نحو عام من نهايتها اليوم الجمعة لم ينسحب أي من الطرفين بل زعم كل منهما تحقيق مكاسب محدودة. والتقت روسيا، التي تعتبر الطرف الممسك بميزان القوى، مع الجانبين خلف الكواليس وتوقع دبلوماسيون غربيون اختتام المحادثات في وقت لاحق من اليوم الجمعة بالخروج "بأجندة متفق عليها" وخطة للعودة إلى جنيف في وقت لاحق هذا الشهر. وخلال ثمانية أيام من المحادثات لم تجر مفاوضات مباشرة بين الطرفين المتصارعين لكنهما ناقشا القضايا التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا والتي تشمل وضع دستور جديد وإجراء انتخابات وإصلاح نظام الحكم. ومع عدم الانتهاء من النص الختامي حتى الآن قال دبلوماسيون غربيون إن المعارضة اجتمعت مع دي ميستورا لضمان تركيز عملية التفاوض على "الانتقال السياسي" بالأساس. وسعى رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري لإضافة "مكافحة الإرهاب" كموضوع رابع على أجندة المحادثات المستقبلية. وقال أحد الدبلوماسيين "هناك تحركات من الجانبين. المشكلة هي أن المعارضة تريد التأكد من الطريقة التي ستتم بها معالجة مسألة الإرهاب وبأي ترتيب." وتابع قائلا "يحتاجون إلى صياغة تضمن أن الحكومة لن تختطف العملية بأسرها لتشتيت الانتباه عن الانتقال السياسي. على دي ميستورا أن يضمن أن الجانبين لن يشعرا بأنهما تحت الحصار." ونطاق المفاوضات أضيق كثيرا عما كان عليه قبل عام عندما كان على دي ميستورا سماع مطالبات بوقف إطلاق النار والإفراج عن السجناء. وهناك وقف إطلاق نار هش معلن في سوريا منذ ديسمبر كانون الأول وتتناول محادثات منفصلة في قازاخستان برعاية روسيا وتركيا وإيران الأمور العسكرية. وذهبت جهود السلام السابقة أدراج الرياح في معظم الأحيان بسبب فشل المعارضة المنقسمة الواقعة تحت ضغط مجريات الأحداث في أرض المعركة في مواجهة تصلب الجعفري الذي لا يلين. ويمكن أن تفشل أحدث جولة أيضا لكنها على الأقل نجحت في تحاشي تبعات هجومين شنهما متشددون على مقرين لقوات الأمن السورية في مدينة حمص يوم السبت الماضي أسفرا عن مقتل العشرات ووصفهما دي ميستورا بأنهما محاولة متعمدة لعرقلة المحادثات. وقال دبلوماسي غربي إن الطرفين يقتربان من التوصل لاتفاق لكن المحادثات "في مرحلتها الأخيرة ويمكن حتى الآن أن تخرج عن مسارها".
مشاركة :