تناول كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم عددا من الموضوعات المهمة، منها زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة، والتعليم ففي مقاله "علي بركة الله" قال رئيس تحرير جريدة الجمهورية فهمي عنبه تحت عنوان" 60 عاما مع ألمانيا" إنه منذ إعادة توحيد شطري ألمانيا عام 1990، وهدم سور برلين الذي ظل يفصل بين شرق وغرب البلاد بعد انتهاء الحرب العالمية عام 1945 انضمت ألمانيا الجديدة إلى الاتحاد الأوروبي ومن يومها أصبحت هى المحرك لاقتصاد "القارة العجوز" كما يتم رسم سياسة أوروبا الموحدة في برلين فهى القلب والعقل وأقوى اقتصاد والمدافع الأول عن العملة الموحدة والمنادي بتحطيم الحواجز بين دول أوروبا. وأشار الكاتب في مقاله إلى أن مصر هى قلب العروبة النابض والدولة المحورية في الشرق الأوسط وأن القاهرة بيت العرب والأفارقة والمساندة لحركات التحرر في دول عدم الانحياز والعالم الثالث ولا يمكن حل أي أزمة في المنطقة دون المرور عليها لذلك كان من الطبيعي أن تتواصل ألمانيا مع مصر وتتوطد العلاقات بين القاهرة وبرلين. وأوضح الكاتب أن العلاقات الدبلوماسية المصرية الألمانية دخلت عامها الستين، حيث بدأت في ديسمبر 1957 ويبدو أنها كانت تعتمد منذ البداية على التعاون الاقتصادي والتجاري بدليل إنشاء غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية بالقاهرة بعد إقامة العلاقات مباشرة حتى وصل التبادل التجاري بين البلدين إلى 5.5 مليار يورو عام 2016، منها 7ر1 مليار يورو صادرات مصرية، ومع أنه لا بأس بهذا الحجم من التجارة إلا أن الاستثمارات لا ترقى إلى المستوى المأمول فبخلاف المليارات الستة قيمة مشروعات الكهرباء مع شركة "سيمنس" في بني سويف والبرلس والقاهرة الجديدة فإن استثمارات ألمانيا في مصر لا تزيد على 620 مليون يورو أما الشركات المصرية فتستثمر هناك 46 مليون يورو وهى أرقام هزيلة بالنسبة لتاريخ العلاقات الثنائية. وقال الكاتب إن المستشارة أنجيلا ميركل تقوم بدور كبير لدعم القاهرة وإظهار الصورة الحقيقية للدولة المصرية، فبجانب تأييدها لبرنامج الإصلاح الاقتصادي وتقديمها 250 مليون دولار من خلال البنك الدولي وتقديم نفس المبلغ في بداية 2018، فإنها تعرف حجم التحديات الذي يواجهنا سواء من حيث الإرهاب والتصدي للتطرف، أو من الأزمات والحروب الأهلية بدول الجوار.. مما يجعل مصر تعيش في محيط من القلق والظروف الصعبة. ولفت الكاتب في مقاله إلى مناقشة الرئيس عبد الفتاح السيسي وميركل أمس ملفات عديدة في أول زيارة لها لمصر بعد ثورتي "يناير ويونيو" لتتعرف على اختيارات الشعب وتشاهد حضارة هذا البلد.. وتقترب من نبض الجماهير في الشارع فلا تقع أسيرة لشائعات أو إعلام غربي مغرض .. لتحكم بنفسها وتكون رأيها الذي بالتأكيد تغير كثيرا خاصة عندما التقت بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني وشاهدت الكنيسة البطرسية وقد عادت كما كانت.. والأهم عندما استقبلها المصريون بالحب والود والترحاب ليس لأنها على قمة دولة صديقة فقط.. ولكن لأن الشعب المصري يحترم الشعب الألماني ويعتبره نموذجا للانضباط والنظام والدقة والتضحية والصبر حتى يبني وطنه الذي كان حطاما بعد الحرب العالمية الثانية وأصبح الآن بفضل الإنسان الألماني صاحب أقوى اقتصاد في أوروبا وله الكلمة العليا في القارة الزرقاء. واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن زيارة ميركل أزالت الكثير من الشكوك لديها ولدى الإعلام الألماني وستأخذ العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة وتعاون مثمر وتنسيق مستمر بدأ منذ 60 عاما. أما الكاتب جلال دويدار فأعرب في عموده "خواطر" تحت عنوان "هل يتحقق حلم تطوير الجامعات والبحث العلمي؟" عن أمله بأن يكون التفاؤل الذي يسود الساحة بعد تعيين الدكتور خالد عبد الغفار وزيرا للتعليم العالي صحيحا. وقال الكاتب ما صرح به الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي في التعديل الوزاري الأخير يعطي مؤشرا بأنه يؤمن ويدرك حقيقة الوضع الذي عليه الجامعات المصرية التي أصبح مسئولا عن تنظيمها والارتفاع بمستواها، أشار إلى أن هناك ١٢٠ ألف باحث منتشرين في الجامعات المصرية لابد من استثمار جهودهم في الارتفاع بمستوى الجامعات والطلاب باعتبارهم ثروة كبيرة كعناصر للخبرة والاستشارات، معلنا عن أن هدفه ليس تغيير قانون الجامعات ولكن العمل على تحسين الأحوال المادية للعاملين باعتباره على رأس أولوياته. وأشار الكاتب إلى حرص وزير التعليم العالي الجديد على التأكيد أن مهمته لن تقتصر على وضع خطط استراتيجية طويلة المدى لتحقيق هدف التقدم بالتعليم الجامعي، وأنه إلى جانب ذلك سوف يستهدف عمل خطط تنفيذية للوصول إلى مراحل متقدمة في كل المجالات خاصة في المجال العلمي، وهذا التحرك من وجهة نظره سوف يتطلب تطوير جميع المراكز البحثية الخاصة التابعة للتعليم العالي يشمل ذلك أيضا تنظيم دور البحث العلمي في خدمة الصناعة وفق تطبيقات واقعية، ولابد أن يكون مفهوما أن إصلاح الجامعات لا ينفصل بأي حال عن إصلاح المنظومة التعليمية. وقال الكاتب في نهاية مقاله تعليقا على ما ذكره وزير التعليم العالي الجديد "شيء جميل ومبشر.. ولكن العبرة بالتنفيذ وتحويل هذه التصريحات والآمال إلى حقيقة على أرض الواقع. ليس من سبيل لتحقيق كل هذه التطلعات سوى أن تقوم الدولة ومن ورائها المجتمع بتوفير الإمكانات والأدوات اللازمة وصولا إلى هذه الأهداف، إنها الوسيلة الوحيدة للنهوض وتطوير الدور المنوط بالجامعات المصرية وهو ما سوف ينعكس بالتالي على كل أحوال الدولة". أما الكاتب محمد بركات فرأى في عموده "بدون تردد" تحت عنوان " الطريق لانتصار" أن الضرورة تفرض علينا الإدراك الواعي بأن طريقنا للانتصار في الحرب الشاملة ضد جماعة الضلال والإرهاب، هو الطريق الذي يحتشد فيه الشعب بكل قواه المدنية وهيئاته الاجتماعية، من المثقفين والمفكرين ورجال الأزهر والكنيسة يدا واحدة وصفا واحدا، مع قواتنا المسلحة ورجال الشرطة في مواجهتهم لقوى الشر وجماعة التكفير أعداء الوطن والحياة. وقال إن ذلك يتطلب أن نؤمن جميعا بأننا كشعب طرف أساسي في هذه المواجهة الشاملة مع الإرهاب، وإننا جزء رئيسي في الحرب الشرسة التي نخوضها الآن ضد قوى الظلام. وأضاف أنه في هذا الخصوص لابد أن ندرك بوعي أن هذه المواجهة وتلك الحرب يجب ألا تقتصر على قواتنا المسلحة والشرطة فقط، مهما كانت قوتهم وشجاعتهم، ومهما كان استعدادهم الدائم للتضحية في سبيل الشعب والوطن. وأكد أننا لابد أن يكون لنا ـ نحن الشعب بكل هيئاته وطوائفه ـ دور قوي وفاعل في هذه المواجهة، في إطار خطة شاملة تعدها الدولة، وحتى يتم ذلك لابد أن نتسلح جميعا باليقظة والانتباه لمحاولات العدو الإرهابي لهز ثقة المواطنين في سلطة الدولة، والسعي الدائم لإحداث الفرقة والانقسام بين صفوف المواطنين وافتعال الأزمات، ومحاولة نشر اليأس والإحباط، بكافة الطرق الخسيسة والجبانة. وشدد أنه علينا الإدراك الواعي بأن الهدف الرئيسي لجماعة الإرهاب والضلال الآن، هو شق الصف الوطني والنيل من وحدة الشعب والتأثير على صلابة وتماسك النسيج الوطني للأمة المصرية الواحدة، واختلاق الأسباب لإحداث فتنة بين المواطنين، وإشاعة عدم الأمان والادعاء بعدم قدرة الدولة على حماية شعبها وتوفير الآمن والأمان لهم، ولكنهم سيفشلون في ذلك بوعي الشعب وصلابته ووحدته.
مشاركة :