أعلنت حكومة جنوب السودان اليوم الثلثاء إن محادثات السلام مع المتمردين تأجلت مرة أخرى، وذلك بعد يوم من اتهام الأمم المتحدة لمقاتلي المتمردين بارتكاب مجزرة ضد مدنيين في بلدة بنتيو أثناء سيطرتهم عليها. وقالت الحكومة إن الهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) لدول شرق إفريقيا التي تقوم بالوساطة، أجلت المحادثات لمدة خمسة أيام لتستأنف يوم 28 نيسان (أبريل). وقال وزير الإعلام مايكل مكوي لـ"رويترز" أن "السبب الذي قدمه الوسطاء هو أن التأجيل سيعطيهم فرصة لإجراء مزيد من المشاورات". وفشلت المفاوضات بين حكومة رئيس جنوب السودان سلفا كير والمتمردين الموالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار في إحراز أي تقدم منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 23 كانون الثاني (يناير)، الذي لم يتماسك على الاطلاق. وأدى قتل مئات الرجال والنساء والأطفال في بلدة بنتيو المنتجة للنفط التي سيطر عليها المتمردون قبل أسبوع، إلى تفاقم التوترات العرقية بين قبيلة "الدنكا" التي ينتمي إليها كير وقبيلة "النوير" التي ينتمي إليها مشار. وفيما ينفي المتمردون ارتكاب أي أعمال قتل، قالت مسؤولة في الأمم المتحدة إنها "رأت عشرات من الجثث المتعفنة ملقاة في شوارع بانتيو". وأعلنت الأمم المتحدة أمس الاثنين إن "قوات مشار قامت بذبح مئات المدنيين على اسس اتنية خلال سيطرتها على بنتيو الاسبوع الماضي"، وطالبت بتحقيق في المذبحة. وقال المتمردون إن اتهامات الأمم المتحدة "بلا أساس"، متّهمين جزءاً من بعثة المنظمة الدولية في جنوب السودان بترويج "دعاية رخيصة" لكسب ود كير، مضيفين ان القوات الحكومية ارتكبت "أعمال قتل ممنهجة". وقال المتحدث باسم المتمردين لول رواي كوانج في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: "ارتكبت القوات الحكومية وحلفاؤها هذه الجرائم المشينة عند انسحابها". وأضاف "هذه مزاعم سخيفة اختلقها أعداء الحرب التي تخوضها المقاومة من أجل إصلاحات ديمقراطية." وفر أكثر من مليون من بيوتهم منذ اندلاع القتال في جنوب السودان في كانون الأول (ديسمبر)، وقتل آلاف الأشخاص ولاذ عشرات الآلاف في قواعد الأمم المتحدة في أنحاء البلاد بعد أن امتدت أعمال العنف التي تأخذ طابعاً عرقياً. جنوب السودانازمة جنوب السودانالمتمردون
مشاركة :