قال مصدر حكومي إن «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية قامت بتحصيل ما لا يقل عن 581 مليار ريال يمني، إضافة إلى أكثر من 400 مليار ريال إيرادات ضرائب النفط، فقط خلال العام 2016 الماضي، من دون أن تنفق ريالاً واحداً على الخدمات والرعاية الصحية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وهو ما يعزز أنها حكومة انقلابية، وحكومة عصابة انقلبت على الشرعية، والوطن، والمواطنين. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المصدر عن استغرابه حيال صمت المجتمعات المحلية، والمجتمع الدولي إزاء الأموال الطائلة التي تقوم الميليشيات الانقلابية بتحصيلها في المناطق التي تحت سيطرتها، ولا ترجع إلى خزانة الدولة والحكومة الشرعية، في الوقت الذي يتزايد الضغط على الحكومة الشرعية لدفع مستحقات الموظفين من مرتبات، وما إلى ذلك. وأضاف «إن الانقلابيين يواصلون جبي الأموال الطائلة تحت مسميات مختلفة، ولا يقومون بتوريد تلك الأموال إلى خزانة البنك المركزي، من اجل أن تقوم الحكومة الشرعية بالإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها المالية أمام مواطنيها». وأشار المصدر إلى أن المعلومات تؤكد أن معظم تلك الأموال وأكثر منها ذهبت لما يسمى «المجهود الحربي» لتمويل حرب الميليشيات على اليمنيين. وترحم المصدر الحكومي على أرواح الضحايا الأبرياء الذين يسقطون يومياً تحت وطأة الجوع القهري الذي فرضه الانقلابيون على المواطنين في كثير من المناطق اليمنية. ودعا المنظمات الإنسانية إلى ممارسة دورها في تعرية التصرفات والإجراءات التعسفية التي يتعرض لها اليمنيون في المناطق التي يديرها الانقلابيون، مؤكداً أن النصر بات قاب قوسين أو أدنى. كما دعا المصدر المواطنين إلى عدم الرضوخ لسياسات الإقصاء والتجويع التي تمارسها الميليشيات، وقال إن «المواطن اليمني حر وأبي ويرفض الذل والمهانة». من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة في صنعاء إن ميليشيات الحوثي داهمت خلال الأيام الثلاثة الماضية عشرات المنازل داخل العاصمة بحثاً عن عناصر لها فروا من الجبهات هرباً من الموت وتراجعاً عن الانضمام للجماعة الانقلابية، إثر هزائم متلاحقة، فضلاً عن حملات مسعورة تستهدف النشطاء والمؤيدين للشرعية.وأكدت المصادر أن عمليات المداهمة جاءت إثر تزايد حالات الهروب من الجبهات، مشيرة إلى أنه منذ بداية العام الحالي 2017، فر المئات من عناصر الميليشيات «المغرر بهم»، من جبهات القتال في تعز ومأرب وشبوة ونهم والجبهة الحدودية مع السعودية. وأشارت المصادر إلى أن جماعة الحوثي تطلق تسمية «المتحوّثين»، على أعضائها الذين أظهروا تراجعاً، بعد أن تكشفت لهم حقيقة المتمردين وزيف ادعاءاتهم وشعاراتهم.ولفتت المصادر إلى أن الذين يتم العثور عليهم من الشباب الفارين من الجبهات يجري الزج بهم في السجون وإخضاعهم للاستجواب وتعذيبهم بصورة وحشية، أما أولئك الذين لا تتمكن الميليشيات من الوصول إليهم فيتم اعتقال أقارب لهم كوسيلة ضغط لإحضارهم او اضطرارهم إلى تسليم أنفسهم.إلى جانب ذلك، تحدثت مصادر أخرى عن شن ميليشيات الحوثي حملة اعتقالات طالت نشطاء ومواطنين يشتبه بتعاطفهم مع قوات الشرعية. وأضافت: تقوم الميليشيات بحملة غير مسبوقة لاعتقال كل من يخالف توجهها خشية خروج احتجاجات بسبب عدم تسليم المرتبات ونتيجة لسياسة التركيع التي تستخدمها منذ انقلابها على السلطة الشرعية. وكانت تقارير حقوقية سابقة قد أشارت إلى أن عمليات الاختطاف والتعذيب والاعتقال التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية لم تستثن حتى عناصر الجماعة أنفسهم من الذين يرفضون الأوامر أو تحدث لهم خلافات شخصية مع بعض القيادات، وقد تصل أحياناً إلى حد التصفية الجسدية، كما حدث حينما أقدمت مجموعة من المسلحين الحوثيين من أبناء رداع على قتل أحد المسلحين الحوثيين من محافظة عمران جوار قلعة رداع ثم أعلنوا أنهم قتلوا أحد الدواعش المندسين، في حين تبين لاحقاً أن المجني عليه رفض تنفيذ توجيهات معينة وأراد العودة إلى محافظته.وفي أغسطس/آب الماضي، أقدمت الميليشيات في محافظة تعز على اتهام الشاب محمد عبده السامعي بخيانتها والعمل مع المقاومة، فعمدت إلى تعذيبه بوسائل وحشية، حيث كسرت ساقيه ويديه بالمطرقة قبل أن تفرغ خزانة بندقية آلية في صدره رغم خدمته معهم طوال أكثر من ثلاثة أعوام. (وكالات)
مشاركة :