القاهرة: «الخليج» الموسيقى هي تجسيد لعاطفة شاملة تجمع بين أفكار البشر، وتذوقهم للجمال والفن، وهي أيقونة في تاريخ تطور الحضارة البشرية، حيث تعبر مختلف الثقافات والأفكار عن نفسها بأسلوبها الخاص، والموسيقى في الصين متنوعة وملونة، وتتميز بكثرة الأنواع وجمال التشكيلات والمضامين وأساليب الأداء، ومزايا فريدة أخرى.ويوضح «جين جي» في كتابه «الموسيقى الصينية» أن جذور هذه الموسيقى ضاربة في أعماق تاريخ عريق، مثلاً «النغمات الاثنتا عشرة»، يعود تاريخها إلى ما قبل أكثر من 4 آلاف سنة، حسب سجلات الوثائق التاريخية، و«المزمار العظيم» المكتشف في موقع يعود إلى العصر الحجري الحديث، يعود تاريخه إلى ما قبل أكثر من 8 آلاف سنة، هذه التحف التراثية الحضارية لم تشكل عاملاً مثيراً للدهشة والتأمل فحسب، بل الأهم من هذا، وهو الإعجاب ببلورة ذكاء شعب عريق مجتهد.ويشير الكتاب إلى أنه حتى في عصور الإقطاع والعبودية كان الرقص مع الموسيقى سلاحاً نفسياً، تستخدمه الطبقة الحاكمة لتأكيد مصالحها، ولترسيخ الواقع النفسي، والتركيز على تمجيد شخصية وسلطات الإمبراطور أو الملك، وحين تحول المجتمع من عبودي إلى إقطاعي تدريجياً، وشقت الأفكار والتقنيات المتقدمة طريقها لتطوير الثقافة الموسيقية، تنوعت أشكال الآلات الموسيقية، وتطورت فنون صناعها من عدم الانتظام إلى الدقة، وبدأ تصنيف وتبويب الآلات الموسيقية حسب مواد الإنتاج.وفي عهد أسرة تانغ، تبنت الدولة إنشاء جهاز حكومي معين لإدارة الموسيقى وتعليمها، وفي عهد أسرة سونغ اتجهت الأوبرا الصينية إلى النضوج، وظهر فيما بعد الكثير من المسرحيات، ومنذ أن تحولت الموسيقى الصينية من التعبير عن العواطف البسيطة إلى سبر أغوار الطبيعة العميقة للبشر، وإظهار العوالم النفسية للشخصيات المختلفة، تمتعت الموسيقى بميزة شعبية واضحة، وظهرت أنواع مختلفة من الأوبرات.وبعد حرب الأفيون كما يوضح الكتاب صارت الديمقراطية والعلم الاتجاه الرئيسي للموسيقى الصينية، حيث امتزجت وتطورت الموسيقى التقليدية مع الموسيقى الغربية القادمة من أوروبا، أما دخول الموسيقى إلى الطريق الصحيح، فكان بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح عام 1978، ومنذ ذلك الحين فإن جميع أوجه الموسيقى من الإبداع الموسيقي إلى التمثيل والدراسة والنظريات الموسيقية وتسويقها، وغيرها من المجالات المتعلقة، شهدت تطوراً وازدهاراً واضحاً، ودخلت الموسيقى الصينية عهداً جديداً.