محمد البلبال بوغنيم، شاعر مغربي، مناضل من أجل السلام. سكنته المحبة فاستقر بين جلابيبها، وهذه الأيام تستوطنه آفاق ما بعد بعد الحداثة. كان لنا معه هذا اللقاء المتشح بألوان السلام، وستائر المحبة. السلام وقصف العقول r ما حكاية المدن والأبواب والفضاء في شعر محمد البلبال بو غنيم؟ - الأبواب والفضاءات، هذا اشتغال فيه إبداع مبدع مبرق متجدد وجديد في ديوان «رتاج المدائن» الصادر سنة 1996، اشتغلت على عدد من أبواب المدن وطنياً ودولياً، أتركها مفتوحة لأستدل على أن الإنسان إيجابي كريم واجتماعي والباب المفتوح تأسيس للتواصل بين بني البشر ودعوة ضمنية للسلام والمحبة بين الشعوب انطلاقاً من مفاتيح اشتغلت عليها كمسكوكات ومأثورات شعبية قصدت من خلالها قصف العقول محبة، وكان هدفي الاشتغال والإبداع بطريقة مختلفة، فتح نافذة من أجل نص بعد ما بعد الحداثة. الشاعر العربي دخل متاخراً r ماذا يريد الشاعر العربي المعاصر في زمن السوشيال ميديا؟ - يجب طرح السؤال بشكل مغاير ماذا تريد السوشيال ميديا من الشاعر العربي؟. السوشيال ميديا أثرت بشكل على مجريات الحياة الإنسانية وبشكل كبير وخارج المتوقع وضمنها الشاعر العالمي بشكل عام، والشاعر العربي الذي دخل متاخراً بشكل خاص، فمنهم من يرفض لحد الآن التعامل مع هذه العوالم وهذا نقاش آخر. وفي هذا الإطار سأصدر كتاباً وللإشارة هو جاهز تحت عنوان «نص بعد ما بعد الحداثة أو النص المشاعي». إذن الشاعر العربي مجبر على التعامل مع العالم الرقمي ولا محيد له عن ذلك إذا أراد الانتشار وإيصال صوته إلى كل بلدان العالم بما فيها من بشر ووسائل اتصال، وهي في النهاية وسيلة سهلت الحياة وجملتها، وجعلت الإنسان يقتل الروتين من خلالها بدل أن يقتله هو. الثقافة والسياسة، تأثير وتأثر r هل حل النضال الثقافي محل النضال السياسي في عالم ما بعد الحداثة؟ - فكرة النضال الثقافي كانت ولاتزال لأنه حين يؤمن المثقف بفكرة أو هدف لا بد أن يناضل ويتثأبر من أجل إنجازها رغم المثبطات والاحباطات التي تلقاه في مساره الاجتماعي والجماعي، لكن الأمر عادي وطبيعي جداً، ولا أعتقد أن النضال الثقافي حل محل النضال السياسي لأنهما يتجاذبان الأدوار في استقلالية الواحد عن الآخر داخل بنية واحدة، طبعاً تأثير وتأثر، والمفروض أن يستمر المثقف في النضال من أجل سلام العالم. r كونك المدير العام للمهرجان الدولي للشعر والفنون.. ما الآفاق الثقافية التي يعمل على تحقيقها هذا المحفل الثقافي المنتشر عالمياً؟ - المهرجان الدولي للشعر والفنون بالمغرب لم يأت هكذا وإنما من مراس وتجربة في العمل الجمعي لمدة 36 سنة، أنت محقّ حين تحدثت عن النضال الثقافي هو فعلًا نضال ثقافي مرير، فحين تنظم مهرجان عليك أن تتحدى، تكابد وتتجاوز عدداً من عناصر البنية التي تشتغل ضمنها كمنظومة متناقضة وغير قابلة للتوافق أحياناً، حيث اختلاف الرؤى والتصورات بين المنظمين تحتاج إلى نضال البحث عن الدعم المادي والمعنوي. نضال ضد جيوب المقاومين للتطور الذين لا يجرؤون على تنمية أدائهم. نضال ضد المجموعة المنظمة ذاتها والتي تعمل أحياناً على تغيير مساراتها نحو ما هو سلبي...الخ. تقاوم أحياناً صحافة الرصيف التى لا علاقة لها بالصحافة - الآفاق الثقافية، من خلال المهرجان الدولي للشعر والفنون استطعنا ربط علاقات جد إيجابية على المستويين الداخلي والدولي، اشتغالنا، كان وما زال بشكل عمودي وأفقي في الآن نفسه من خلال المجلس الدولي للإبداع الذي أترأس أعماله منذ مدة. هذا المجلس الذي أعتبره مصدراً أساسيًّا لدعم المهرجان من الناحيتين الأدبية والتنظيمية. الآفاق والأهداف كما سطرناها هي الوصول إلى ثقافة السلام وإبداع السلام من أجل السلام والمحبة بين الشعوب عبر آليات عديدة ومتنوعة سنفصح عنها في مقابلات لا حقة. معلقة على قماش r حبذا لو تحدثنا عن مشروعك لإطلاق أطول قصيدة جماعية لدعم السلام. وما إمكانية نجاح هذه الفكرة؟ - المشروع مشروع كبير وحالم، فقد سبق وأطلقت فكرة أكبر معلقة في التاريخ من أجل سلام العالم، أطلقناها من المغرب ومن مدينة صغيرة اسمها تيفلت. وفعلًا نجحت الفكرة وشاركنا عدد كبير من الشعراء من روسيا، جورجيا، البرازيل، السينغال، نيجيريا، قطر، الإمارات، المغرب، أوكرانيا، تونس، أمريكا، السعودية، الجزائر...إلخ، الفكرة طبعاً نجحت، وقد أنجزنا كاتحاد عالمي للشعراء برئاسة د.عبد الله الخشرمي... المعلقة على قماش جميل. أخطط لبناء مدينة ثقافية r معين الأديب لا ينضب. ما مشاريعك الأدبية والثقافية القادمة؟ - أكيد ﻻ ينضب خصوصاً إذا وجد التربة الخصبة والمناخ الجيد: المشاريع الثقافية هناك ما هو عام، وهناك الخاص أيضاً. الأولى تتمثل في تطوير آليات الاشتغال على المهرجان الدولي للشعر والفنون بالمغرب والمؤتمر الدولي للسلام، وكذا المساهمة والتخطيط من أجل بناء/ المدينة الثقافية مدينة العالم/بالمغرب كمشروع كبير جداً، وقد تم عرضه في الأسابيع الأخيرة على السيد رئيس الحكومة المغربية الذي وافق وأيّد فكرة المشروع. أيضاً هناك مسألة إطلاق أكبر معلقة شعرية من أجل السلام ومتابعة إنجازها، ففي إطار الاتحاد العالمي للشعر ما زلت شخصياً أتواصل بكتابات وقصائد عدد من الشعراء من مختلف بلدان العالم. أما على المستوى الشخصي فبصدد إعداد بحث حول المؤسسات الثقافية رؤية 2030. انتهيت من الجزء الأول منه، وسيخرج قريباً للوجود. أيضاً مشروع دواوين هي جاهزة أنتظر توافر الإمكانات لطبعها. كذلك كتاب جاهز تحت عنوان: النص الجديد بعد ما بعد الحداثة... أو النص المشاعي. هناك مشروع إقامة متاحف لمجموعة من الدول بمدينة تيفلت هو قيد الدراسة والتمحيص، ساقدمه للجهات المختصة والمعنية من أجل إنجازه. أيضاً لدي مشروع إقامة مهرجانات دولية من أجل السلام بعدد من الدول. وأكبر مشروع لدي وأكبر همٍّ سكنني، هو النضال من أجل سلام العالم والمحبة بين الشعوب.
مشاركة :