نظام الأسد أكبر إرهابي في العالم وإيران تعرقل الحل

  • 3/4/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد الخرق الذي نفّذه النظام السوري وحلفاؤه من الميليشيات المدعومة إيرانياً، لاتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وفصائل المعارضة، تسود حالة من الترقب والقلق على الجميع في ظل مواصلة الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف بين أطراف الأزمة السورية برعاية الأمم المتحدة. وفي هذا الحوار مع نصر الحريري رئيس وفد الهيئة العليا للتفاوض في جنيف، يكشف آخر تطورات القضية السورية.. وإلى نص الحوار: r بداية.. ما مخرجات اللقاء الأخير مع ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي لسوريا؟ - كان لقاءً إيجابياً، وقدمنا له مذكرتين الأولى تناولت الرد على ورقة الوسيط الأممي الخاصة بالقضايا الإجرائية للمفاوضات، والثانية تتعلق بالأوضاع الإنسانية في سوريا وخروقات وقف إطلاق النار، كما قدمنا له شهادة مصورة لأحد المعتقلين العلويين لدى الجيش السوري الحر الذي شرح بالتفاصيل كيفية التنسيق بين النظام وتنظيم داعش. r لا شك أن القراءات متعددة للقرارات الدولية خاصة القرار 2254، هل تلقيتم أي توضيحات من دي ميستورا بهذا الشأن؟ - القرار 2254 يتحدث صراحة عن التنفيذ الكامل لبيان جنيف، وبيان جنيف مكتوب بلغة كاملة الوضوح «عملية سياسية تؤدي إلى الانتقال السياسي تبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية بآلية التوافق المتبادل»، وبالتالي لا يمكن الخروج عن هذه الصيغة ولا يمكن أن تفهم بطريقة أخرى، وعندما يتحدث السيد دي ميستورا حتى هذه اللحظة هو يتحدث عن الانتقال السياسي، وحتى نذهب إلى الانتقال السياسي يتحدث عن شؤون متعلقة بالحكم وهو أساس موضوع التغيير. r إلى أي مدى وصل الوضع الإنساني في ظل اتفاقية وقف إطلاق النار الأخيرة؟ - عدد الشهداء منذ بدء اتفاقية وقف إطلاق النار الأخيرة التي بدأت بنهاية عام 2016، وصل إلى 1161 شخصاً مدنياً بينهم 216 طفلًا وما بين 150 و160 من النساء، لك أن تتخيل حجم الكارثة الإنسانية الموجودة في سوريا. [ صف لنا الوضع في اللحظة الراهنة؟ - حتى هذه اللحظة لم نجد شريكاً حقيقياً باحثاً عن السلام والأمن والاستقرار، فالنظام يستمر بارتكاب المجازر وقتل المدنيين لتقويض العملية السياسية، وفي الجانب المقابل لم نجد موقفاً أو تصريحاً أو إدانة من أغلب أعضاء المجتمع الدولي للأسف الشديد. النظام هو أكبر إرهابي في العالم وهو الذي جذب ولعب على ورق الإرهاب من أجل تشويه صورة وسمعة الثورة السورية وهذا ما لن يتحقق له أبداً. وبناء على ما سبق، نطالب كل الدول التي تحترم حقوق الإنسان وتتبنى القيم الإنسانية الرفيعة أن تتخذ خطوات إجرائية حازمة من أجل إدانة وإيقاف هذه الجرائم، ومن أجل الضغط للبدء بالعملية السياسية الحقيقية من قبل النظام والدول التي تدعم النظام. r وماذا عن الموقف الروسي؟ - نتمنى أن تتخذ روسيا موقفاً إيجابياً يراهن على إرادة الشعب السوري لا أن يراهن اليوم على شخص زائل دمر الشعب والبلد من أجل الحفاظ على كرسي السلطة، ونتمنى منها دعماً حقيقياً للعملية السياسية حتى نصل إلى الحل المنشود الذي نحلم به جميعاً. كما نتمنى أن لا تبقى روسيا مرهونة لميليشيات إيرانية مارقة تخرب في المنطقة لا تريد السلام ولا تطلبه ولا تحلم به، وستبقى تعمل من أجل تقويض أي فرصة للوصول إلى الحل السياسي في سوريا. r وكيف ترى التدخل الإيراني في الداخل السوري؟ - فيما يتعلق بإيران وتدخلها السافر في سوريا، فإن طهران ما تزال تمثل العائق الأكبر بوجه الوصول لتفاهمات سياسية في المنطقة، واستثمرت سياسياً وعسكرياً وأمنياً في سورية لنشر عشرات الآلاف من المقاتلين الطائفيين. r النظام السوري في جولاته الماضية وحتى الآن، يصر بالبدء في ما أسماه «مكافحة الإرهاب»، في الوقت نفسه تطالب المعارضة ببحث الانتقال السياسي، كيف ترى ذلك؟ - هذا فصل من فصول المسرحية الخرقاء التي يتبعها النظام منذ سنوات، اليوم سمعتم بأن قوات الأسد تدافع عن داعش في سوريا، ففي القرى التي تقع شرق مدينة البابل المحررة منذ أيام وفي الوقت الذي تكون فيه المعارك الشرسة على أشدها تقوم داعش بالتنسيق مع النظام بفتح شريط تدخل من خلاله قوات النظام الحيز الذي تسيطر عليه داعش حتى تقف حاجزاً أمام قوات الجيش الحر، لأن نظام الأسد يشعر اليوم أن الأوراق التي طالما لعب عليها على الثورة السورية اليوم تختطف من يده، فهو لا يريد استمرار تحقيق الانتصارات من قبل أبطال الجيش الحر على داعش، فقواته اليوم تقوم بدور الحاجز بين قوات الجيش الحر وداعش. الانتقال السياسي بالنسبة لنا يعني تشكيل هيئة حكم انتقالي، وفي الوقت نفسه مكافحة الإرهاب كانت ولا تزال أولوية المعارضة السورية. r بخصوص الهجمات التي استهدفت المقار الأمنية في حمص وتبنتها «جبهة النصرة».. في رأيك كيف ستؤثر على المفاوضات ومساعي التركيز على الجانب الانتقالي؟ - ندين كل الأعمال الإرهابية التى تقوم بها الجهات الإرهابية، ونحن نعرف أن أول من خاض معارك ضد الإرهاب هو الجيش الحر، وأكثر من تضرر من الإرهاب هو المعارضة والشعب السوري الثائر، وأكثر من نسق وصنع الإرهاب هو نظام بشار الأسد، ولا شك أن كل المرات الماضية كان يحاول أن يصور أن المشكلة في سوريا هي فقط مشكلة الإرهاب، وهذا الأمر بات واضحاً ولدينا الكثير من الأدلة التي تثبت تنسيق النظام مع داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى، طبعاً هو يريد من هذه التطورات أن يستثمرها من أجل إدراج ملف الإرهاب على جدول الأعمال، لكن القرار 2254 مع العلم أنه ذكر الإرهاب لكنه عندما يولي الأهمية للانتقال السياسي هو يؤكد للجميع أنه لا يمكن معالجة الإرهاب دون أن يكون هناك حل يرضي الشعب السوري ويكفل تجميع كل الطاقات والقدرات والقوى من أجل توجيهها في اتجاه واحد هو محاربة الإرهاب، وأنا أعتقد أن هذه رسالة يجب أن تكون واضحة. r هناك انطباع في الوقت الحالي عن تفكيك وفد المعارضة، كيف ترى هذه الخلافات؟ - هذه الخلافات روسيا هي التي حاولت صناعتها، ونحن نعلم هذا الأمر منذ وقت طويل، ومؤتمر الرياض شمل شخصيات مهمة من مؤتمر موسكو وهي موجودة في الهيئة العليا وموجودة في الوفد التفاوضي وعلى الرغم من ذلك كانت هناك مساعٍ إيجابية من الهيئة والفريق التفاوضي من أجل إضافة بعض الأشخاص إذا كان ذلك مهماً من أجل مصلحة سوريا، وما زالت الجهود تمشي في هذا الإطار، وعلى كل حال كل من حضر إلى جنيف عندما قبل بهذه الدعوة هو اعترف أنه أتى من أجل تحقيق بيان جنيف للانتقال السياسي 2118 وبالتالي الأهداف الموجودة هي أهداف مشتركة، والوفد الأساسي الذي يمثل الشعب السوري هو الذي اختاره فعلاً الشعب الذي أكد مواقفه التفاوضية عبر المحددات السياسية والمرجعيات الدولية المتفق عليها.

مشاركة :