لم أجد التكريم الذي أستحق لأني لم أنزل من الطائرة حاملة كأساً كلاعبي كرة القدم

  • 3/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ضيفة هذا المشوار عُرفت بالتفوق والنبوغ منذ صغرها، فقد بدأت خطواتها الأولى في التعليم قبل افتتاح المدارس الحكومية للبنات وكانت من أوائل السعوديات اللاتي التحقن بالمدارس الحكومية وهي في سن 5 سنوات. شقت ضيفتنا طريقها في مجال العلم وتخرجت بمرتبة الشرف من جامعة الملك عبدالعزيز وواصلت دراساتها العليا حتى نالت درجة الدكتوراه في علم الطفيليات. مشوار البروفيسورة ناجية الزنبقي رحلة حافلة بالكفاح والنجاح وهو يستحق أن يكون مصدر إلهام للبنات هذا الوطن لتحقيق أكبر الإنجازات فإلى تفاصيل هذه الرحلة الماتعة: النشأة والطفولة r أين دوت صرخة الميلاد، وبأي أرض أفرع الغصن وطال؟ - ولدت في مدينة رابغ، ووقتئذ لم تكن مدينة. أما طفولتي ونشأتي فكانت في حي الرويس بجدة، بعد انتقال الوالد - رحمه الله - من رابغ إلى جدة. r ما الذي خرجتِ به من سنوات طفولتكِ التي قضيتها في مسقط الرأس؟ - في الحقيقة لا أتذكر شيئاً من حياتي في رابغ، لأن الوالد انتقل إلى جدة وأنا صغيرة جداً.. وعليه فإن كل ذكريات الطفولة كانت في حي الرويس، وكانت أيام جميلة عشتها رغم صعوبة الحياة ومرارتها في تلك الأيام. أذكر أن أول ما فعله والدي عند استقرارنا في حي الرويس، وضعي أنا وأختي التي تكبرني عند سيدة سعودية كي تعلمنا القراءة والكتابة، فكانت الوالدة تذهب بنا كل صباح لمنزل هذه السيدة، وتعود بنا قبيل الغروب، وهذا ما زرع فينا حب العلم والتعلم منذ الصغر، حتى عندما بدأت المدارس الحكومية كنت من أصغر الطالبات اللواتي التحقن بالمدارس وقبلت بها وأنا دون السن القانونية لدخول المدرسة. ذكريات لا تنسى r ما أبرز ما تحتفظين به من ذكريات داخل أسوار مدرستكِ؟، ومن زاملتِ خلال هذه الفترة؟ - تحمل الذاكرة ذكريات جميلة في بعضها، ومزعجة في بعضها الآخر. من الذكريات الجميلة المضحكة، ما حدث معي وأنا في الصف الأول إبتدائي، حيث كنت صغيرة، وكانت مادة العلوم والصحة (وهكذا كان اسمها) تختبر شفهياً.. وأذكر تماماً أن أستاذة المادة سألتني في اختبار الدور الأول هل تضعين الأبرة في فمك؟، فأجبتها بالإيجاب، لكون والدتي - حفظها الله - كانت تخيط بالأبرة ومن المحتمل أنني رأيت منها ذلك، وبسبب هذه الإجابة رسبت للأسف في المادة وأخذت فيها دوراً ثانياً. الطريف هنا، أنني نجحت في اختبار الدور الثاني لهذه المادة، عندما نبهتني المعلمة بوجود صرصار تحت قدمي، وقد لاحظت المعلمة أني لم أبدِ خوفاً أو إنزعاجاً منه رغم صغر سني، وأعتبرتني ناجحة على هذا الأساس، وهذه من المواقف التعليمية التي لا تنساها الذاكرة أبداً. أيضاً في الصف السادس الابتدائي، لم أوفق للنجاح في الدور الأول في مادة الهندسة (حيث كانت تدرس مواد الرياضيات منفصلة)، رغم حصولي على درجات كاملة في أعمال السنة، وذلك لكوني لم أستعد أبداً للاختبار النهائي بالمراجعة الجيدة، وعند الاختبار في اليوم التالي لم أستطع حل أي سؤال، وبالتالي رصدت لي فقط درجاتي في أعمال السنة، وبالطبع أخذت في المادة دوراً ثانياً، ونجحت فيها بعد ذلك، وقد استفدت من هذه التجربة، أن الاستعداد للإنجاز لا بد منه، وعلينا ألا نعتمد على ما تخزنه الذاكرة فقد لا تسعفك عند الحاجة. وفي الصف الثاني المتوسط، نجحت في الدور الثاني في مادة الجغرافيا، ولم تكن لدينا كتب في ذلك الوقت، بل كنا نكتب ما تمليه علينا المعلمة، وحصل أن سرق مني الدفتر الخاص بالمادة قبل الاختبار بمدة بسيطة، وبدلاً من الاستعداد للدراسة، أخذت أعيد كتابة الدفتر من جديد. الغريب أنه في يوم اختبار المادة، علمت أن من سرقت كتابي هي إحدى الزميلات، والمؤسف أنها نجحت، بينما أنا رسبت. وهنا لا بد أن أشير إلى ضرورة التدقيق في اختيار الأصدقاء والزملاء، فقد يكونون أصحاب مصلحة، ولا يأتي منهم إلا الضرر. - الجميل أنني في المرحلة الثانوية تخرجت بتقدير ممتاز في القسم العلمي، وكنت العاشرة على المدرسة، ومن ثم التحقت بالجامعة بعد إلحاح على والدي؛ بسبب بعد الجامعة عن المنزل؛ ولصعوبة المواصلات في ذلك الوقت، وكانت الضريبة التي دفعتها لأرضي والدي، وعدي له بأنني سأحقق له ما يريد، وهو التميز، والفخر بي، وكان ذلك ولله الحمد، فقد تخرجت في قسم الأحياء بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الثانية، وتم تعييني معيدة في القسم مباشرة بعد التخرج. r ما الدور الذي لعبه الوالدان في تشجيعكِ وتحفيزكِ في مشواركِ الدراسي والعلمي؟ - لقد كان الداعم والملهم الأول لي هما والداي – رحم الله والدي، وأطال في عمر والدتي. فقد حرصا على الانتقال من رابغ إلى مدينة جدة، بحثاً عن الأفضل لهما ولأبنائهما، كما عملا على بث حب العلم فينا منذ الصغر، وحرصا على تعليمنا حتى قبل بدء التعليم الحكومي، واستمر عطاؤهما جزاهما الله عني وعن أشقائي كل خير لمراحل متقدمة في دراستنا. r متى جاءكِ نصيب الارتباط بشريك العمر.. وما عدد الأبناء والأحفاد؟ - في السنة الرابعة من المرحلة الجامعية، تقدم لي ابن عمي أ.حمد الزنبقي، وتم ارتباطنا مباشرة بعد التخرج من الجامعة، ومن ثم استكمل معي ما بدأه الوالدان، حيث أصبح لي داعماً ومحفزاً ومهوناً لما يقابلني في حياتي الشخصية أو العملية من صعاب. وقد رُزقنا ولله الحمد ابنة واحدة تعمل حالياً معيدة في قسم الإحصاء بجامعة الملك عبدالعزيز، وخمسة أولاد منهم من يعمل في الخطوط السعودية، ومنهم من يعمل في القطاع الخاص.. أسأل الله لهم جميعاً التوفيق والصلاح. أما بالنسبة للأحفاد، فأتمتع حالياً - ولله الحمد -بصحبة حفيدي الوحيد الذي أسميناه (حمد) على اسم جده، أسأل الله أن يبارك لنا فيه، وينبته نباتاً حسناً. فى مسارات العلم والتحصيل r متى وضعتِ قدمكِ الأولى على بداية خطوات الدراسة.. ومتى وضعتِ قدمكِ الأخرى على نهايته؟ - بدأت خطواتي الأولى على مقاعد الدراسة قبل أن تفتتح المدارس الحكومية في المملكة أي تقريباً عندما كان عمري 4 سنوات. وعندما فتحت المدارس دخلتها وأنا في عمر خمس سنوات، مما آثار حفيظة الجيران وغضبوا من الوالد لكونه ألحق بناته بالمدارس الحكومية مبكراً، لكنه - رحمه الله - ظل صامداً على رأيه، متمسكاً برغباته، وعليها فقد سبقت بنات حي الرويس بثلاث سنوات في المراحل التعليمية، وتوالت سنوات تحصيلي التعليمي وانضمامي لجامعة الملك عبدالعزيز وتخرجي منها عام 1977م في أول دفعة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الثانية، ومن ثم تم تعييني في العام نفسه معيدة في قسم الأحياء، حتى حصلت على درجة محاضر عام 1983م، ثم انتظرت قرابة 13 سنة للبدء في دراسة الدكتوراه؛ وذلك لتوقف الابتعاث الخارجي، وعدم وجود برامج دكتواره محلية، إلى أن بدأ الإشراف المشترك في جامعة الملك عبدالعزيز، وبدأت الانضمام له عام 1996م وبعد ثلاث سنوات فقط حصلت على درجة الدكتوراه عام 1999م كأسرع طالبة إشراف مشترك، ثم عدت للقسم أستاذاً مساعداً في علم الطفيليات، ثم تم ترقيتي أكاديمياً نتيجة لعمل أبحاث علمية متتالية حتى حصلت على درجة الأستاذية عام 2008م، وما زلت حتى الآن ولله الحمد مستمرة في العطاء، حيث إن حب العلم والطموح لديَّ ليس له حدود. r من أبرز من زاملكِ خلال هذه الفترة؟ - زميلات المراحل المختلفة كثر، ولكن تظل صداقتي بالدكتورة هيا الحربي التي تعمل حالياً استشارية طب الأطفال في مستشفى النساء والولادة بجدة، من أغلى وأعمق الصداقات، لكون صداقتي معها بدأت من المرحلة الابتدائية، وما زالت ولله الحمد مستمرة حتى الآن. في المرحلة الجامعية كنا طالبات الدفعة الأولى من كلية العلوم لا يتجاوز عددنا 50 طالبة، وبالتالي كنا تقريباً كلنا زميلات، ولكن بعد التخرج فرقت بيننا الأيام، ولكنها بفضل من الله عادت في السنتين الأخيرتين مع مجموعة منهن، حيث نجتمع شهرياً في جلسات استعادة ذكرياتنا الجميلة. وبعد التعيين معيدة في قسم الأحياء، صادقت الدكتورة تحية ميمني الأستاذ المشارك في علم سلوك الحيوان، والدكتورة زينب المديفر الأستاذ المساعد في علم الفيروسات، وهن فعلاً صديقات صدوقات ما زالت تربطني بهن علاقة أخوية قوية جداً. أيضاً في سنوات عملي في كلية العلوم، تعرفت على الأستاذة سارة نيفاوي من كلية الاقتصاد والإدارة، وهي من أجمل عطايا الرحمن لي في هذه الحياة. مبتعثونا يبلون بلاء حسناً r من تجربتكِ المعتقة في الابتعاث.. لماذا أبناؤنا المبتعثون يعودون محملين بأفكار وقيم المجتمعات الغربية حد الزهو بها، بينما لا نراهم يحملون المفاهيم المشرقة لحضارتنا العربية الإسلامية لهذه المجتمعات؟ - لا نستطيع أن نطلق هذا الاعتقاد على العموم، حيث إن بعض طلابنا وطالباتنا المبتعثين في الخارج، يبلون بلاءً حسناً في سبيل المحافظة على قيمهم ومبادئهم الإسلامية، والتعريف بها، والدعوة لها، وتظل نسبة بسيطة منهم، من تجرفهم المجتمعات الغربية ببعض مبادئها الهدامة. r ما المناصب التي شغلتها خلال مسيرة عملكِ؟، وما المهام الوظيفية التي تشغلينها الآن؟ - خلال عملي في جامعة المؤسس. جامعة الملك عبدالعزيز. شغلت منصب وكيلة شؤون الطالبات للإسكان والتغذية لمدة عامين، كما شغلت منصب المشرفة على مركز الموهوبات التابع لشؤون الطالبات لمدة عامين أيضاً، ثم شغلت منصب نائبة مدير التقنيات متناهية الصغر (النانو) لمدة أربع سنوات، عدا المهام الإدارية واللجان التي كنت أشغلها في قسم علوم الأحياء، علماً بأن جميع ما شغلت من مهام إدارية في رحاب جامعة الملك عبدالعزيز أضافت لي الكثير من الخبرة الإدارية الجيدة. علم الطفيليات r من واقع تخصصكِ الدقيق في علم الطفيليات، بماذا تفسرين أسبقية نصوص السنة المحمدية عليه أفضل الصلاة والسلام، لما ثبت واستقر في الطب الوقائي المتعلق بالطفيليات والكائنات الدقيقة، خصوصاً فيما يتعلق بأكل السباع والحيوانات ذات الناب بصفة عامة، حيث نهى الرسول صلى الله عليه وسلم، عن أكل كل ذي ناب من السباع، وذي كل مخلب من الطير؟ - مما لا شك فيه، أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، ونهيه عليه أفضل الصلاة والتسليم عن أكل كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، يعود لا محالة من حدوث ضرر للإنسان، إذا أكل هذه اللحوم، وهنا يأتي دور الباحثين والعلماء المسلمين في تقصي الحقائق حول هذا الأمر، وإن كنت أرى أن تناول لحوم السباع غير مستساغ، إلا إذا اضطر الإنسان إليه. ويعود سبب نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكلها، لإصابة هذه الحيوانات بأنواع من ديدان التريكينيلا مثل Trichinella native وT. britovi و T. nelson وأكل لحوم هذه الحيوانات غير مطهية جيداً، يؤدي إلى انتقال يرقات هذه الديدان إلى جسم الإنسان، ومن ثم يصاب بالمرض. r ما أعراض هذا المرض تحديداً؟ - من أعراضه إصابة العضلات المخططة بالإنهاك، نتيجة وجود يرقات الطفيل بها، عدا المضاعفات المعوية الأخرى. r ثبت علمياً وجود الطفيلي (بسيدوسيبرالس) في الطيور الجارحة.. فهل أثبتت التجارب العلمية والمختبرات الطبية، إمكانية انتقاله للإنسان إذا أكل لحوم تلك الطيور؟ - من المراجع التي أطلعت عليها، أن الطفيل Trichinella pseudospiralis هو النوع الموجود في الطيور الجارحة التي تقتات على النباتات والحيوانات، واحتمالية انتقاله للإنسان واردة إذا ما تعامل أو تناول هذه الطيور، ولكنه حتى الآن لا توجد أبحاث علمية موسعة في هذا المجال تثبت هذه الاحتمالات. r ما الذي يجب أن يقوم به الأطباء الباحثون في هذا المجال؟ - من الواجب أن يركز الباحثون الآن في مجال الطب الوقائي على الطيور؛ لكون الإنسان يستأنس هذه الطيور ويعايشها، ونتيجة لذلك قد تنتقل إليه مسببات الأمراض الطفيلية والفيروسية. رواد الطب الوقائي r هل هناك من جهود تسجل لعلماء مسلمين متخصصين في الطب الوقائي؛ لإيضاح أسبقية هذا الدين في تبيان ما توصل إليه العلم الحديث، الذي سبقه بقرون؟ - يعتبر العالم المسلم ابن سينا، من أوائل من بحث في الطب الوقائي، الذي عرفه في بحوثه ودراساته، بأنه يتمثل في معالجة الأسباب من المأكل والمشرب والماء والهواء وغيرها، وأن صلاح صحة الإنسان بصلاح البيئة من حوله، وإصلاح عاداته في الغذاء والشراب وغير ذلك، وقدرته على مكافحة الأمراض الوبائية التي قد يتعرض لها. كما يعتبر العالم أحمد أبو زيد البلخي، مؤلف كتاب (مصالح الأبدان والأنفس) هو أول من تحدث عن حفظ صحة البدن والنفس، وهو ما يسمى في عصرنا الحالي ب (الطب الوقائي). r ما الحكمة التي تستقينها كعالمة متخصصة في علم الطفيليات، من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبولنّ أحدكم في الماء الراكد الذي لا يجري ثم يغتسل فيه»؟ - إن في حديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه عن خطورة الماء الراكد، دلالة بينة على وجود علاقة وثيقة بين إصابة الإنسان بالأمراض الطفيلية وتعرضه للماء الراكد الملوث بفضلات الإنسان.. والأمثلة على ذلك كثيرة. وهنا أذكر حالة واحدة فقط، وهي تبول الإنسان المصاب بالبلهارسيا البولية في المياه الراكدة، التي قد يوجد بها القوقع المناسب لاستكمال حياة الطفيل، ما يؤدي إلى إطلاق الآلاف من سركاريا الديدان البولية التي تخترق جلد الإنسان وهو يغتسل، أو يلعب في المياه الراكدة، ما يؤدي بالتالي إلى انتشار المرض على مدى واسع. براءات اختراع r في مجال تخصصكِ العلمي، كانت لك بصمات نجاح سجلت لكِ، ولم يسبقكِ إليها أحد.. ما براءات الاختراع التي منحت لكِ؟ - حصلت على عديد من براءات الاختراع، لكن ذلك لا يعني لي الكثير؛ لكوني أطمح إلى المزيد. r وما الذي تطمحين إليه تحديداً؟ - أطمح إلى تحويل كل أفكاري الابتكارية إلى منتجات تطبيقية تسجل باسم بلادي المملكة العربية السعودية، وفعلاً المفاهمات جداً جادة بهذا الخصوص، آملة من الله تعالى التوفيق في ذلك. r من أين تستمدين طاقتكِ في إضافة ما هو جديد في علم الطفيليات؟ - في الحقيقة أستمد طاقتي في تحقيق إضافات لهذا العلم، من حماس كبير نابع من داخلي حول المعرفة واستكشاف المزيد، وعدم استصعاب ما يواجهني من عقبات، بل بالعكس أحب التحدي وإثبات الوجود، وتحقيق كل ما هو مشرف لوطني الحبيب. r ما أهم الأبحاث العلمية التي قدمتها؟، وأي الأبحاث حصلت من خلالها على أعلى أوسمة التقدير؟ - كثيرة هي الأبحاث التي أجريتها، سواء خلال دراستي، أو إشرافي على طالبات الدراسات العليا، حيث إنني أحب التنويع في النقاط البحثية، كي أتعلم كل جديد في مجال علم الطفيليات. r هل لكِ أن تسردي لنا أهم تلك الأبحاث خلال دراساتكِ العليا، وأيضاً إشرافكِ على طالباتك؟ - في مرحلة الماجستير، كان يتمحور بحثي حول تعريف وتصنيف طفيليات ديدان التريماتودا في أسماك البحر الأحمر، وقد تحققت منه نتائج مبهرة، وما زالت تطلب مني نتائجه حتى الآن. وفي مرحلة الدكتوراه، اشتغلت على مبيدات القواقع من نباتات سعودية، وقد حققت أيضاً نتائج فعالة نشرت على إثرها رسالة الدكتوراه، ومن ثم صدر في كتاب يعتبر الآن مرجعاً علمياً، وهو يوجد في مكتبة الأمازون. ونلت عليه عدة جوائز متميزة محلية ودولية.ومن خلال إشرافي على أولى طالباتي لمرحلة الماجستير، استكملت أبحاثي معها على فعالية النبات السعودي في التخلص من يرقات وديدان البلهارسيا، وقد نالت مشاركاتنا بهذه النتائج في المعارض الدولية على عدة ميداليات وجوائز خاصة ومميزة. ومع طالبتي الثانية في الماجستير، أجريت أبحاثي معها على فعالية المواد الطبيعية في القضاء على الطفيل المهبلي ترايكوموناس فاجيناليس، وأيضاً حققنا نتائج جديدة نشرت لأول مرة، ونلنا عليها ميداليات وجوائز خاصة، نتيجة عرض نتائجه في معارض دولية، ومن ثم توالت أعمالي مع طالبات الماجستير، وتحققت نتائج ممتازة لاقت صداها المحلي والدولي، وذلك في القضاء على طفيل التوكسوبلازما، وعلى قمل الرأس. r ما آخر الأبحاث التي تشغلكِ حالياً؟ - لديَّ طالبة حالياً، اخترت لنقطة بحثها مرض الملاريا؛ كي نعالجه بالقضاء على الطفيل باستخدام نبات البنجر، وقد حققنا نتائج مبهرة، نلنا عليها ميداليات ذهبية وجوائز خاصة، وأتوقع بإذن الله أن تحقق هذه الطالبة المزيد من النجاحات، كما أشرف حالياً على طالبة دكتوراه في بحث عملي، يعتبر جديداً لأول مرة تطبق دراسته في المملكة، ولديَّ المزيد بإذن الله. ميزة الندرة r تعدين من أوائل المتخصصات السعوديات في علم الطفيليات.. ماذا أكسبكِ ذلك؟ وكيف ترين المتخصصات السعوديات في هذا العلم؟ ولِم نلحظ ندرة كبيرة في أعداد الحاصلات على الدرجات العلمية الكبرى في مجال العلوم عموماً، وفي تخصصكِ على وجه الخصوص؟ - نعم، لقد تخصصت في مجال علم الطفيليات، على الرغم من أنني لم أدرس هذه المادة في مرحلة البكالوريوس، ولكنني أحببت هذا العلم كثيراً بعد أن بدأت دراسته وأتممتها في مرحلة الماجستير. كما أنني عملت جاهدة على زرع حب هذا العلم في نفوس طالباتي في الجامعة، ولقد نجحت إلى حد ما، علماً أن تخصص الطفيليات ليس سهلاً، ويعتبر المتخصصون فيه قلة، سواء هنا في المملكة، أو حتى على مستوى العالم. r ماذا أكسبكِ هذا التخصص؟ - أكسبني ميزة وندرة، لكوني حتى الآن ما زلت البروفيسورة السعودية الوحيدة في قسم الأحياء بجامعة الملك عبدالعزيز المتخصصة في علم الطفيليات. r وما الذي تتمنينه لطالباتكِ؟ - أتمنى لطالباتي في مرحلة الماجستير، بعد حصولهن على درجة الدكتوراه، أن يتمكن من إكمال ما عجزت عن تحقيقه من أبحاث في مجال علم الطفيليات الخصب. r حققتِ مؤخراً إنجازاً مشرفاً للوطن.. ما حافزكِ لتحقيق هذا المنجز؟، وهل جاء التكريم مواكباً لما تحقق من منجز؟ - شاركت مؤخراً في معرض KIDE بدولة تايوان كمُحكمة دولية بناء على خطاب وصلني من منظمة World Invention International Property Association) WIIPA) نلت عليها درع وشهادة على جودة التحكيم. كما شاركت أيضاً في المعرض بخمسة أعمال حققت ولله الحمد ثلاث ميداليات ذهبية، واثنتين فضيتين، وميدالية ذهبية من دولة تايلاند. وحصلت على شهادة رائدة الاختراع من ماكو الصينية، والأهم من ذلك حصلت على جائزة كبرى من المنظمة، وهي جائزة أفضل امرأة مخترعة في المعرض.. وقد كان شعوراً لا يوصف، وإحساس وطني جميل، وسعادة لا توازيها أي فرحة، لكوني العربية الوحيدة التي تكرم في حفل ختام المعرض الذي ضم 25 دولة، وأكثر من 500 عمل. r هل لكِ أن تحدثينا عن شعوركِ لحظة تكريمكِ بجائزة أفضل امرأة مخترعة؟ - لا أستطيع أن أصف شعوري حقيقة خلال لحظات التكريم، ووسط هذا الجمع الكبير من المتنافسين على هذه الجائزة، فكون هذه الجائزة تسجل باسم المملكة العربية السعودية، وتحققها ناجية الزنبقي.. هو شعور جميل من الصعب أن تسجله كلمات، فلقد تعبت في هذه المشاركة، والله تعالى عوضني خيراً عن تعبي، بتحقيق نتيجة مشرفة لي ولوطني الحبيب. أما بخصوص التكريم، فللأسف لم يكن هناك تكريم يتناسب مع ما تم تحقيقه من إنجاز في رحلتي لتايوان، لكوني عند وصولي إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة، لم أنزل من الطائرة حاملة كأس التميز الدولي، كما يحمله لاعبو كرة القدم والرياضات الأخرى. r ما الذي تطمحين إلى تحقيقه مستقبلاً، سواء على صعيد البحث العلمي، أو تسجيل براءة اختراع يسجل لما أنجزته سابقاً؟ - في الحقيقة ما زلت أعشق البحث العلمي، ولديَّ عدة تطلعات بحثية أسعى لتحقيقها. كما أنني أطمح إلى تحويل ما توصلت إليه من ابتكارات إلى منتجات تسجل باسم المملكة، واستكمال إجراءات البراءات لها، وابتكار المزيد والمزيد كلما اتسع خيالي تجاه أي مشكلة أواجهها أو أسمع عنها.

مشاركة :