أقرب المسلمين مجلساً من الرسول يوم القيامة أحسنهم أخلاقا

  • 3/4/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال فضيلة الداعية محمد يحيى طاهر إنه ليس هناك من أحد من المسلمين إلا وهو يحب الرسول صلى الله عليه وسلم، ويرجو أن يكون من أقرب الناس إليه مجلسًا يوم القيامة، وما من أحد إلا ويطمع أن يكون من أحب الناس إليه مشيرا إلى أن القرب إليه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ما هو إلا قرب من الجنة ودُنوٌّ من رحمة الله عز وجل. وقال الداعية محمد يحيى طاهر في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في جامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله إن الشيء هذا الذي يتحقق به القرب إلى الحبيب صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ويجعل المرءَ محبوبًا إليه ليس بكثرة الصيام والحج، وليس هو بالمبالغة في الزهد، ولا يتطلب بسطة في الجسم والعلم ولا جاهًا ولا مالا. وأوضح أن هذا الشيء هو حُسْن الخُلُق لافتا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا) الأخلاقِ الصَّالحة وأضاف: لقد بعَث الله نبيَّنا محمّدًا صلى الله عليه وسلم للدَّعوةِ إلى الأخلاقِ الصَّالحة، حيث قال عليه الصَّلاة والسَّلام: (إنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ) ولقد كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم أكمَلُ الناسِ أَخلاقًا، وصَفَه الله بقولِه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وتابع : نشَأ صلى الله عليه وسلم وعاش متحلِّيا بكلِّ خلقٍ كَريمٍ مبتَعِدًا عن كلِّ وَصفٍ ذَميم، حيث كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تواضعا كيف لا وهو القائل: (لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُالله، فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ). وأشار إلى أنه لما سئلتُ عائشة رضي الله عنها ما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنعُ في بيتِه؟ قالت: ( كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ) جميل المعشر ولفت إلى أنه صلى الله عليه وسلم كان كريم الطبع جميل المعشر، وكان دائم البشر، كثير الابتسام وكان أوفرَ الناس حِلمًا، كما كان صلى الله عليه وسلم أوسَعَ الناس عَفوًا، آذاه قومُه فسَأله ملَك الجِبال أن يطبقَ عليهم الجبلين فأبى. وكان صلى الله عليه وسلم يوصِي أصحابه رضي الله عنهم بحسن الخلق قالَ لمعاذٍ رضي الله عنه: (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) وأكد أنه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قد تكفل بِبَيتٍ في أَعلَى الجَنَّةِ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ، وَبَيَّنَ أَنَّ أَكمَلَ المُؤمِنِينَ إِيمَانًا أَحسَنُهُم خُلُقًا، وَأَنَّ حُسنَ الخُلُقِ هُوَ أَثقَلُ مَا يُوضَعُ في المِيزَانِ، وَقَرَّرَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ أَنَّ المُؤمِنَ يَبلُغُ بِحُسنِ الخُلُقِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ، وَأَنَّ حُسنَ الخُلُقِ مَعَ التَّقوَى أَكثَرُ مَا يُدخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، وَأَنَّ حُسنَ الخُلُقِ هُوَ البِرُّ. حُسنَ الخُلُقِ وَأشار الداعية محمد يحيى طاهر إلى أَنَّ حُسنَ الخُلُقِ وَإِن كَانَ يَسِيرًا عَلَى مَن يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيهِ، إِلاَّ أَنَّهُ يَحتَاجُ مِنَ المَرءِ إِلى أَن يَأطِرَ نَفسَهُ عَلَيهِ أَطرًا وَيَحمِلَهَا عَلَيهِ حَملاً، وَيَأخُذَهَا بِالجِدِّ وَيُجَاهِدَهَا عَلَى قَبُولِ الحَقِّ وَلَو عَلَى نَفسِهِ، َقَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: «إِنَّمَا العِلمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الحِلمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَن يَتَحَرَّ الخَيرَ يُعطَهُ، وَمَن يَتَّقِّ الشَّرَّ يُوقَهُ» و ذكر أنَّ الطَّرِيقَ لِذَلِكَ أَن يَرزُقَ اللهُ عَبدَهُ امتِثَالَ مَا في القُرآنِ وَالسُّنَّةِ مِنَ الأَوَامِرِ وَالكَفِّ عَمَّا فِيهِمَا مِنَ النَّوَاهِي، وَأَن يَمُنَّ عَلَيهِ بِحُسنِ الاقتِدَاءِ بِمَن كَانَ خُلُقُهُ القُرآنَ صلى الله عليه وسلم وأشار إلى قوله تبارك و تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) ، وأوضح أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى خير ما يعيننا على ذلك، وهو اللجوء إلى الله والتضرع إليه بدعائه بلهجةٍ صادقة وقلب حاضر، فالدعاءُ بابٌ عظيم، إذا فُتح للعبدِ، تتابعت عليه الخيراتُ، وانهالت عليه البركات.

مشاركة :