النسخة: الورقية - دولي يسري الخوف ازاء أوروبا في أوصال الفرنسيين، وهم يميلون أكثر فأكثر الى لفظ الاندماج فيها وخسارة سيادتهم الوطنية. ومشاعر الخوف هذه يتوسل بها حزب «الجبهة الوطنية» الى دعوة الناخبين الى معاداة أوروبا في الانتخابات الاوروبية في أيار (مايو) المقبل. وبحسب احصاء أجراه معهد «تي أن أس سوفري- سوربرا»، فإن 59 في المئة من الفرنسيين يرون ان أوروبا تفاقم آثار الازمة الاقتصادية. وتقتصر نسبة من يرى ان «أوروبا هي صمام أمان في مواجهة الازمة» على 24 في المئة. وهذه النسب تخالف نتائج احصاء 2009 قبيل الانتخابات الاوروبية. ويومها رأى 39 في المئة من المستفتين ان أوروبا تحمي الفرنسيين، و27 في المئة انها تفاقم الازمة. ولازمة خطابات زعيمة حزب الجبهة الوطنية، مارين لوبن، هي توجيه النقد الى اوروبا واليورو. وإذ يتعاظم الميل الى الارتياب من أوروبا قد تتضاعف شعبية هذا الحزب أربع مرات. وفي الانتخابات الاوروبية في 2009، نال حزب «الجبهة الوطنية» 6.34 في المئة من الاصوات، ولكن الاستطلاعات تتوقع فوزه في الشهر المقبل بـ24 في المئة من الاصوات. وتتنبأ مارين لوبن أن حزبها سيتصدر منافسيه الفرنسيين في الانتخابات المقبلة، بينما يرى والدها، جان – ماري لوبن، أنه سيحوز مكانة جيدة. وينبه لوي أليوت، شريك حياة مارين لوبن، أن أداء «الجبهة الوطنية» لطالما كان ضعيفاً في مثل هذه الانتخابات. فناخبوه يعزفون عن المشاركة. وفي 2009، على سبيل المثال، لم يشارك 60 في المئة منهم في الاقتراع في الانتخابات الاوروبية. وفي 2004، بعد عامين على تأهل مارين لوبن الى دورة الانتخابات الرئاسية الثانية، لم تفلح «الجبهة الوطنية» في تجاوز عتبة 10 في المئة من الاصوات التي تؤهلها الى المشاركة في تمثيل بلدها في البرلمان الاوروبي. ولا شك في ان هزيمة ثانية، الى هزيمته في الانخابات البلدية، تنتظر اليسار الفرنسي في الانتخابات الاوروبية المرتقبة. فحزب «الاتحاد من أجل الحركة الشعبية» (يمين) يسبق الحزب الاشتراكي في استطلاعات الرأي، ويتوقع ان ينال 25 في المئة من الاصوات بينما قد لا تزيد حصة الاشتراكي على 19 في المئة. ولكن على رغم صدارته، قوّض بروز «الجبهة الوطنية» ونأي وسطيي اليمين عنه مكانة اليمين الفرنسي. وشعبية حزب الخضر، وعلى رأسه سيسيل دوفلو، ضعيفة لا تزيد عن 9 في المئة. ويغلب التشاؤم على نظرة مسؤولي «الحزب الاشتراكي» الى نتائج الانتخابات، وهم يتوقعون ألا تتجاوز حصتهم عشرة في المئة. ويرمي الوسطيون الفرنسيون الى تجاوز عتبة العشرة في المئة، وهم رصوا صفوفهم في لوائح موحدة. ولكن حظوظهم ضعيفة في وقت ترجح كفة لفظ أوروبا. ولا تساهم موجة الطعن في أوروبا في رفع حظوظ يسار اليسار في الانتخابات الاوروبية. * صحافي، عن «لونوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية، 10/4/2014، إعداد م. ن.
مشاركة :