أدوية الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي تدمّر الصحة

  • 3/4/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتبت - سحر معن: حذر عدد من المواطنين من الانسياق وراء الإعلانات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول بعض الأدوية والوصفات الطبية لعلاج حالات معيّنة، والتي انتشرت في الفترة الأخيرة وأصبحت ظاهرة تعد من الظواهر السلبية في مجتمعنا نظراً لتلاعبها بصحة المرضى. وقالوا لـ  الراية  إن تداول الوصفات الطبية عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كالانستجرام والفيس بوك والواتس آب وتويتر يُعد من الأمور المدمّرة للصحة والتي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لبعض الحالات، حيث يتم الترويج للعديد من الأدوية الطبيّة ومستحضرات أعشاب يتم إعدادها في المنزل بهدف بيعها إلكترونياً. وأشاروا إلى أنه وصل الأمر إلى تبادل الخبرات الطبيّة والوصفات الطبية عبر المواقع الشهيرة كالانستجرام والسناب شات وعرض أدويه للضغط والسكري والقلب وغيرها من الأدوية التي قد تؤدي إلى تدمير صحة الفرد. وأضافوا أنه مع ظهور هذه الظاهره تم الإساءة لاستخدام الإنترنت وتحوّلت من نعمة إلى نقمة ما يتوجّب على مستخدمي الإنترنت ألا يتبعوا هذه الوصفات والحذر من استخدامها دون تشخيص الطبيب المختص بحالتهم الصحية. ولفتوا إلى أن الأطباء يُحذّرون من خطورة تداول الوصفات الطبيّة عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي تدعي علاج العديد من الأمراض مثل السكري والسرطان وغيرهما، مؤكدين على ضرورة عدم الانسياق وراء هذه الأخبار التي من الممكن أن تؤدي إلى خطورة أو تدهور كبير للحالة الصحيّة للمريض. هند فيصل: بشرتي أصيبت بسبب شراء كريم عبر الإنترنت توضّح السيدة هند فيصل أن هناك الكثير من المواقع الإلكترونية أصبحت تتجاوز المألوف وتقوم بعرض وتقديم وصفات ومكمّلات غذائية وأدويه للتخلّص من أمراض العصر كالضغط والسكري والسمنة وغيرها وهذه كلها غير صحيحة خاصة أن هناك أمراضاً يصعب تشخصيها وإيجاد الدواء المخصّص لها إلا بعد فحوصات كثيرة. وقالت: قمت بشراء بعض كريمات التجميل من بعض المواقع بعد قراءة التعليقات الإيجابية عن المنتج خصوصاً أن المنتج كان مرفقاً به بعض الصور وكانت نتائجه مذهلة، وبعد تجربتي لهذا المنتج أصيبت بشرتي بالتهاب حاد وعانيت شهوراً وأنا أعالج منها ما جعلني أعزف عن قراءة أي معلومة طبيّة عبر الإنترنت أو شراء أي منتج عن طريق الإنترنت. وأشارت إلى أن الإنترنت قد يكون وسيلة جيدة للتواصل وتبادل الخبرات والإعلان عن منتجات التجميل وغيرها ولكن ليس بتشخيص الأمراض وعرض أدوية تؤدي إلى ضرر الآخرين، كما أن المعلومات عبر الإنترنت لا تغني عن زيارة وتشخيص الطبيب المختص. وأكدت أن المعلومات الطبيّة قد تتغيّر بسرعة وقد تكون المعلومة غير صحيحة، كما أنه يجب ألا نستخدم أي معلومة طبيّة نجدها عبر المواقع الإلكترونية بغرض تشخيص أو علاج أية حالة مرضية من دون إشراف الطبيب. وضحة القحطاني: منتج لتخفيض الوزن أصابني بالتهابات في المعدة توضّح السيدة وضحة القحطاني أن المواقع الإلكترونية سلاح ذو حدين فقد يتم تداول معلومات تفيد الجميع وقد يتم تداول معلومات وخبرات وغيرها تضر وتؤدي إلى مشاكل كثيرة، لذلك يجب أن نعي ما نراه عبر الإنترنت. وأضافت أن هناك العديد من الأشخاص يتقمّصون شخصيات الأطباء ويصفون أدوية غير صحيحة وغير مناسبة بهدف الشهرة وزيادة المتابعين، ولكن السلوك اللائق هو ألا نتابع هؤلاء الأشخاص وعدم الاعتماد على استشاراتهم الطبية عبر الإنترنت بل يجب أن تتم زيارة الطبيب المتخصّص قبل أخذ أي دواء خصوصاً أن الصحة لا تعوض. وقالت: قام أحد مشاهير الإنستجرام بعرض منتج طبي لتخفيض الوزن بجانب بعض التجارب ممن استخدموا هذا الدواء، وكانت النتائج مرضية، فقمت بشرائه من الصيدلية ولكن بعد تجربتي للدواء أصبت بالتهاب في المعدة ومضاعفات كثيرة ولم أستطع شرب الماء من شدة الألم وقمت بإيقاف الدواء على الفور. وأكدت أن الإنترنت لا يعد البديل عن الطبيب بل هو مجرد مرجع أو متصفح ترفيهي وتثقيفي لا أكثر ولا يمكن الاستعانة به في الحالات المرضية الخطيرة لأنه من الصعب تشخيص الحالة عن طريق الإنترنت من دون معاينة وتشخيص الطبيب لأن الحالات تختلف من شخص لآخر. خالد الغانم: المواقع الإلكترونية للتثقيف والتوعية فقط   يوضّح السيد خالد الغانم أنه يوجد العديد من الناس عندما يشعرون بألم ما، فإنهم يقومون بتشخيص حالتهم بأنفسهم عبر الإنترنت ووصف أدوية لأنفسهم دون اللجوء للطبيب، لافتاً إلى أن هذا الأمر من أكثر الأمور خطورة على الصحة، ولا يجب أن يكون الإنترنت بديلاً عن الطبيب، ولكن لا مانع من استخدامه بغرض التثقيف ونشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع لا أكثر. وأشار إلى أن البعض يلجأون للاستشارات عبر الإنترنت لتكاسلهم أو تخوفهم من الذهاب إلى الطبيب ومعرفة حقيقة المرض، مؤكداً أن الكثير من الأطباء عبر الإنترنت يعرضون وصفات طبية لا تناسب الجميع. وطالب الغانم الجهات المختصة بزيادة الوعي لدى الجمهور من خلال زيادة الحملات التوعوية للحد من هذه الظاهرة، مؤكداً أن التواصل مع المواقع الطبية كبديل للطبيب هو خطر كبير. محمد المهندي: ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية ضد المتاجرين بالصحة   أكد محمد المهندي أن الإنترنت مليء بالمنتجات الطبية والتجميلية والمكمّلات الغذائية وأدوية التنحيف، وأصبح الجميع يتكلّم عن الأدوية ويصفها بنفسه للمتابعين، لافتاً إلى أنه من المعروف أن الإنترنت عالم واسع به ملايين المشاهدين وهناك أناس ضعفاء وجهلاء لا يميّزون الصواب من الخطأ يقومون بتجربة كل منتج يطرح عبر الإنترنت أو شرائه بحجة أن شخصاً مشهوراً قام بالترويج له. وأشار إلى ضرورة رقابة مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الأشخاص الذين يتاجرون بحياة وصحة الناس، ويجب فرض الغرامات واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم كي لا يقع أحد ضحيّة هذه المنتجات. د. حنان التلباني: التشخيص  عبر الإنترنت يتنافى مع حقوق المرضى أكدت الدكتورة حنان التلباني طبيبة الأمراض الجلدية أن وصف الأدوية أو تشخيص المرض عن طريق الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي غير صحيح ويتنافى مع حقوق المرضى وواجباتهم. وأوضحت أنه لا توجد مشكلة في الاستفادة من المعلومات الطبية والتثقف كالقراءة عن طبيعة المرض وطرق الوقاية منه وما يجب تجنّبه، ولكن أن يصل الأمر إلى التشخيص والعلاج وطرح أدوية عبر الإنترنت فهذا خطر على صحة الجميع. وأكدت أنه لا يحق للطبيب أو المروّج عبر الإنترنت أن يصف الدواء من دون معرفة تفاصيل الحالة المرضية والتاريخ المرضي، فإن حدث أمر ما لا يستطيع المريض تقديم شكوى على الطبيب، ففي هذه الحالة يكون مقدّم الاستشارة غير معروف وربما ليس بطبيب وإنما يقوم بتشخيص المرض ووصف الدواء عن طريق الإنترنت من دون أية معرفة. أما بالنسبة لدور الطبيب فهو يحتاج لتشخيص المريض قبل وصف أي دواء له بالإضافة لإعطاء المريض كافة المعلومات الطبيّة المتعلقة به والعوامل الوراثية وغيرها، ومن ثم إجراء بعض التحاليل المخبرية ومن ثم إعطاء العلاج المناسب له. وشدّدت على أن الإنترنت ليس الحل الأمثل والبديل للطبيب لأن أضراره أكثر من إيجابياته ولكن يجب الاطلاع على بعض المعلومات وأخذ الحيطة والحذر من باب المعرفة والعلم، وذلك بهدف الاستفادة من المعلومات، مؤكدة أن المواقع الطبية كثيرة ومتنوعة ويتم تداول المعلومة الطبية عبرها ولكن لا غنى عن الطبيب المختص.

مشاركة :