قال وزير شئون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيز أمس الجمعة (3 مارس/ آذار 2017) إن بريطانيا ستفعّل العملية القانونية لبدء الانسحاب من التكتل بحلول نهاية مارس. وقال ديفيز خلال مؤتمر صحافي في براتيسلافا بعد اجتماع مع رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو «هل سنفعل المادة 50 بحلول نهاية الشهر؟ نعم». من جانبها، اتهمت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، أمس، الحزب «الوطني الأسكتلندي» بأن لديه «هوساً بشأن الاستقلال»، صرف اهتمامه عن مسئولياته في حكم أسكتلندا. وقالت ماي للمندوبين في أحد المؤتمرات الأسكتلندية لحزبها «المحافظ» الحاكم إن الحزب «الوطني الأسكتلندي»، الذي يدير حكومة تقاسم السلطة في أسكتلندا، مذنب «بالإهمال وسوء إدارة» التعليم والرعاية الصحية والزراعة. وأضافت ماي «أنهم يعتقدون أن الاستقلال هو الرد على أي تساؤل» متهمة الحزب «الوطني الأسكتلندي» بتبني «رؤية ضيقة الأفق». أما نائب زعيم الحزب الوطني الأسكتلندي أنجوس روبرتسون، فاتهم ماي بالنفاق بعد أن دعمت حملة لبريطانيا للبقاء في الاتحاد الأوروبي، بتحذيرها من أن مغادرة الاتحاد ستكون كارثية، «ولكنها عازمة الآن على سحبنا لحافة هاوية خروج صعب من الاتحاد الأوروبي كارثي اقتصادياً». وقال روبرتسون» تيريزا ماي مذنبة بالنفاق الفاضح - إن هاجس حكومتها بالانفصال الصعب عن الاتحاد الأوروبي هو الذي يهدد بشكل مباشر الوظائف الأسكتلندية وسبل العيش». وفي خطابها تعهدت بنقل سلطة اتخاذ مزيد من القرارات إلى الحكومة الأسكتلندية، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رافضة إصرار الحزب «الوطني الأسكتلندي» بأن أسكتلندا يجب أن تحتفظ بفوائد السوق الأوروبية المشتركة. وقالت «كما أوضحت مراراً، لن تتم إزالة أي قرار متخذ حالياً من قبل البرلمان الأسكتلندي، منها». وأضافت ماي «عندما يقترح الحزب الوطني الأسكتلندي أن صنع القرار، يتعين أن يبقي في بروكسل، سنستخدم فرصة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لضمان أن تعود سلطة اتخاذ مزيد من القرارات لأيدي الشعب الأسكتلندي». وأضافت «إننا أربع دول، لكن بشكل أساسي، فإننا شعب واحد» في إشارة إلى إنجلترا وأسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية. وقال روبرتسون إن الحزب الوطني الأسكتلندي «عليه واجب الدفاع عن أسكتلندا وأن تكون لديه خطة لحماية مصالحنا القومية الحيوية». واعتبر أن الانتخابات الإقليمية قبل 10 أشهر قد منحت الحكومة الأسكتلندية «تفويضاً ديمقراطياً شديداً» من أجل استفتاء ثانٍ «إذا كان هذا هو المسار الذي تم اختياره لحماية هذه المصالح». ورفض روبرتسون إدعاء ماي أنه لم يكن هناك دعم شعبي قوي لاستفتاء آخر، قائلاً إن بعض استطلاعات الرأي أظهرت أن الغالبية تفضل «استفتاء على الاستقلال متعلقاً بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي». وكانت زعيمة الحزب الوطني الأسكتلندي، الوزيرة الأولى الأسكتلندية، نيكولا سترجيون، نشرت خطة لبقاء أسكتلندا في السوق الأوروبية المشتركة إذا، كما وعدت ماي، غادرت الحكومة البريطانية السوق كجزء من مغادرتها للاتحاد. واقترحت سترجيون هذا الأسبوع أنها ستضغط من أجل إجراء استفتاء ثانٍ على الاستقلال إذا أصرت ماي على بدء محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي على أساس ترك السوق المشتركة دون مزيد من التشاور مع أسكتلندا.
مشاركة :