يلتئم المجلس النيابي اللبناني اليوم بدعوة من رئيسه نبيه بري لانتخاب الرئيس الـ 13 للبلاد منذ استقلاله عام 1943، وسط استبعاد معظم الكتل النيابية امكان انجاز العملية الانتخابية في دورتها الأولى. وينص الدستور على أن النصاب القانوني لافتتاح جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هو ثلثا عدد النواب، اي 86 نائباً على الاقل. ويحتاج المرشح للفوز نيل ثلثي عدد النواب البالغ عددهم 128 نائباً في الدورة الاولى من الاقتراع ونيل 65 صوتاً على الأقل في الدورات اللاحقة من الاقتراع. واعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان «اللقاء الديموقراطي» النيابي رشّح النائب هنري حلو للرئاسة، واعلن المكتب السياسي لحزب «الكتائب» المشاركة في جلسة اليوم والتصويت لجعجع، مجدداً الحرص على «تعزيز وحدة قوى 14 آذار لتتمكن في هذه المرحلة من ادارة المسار الانتخابي بما يضمن الفوز ووحدة لبنان». وتسارعت امس، الاتصالات والمشاورات والاجتماعات للكتل النيابية لتحديد موقفها من الاستحقاق عشية الجلسة. وأعلن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان رئاسي ان «مع دخول لبنان مرحلة الاستحقاق الرئاسي،يرى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان من واجبه تأكيد بعض الثوابت لمواكبة مجريات هذا الاستحقاق بما يتفق مع دور رئيس الجمهورية الجامع والضامن، وفقاً لأحكام المادة 49 من الدستور، بصفته رمزاً لوحدة الوطن يسهر على احترام الدستور والحفاظ على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه». وشدد سليمان على «ان التحدي الاكبر يبقى في إكمال المسيرة وإنجاز الاستحقاق ضمن المهل الدستورية المحددة، ولا يسعني كرئيس للدولة وكمؤتمن على الدستور إلا أن أحض المجلس النيابي والقوى السياسية الممثلة فيه على إتمام الاستحقاق عبر تأمين النصاب القانوني واختيار من هو الاصلح والأنسب والاجدر لقيادة البلاد وتحقيق الخير العام، في مرحلة أقل ما يقال فيها إنها توجب منسوباً استثنائياً من الوحدة والتآزر وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أي مصلحة خارجية او فئوية او خاصة». وقال انه يتوقع «من المجلس النيابي أن يكون على قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه، وأن يقدم على انتخاب رئيس يستحقه اللبنانيون، قبل 25 ايار (مايو) 2014، رئيس يجمع الطاقات والقدرات، يعزز الثقة، ويكمل المسيرة على قاعدة المبادئ والثوابت والقيم». «اللقاء الديموقراطي» ولفت جنبلاط بعد ترشيح حلو إلى منصب رئاسة الجمهورية». إلى أن «اللقاء الديموقراطي عاد اليوم ليجتمع بكل أركانه». وقال: «في مرحلة معينة نُوّه إلينا بأن نتقدم بورقة بيضاء. أبداً، نحن نفتخر بأن نقدم مرشّح حوار واعتدال وجامع، له تراثه السياسي المعروف في الحوار والاعتدال والانفتاح وترشيحه ليس مناورة وليس للوصول إلى هدف آخر». وأكد حلو من جهته، أنه من مدرسة الحوار والانفتاح «ونعتقد أن البلد مرّ بفترة انقسام واصطفافات لم توصل البلد إلا إلى المشاكل التي رأيناها في مجلس الوزراء وفي التعطيل. اليوم نريد الانفتاح على الكل، لدي طموح بمعاودة الحوار والانفتاح والشراكة بين الكل، وأعتقد أن النهج الذي سرنا به من الأساس هو نهج الانفتاح والوسطية». وقال: «يُحكى الكثير عن رئيس قوي. مفهومنا في جبهة النضال واللقاء الديموقراطي أن الرئيس هو الذي يجمع الكل وليس الرئيس الذي لديه جماهير. والقوة هي بالانفتاح على الجميع على طاولة الحوار. هذا الأساس ونقطة الانطلاق للمرحلة المقبلة». وأضاف: «سمعنا في الأخبار والصحف خلال الأسبوع الماضي أن هنري حلو مرشح مناورة أو أنه مرشح يبدأ ونضعه جانباً»، مؤكداً أن «الخط الذي نسير لا مناورة فيه. الفراغ عدو لبنان والاصطفافات والانقسامات التي شهدنا عليها نتيجتها فقط الفراغ». وقال الحلو رداً على سؤال: «جبهة النضال هي التي رشحتني وأنا رشحت نفسي أيضاً». ولفت إلى أن «بكركي منفتحة على الجميع ولا أعتقد أن لديها مرشحاً خاصاً». وقال جنبلاط: «أفتخر بوجود شخص اسمه هنري حلو له حيثيته المسيحية التاريخية ولست أنا من يعطيه شهادتي». ولفت إلى أن هذا الترشيح مبدئي وإن شاء الله نوفق». وهنا عقب حلو: «نحن نطلق اليوم ديناميكية للحوار والتواصل بين كل اللبنانيين. وقد شاهدنا إنجازات حكومة المصلحة الوطنية التي جمعت كل الفرقاء. وهذ دليل واضح على انه عندما يلتقي كل اللبنانيين نصل إلى نتيجة جدية. وأعتقد أن ديناميكية الحكومة التي انطلقت نطلقها اليوم بحملة انتخاب رئيس وبترشيحي للانتخابات». وعن أن الخيارات المفتوحة اليوم هي للفراغ وليس للانتخابات الرئاسية قال جنبلاط: «غير صحيح. لماذا للفراغ؟». وأشار إلى أن «الموضوع ليس عدد الأصوات الذي سيحظى به إنما هو مبدأ الانفتاح والحوار وجمع اللبنانيين الذي طرحه حلو، وهذا هو الأساس. نحن وحظنا، وهذا الترشيح ليس للمناورة وليس للوصول بعدئذ إلى تسوية على حساب هذا الخط الذي بنيناه سوية مع هنري ورفاقي في «اللقاء الديموقراطي» منذ العام 2005». بري وكتلته ومشاورات وكان بري ترأس في مقره اجتماعاً لكتلته «التنمية والتحرير» وقررت الكتلة «حضور جلسة اليوم، والتعبير عن موقفها بهذا الشأن». وزار وفد من «القوات» بري لتسليمه برنامج جعجع الرئاسي، وذلك في اطار جولاته على القيادات السياسية. وضم الوفد النواب: ستريدا جعجع، فادي كرم وجوزف المعلوف والقيادي ادي ابي اللمع. وقالت جعجع بعد اللقاء ان بري «سبق وأثنى على برنامج جعجع في اتصال معه وشكرناه على إرساله ممثلاً إلى معراب في حفلة اعلان البرنامج». وزار الوفد نائب الرئيس السابق لمجلس الوزراء النائب ميشال المر والوزير بطرس حرب. وأكدت جعجع «ان النائب احمد فتفت (المستقبل) اعلن ان جعجع مرشحهم لكل الدورات وليس للدورة الأولى، ونتوقع ان يحصل جعجع على 50 صوتاً اليوم على الأقل». والتقى بري المر الذي اكد في تصريح انه والنائب نايلة تويني سيحضران الجلسة، وأعرب عن اعتقاده بأن يكون النصاب مؤمّناً للجلسة. وعمن سينتخب، قال المر: «سأحتكم لضميري وأرى مصلحة لبنان، وعندها سأنتخب الرئيس على هذا الاساس». والتقى بري رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان. كما التقى وزير الصحة وائل ابو فاعور موفداً من جنبلاط في حضور وزير المال علي حسن خليل. وبحث بري مع وفد من «الجماعة الاسلامية» في «الاستحقاق الرئاسي والاستحقاقات الوطنية التي يعيشها لبنان» وفق بيان صادر عن الجماعة. وكان الوفد زار جنبلاط وجرى «التشاور في الاستحقاق الرئاسي والظروف المحيطة بجلسة الانتخاب. وكانت وجهات النظر متفقة على إنجاز الاستحقاق ضمن الأطر والمواعيد الدستورية، واتفق على ترك الخيار للكتل النيابية للقيام بدورها الديموقراطي بانتخاب رئيس يؤمن بقيام الدولة ومؤسساتها». وعقد الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي والنائب أحمد كرامي اجتماعاً في منزل الأخير في طرابلس وأكدا في بيان انهما سيقومان بواجبهما الدستوري غداً (اليوم) مشددين على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يحقق الوفاق المطلوب في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ لبنان، آخذين في الاعتبار خصوصية واقع المدينة ومشاعر الطرابلسيين» (في اشارة غير مباشرة الى علاقة جعجع باغتيال الرئيس السابق للحكومة رشيد كرامي). وتحدث عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد كبارة عن اتصالات واجتماع لنواب طرابلس لاتخاذ موقف موحد بشأن التصويت «لأن هناك حساسية تجاه ترشح جعجع للرئاسة». ونفذ تجمع «شباب التحرر العربي» تجمعاً في ساحة عبدالحميد كرامي احتجاجاً على ترشح جعجع، وسارت تظاهرة باتجاه ضريح الرئيس رشيد كرامي، في مقابر باب الرمل لقراءة الفاتحة عن روحه. كما ارتفعت في شوارع طرابلس وساحاتها لافتات انتقدت تأييد بعض نواب طرابلس لترشح جعجع، وحملت اللافتات تواقيع تيار الرئيس عمر كرامي ومخاتير وأعضاء مجالس بلدية ورجال دين وهيئات واتحادات. وتحدث المكتب الإعلامي لجعجع عن «اتصالات جرت بين قيادتي حزب «القوات اللبنانية» و«تيار المردة» (يرأسه النائب سليمان فرنجية) لعرض برنامج جعجع وترشحه للانتخابات الرئاسية»، مشيراً الى ان اللقاء «لم يتم بسبب الارتباطات المسبقة، واتفق على متابعة الاتصالات بعد جلسة الأربعاء». روبير غانم: أنا رئيس توافقي وكان جعجع التقى في معراب رئيس لجنة الادارة والعدل النيابية روبير غانم (مرشح للرئاسة)، الذي اوضح ان زيارته «استكمال للزيارات التي بدأتها من أجل التركيز على موضوعين أساسيين في هذا الاستحقاق الرئاسي الكبير، الأول أن يتم في مواعيده الدستورية، والثاني العمل على عدم تعديل الدستور. والآراء متطابقة بالكامل». وقال إن ترشحه للرئاسة هو «على أساس أنني رئيس وفاقي، وعندما أعلنت ترشحي كنت مقتنعاً بأن قوة الاعتدال هي القوة الفاعلة التي يمكنها ان تعيد بناء المؤسسات والدولة». وزار غانم زار البطريرك بشارة الراعي. وتلقى جعجع اتصالاً من وزير الاتصالات بطرس حرب، والذي اكد وفق بيان صادر عن مكتب جعجع «الوقوف الى جانب جعجع في جلسة اليوم وهنأه على برنامجه الرئاسي». وكان جعجع رد على انتقاد ترشحه للرئاسة بسبب ماضيه، مؤكداً خلال افتتاحه زنزانة رمزية نصبت في معراب مشابهة لتلك التي امضى فيها 11 سنة و4 اشهر، انه ليس خجولاً ابداً من ماضيه «وأعترف انني لدي اخطاء ككل الناس وسبق ان اعتذرت علناً وأمام الجميع ولكن تاريخي هو تاريخ لبنان وأتمنى على الغير ان يتخذ منه العبر وأن يكون تاريخه تاريخ لبنان بدل ان يرشق الناس بالحجارة». وكان وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج (تيار المستقبل) اكد لمحطة «المستقبل» ان «فريقه ذاهب غداً (اليوم) لانتخاب شخص واحد لرئاسة الجمهورية وهو سمير جعجع»، لافتاً الى ان «التقارب الذي حصل اخيراً بين «تيار المستقبل» وبين «التيار الوطني الحر» حصل بناء على طلب الاخير، ولكن هذا لا يعني ان التحالف بين الطرفين تم، خصوصاً ان الاجتماعات تناولت الملف الحكومي وإخراج الحكومة». «حزب الله» وكان نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم جدد في كلمة له اول من امس، ان الحزب «مع بناء الدولة التي تحمي أبناءها وتعالج قضاياهم ومطالبهم، واليوم نحن أمام فرصة، فكل العالم اليوم يريد الاستقرار في لبنان، من الذين يؤمنون بخطِّنا إلى الذين يعادون خطَّنا، كلٌّ من منظاره، وأعتقد أنه لا توجد عقبات حقيقية في وجه انتخاب رئيس للجمهورية، وأي تأخير أو إضاعة للوقت لن يغيِّر من المعادلة في شخصية الرئيس وكيفية انتخابه». لبنانالحكومة اللبنانية
مشاركة :