تطرقت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى "خطبة الوداع" المنسوبة إلى البغدادي؛ مشيرة إلى أن بلدا ثالثا سيؤوي المسلحين في حال مغادرتهم سوريا والعراق. جاء في مقال الصحيفة: بثت قناة تلفزيونية عراقية بيانا نسبته إلى زعيم "داعش" أبي بكر البغدادي، يدعو فيه أنصاره إلى وقف الأعمال القتالية. وحتى حينه، ليس هناك ما يؤكد صحة هذا البيان. فهل يعني هذا أن الحرب في سوريا والعراق انتهت؟ الصحيفة توجهت إلى مستشرقين روسيين وطلبت منهما توضيح ما الذي يقف وراء هذا النداء. - لقد اعترف البغدادي في ندائه بهزيمة التنظيم في المعارك الأخيرة، ودعا أنصاره إلى التراجع نحو الجبال. يقول أندريه سيرينكو إن من السابق لأوانه تأكيد صحة هذا البيان، لأنه ليس لدى "داعش" موقع في شبكة "تويتر". غير أن هناك أشخاصا مرتبطون مباشرة بـ "الخليفة"، ولكن لا يوجد في مواقعهم أي تأكيد أو نفي لهذا البيان. وليس مستبعدا أن يكون هذا هو أحد عناصر الحرب النفسية ضمن معارك تحرير الموصل. لقد أثبت التنظيم قدراته القتالية وخبرته الواسعة في خوض المعارك وتمكنه من مقاومة القوات العراقية والوحدات الكردية التي تهاجم الموصل. وهذه المقاومة يمكن كسرها بهذه الطريقة. أما المستشرق كيريل فيؤكد ثقته بصحة هذا البيان. ويقول إن "المعارك على أشدها في تدمر، وبحسب توقعاتنا سيتم تحريرها اليوم أو غدا. و"داعش" يتكبد خسائر جسيمة ليس فقط هنا، بيد أن ما يجري في تدمر مؤشر واضح. - من السابق لأوانه الحديث عن انتهاء الحرب يضيف سيرينكو: أن أنصار "الخلافة" سيلجأون إلى الجبال فعلا، وهذا لا يعني نهاية مشروعهم. ويمكن خوض المعارك في جبال سوريا والعراق. وهنا يجب القول إن "القاعدة" هي المؤيد الرئيس للقضاء على "داعش" والمجموعات الإرهابية الأخرى. هذا أحد عناصر النضال لكسب دماء شابة وقوى جديدة". وإن "القضاء على "داعش" بأيدي التحالف أمر مريح جدا لـ "القاعدة"". ويؤيد هذا الرأي كيريل، ويرجح أن "يتوجه مسلحو التنظيم إلى الجبال، لعدم وجود خيار آخر لديهم، حيث سيكون هناك لديهم ما يكفي من الوقت لاستجماع قواهم وتقرير ما سيعملونه لاحقا، لأن خططهم المستقبلية غامضة، وقد يختارون منطقة جديدة". - لقد أعلن "الجهاديون" مرارا في نداءاتهم أن هدفهم روسيا. والآن في هذه المرحلة قد يتحول نشاطهم إلى حرب أنصار، فهل ستصبح روسيا هدفا للإرهابيين؟ يجيب سيرينكو أن "منظومة مكافحة الإرهاب تعمل بصورة رائعة لدينا، لذلك لا أعتقد بحدوث نشاط ارهابي واسع في بلدنا. ولكن يجب أن نتذكر أنه إلى جانب الخلايا المنظمة، هناك أشخاص يتعاطفون معهم، ويشاركونهم إيديولوجيتهم. هؤلاء هم أخطر العناصر، وهؤلاء بالذات يصبحون إرهابيين منفردين. وهم لا يتلقون تحويلات مالية ولا يتصلون بممثلي "داعش"، لذلك فإن اكتشاف نشاطهم أمر صعب. كذلك، لا يمكن القول إن بيان البغدادي يشير إلى أن "داعش" سيغادر الشرق الأوسط". و "قد شكل "داعش" خلال سنوات وجوده عددا كبيرا من الفروع في العالم بما فيها ليبيا وإندونيسيا والفلبين. وعلينا أن نتذكر أنه إذا غادر التنظيم سوريا فإن هناك من سيحل محله. وحاليا تتكرر أحداث العراق في إندونيسيا والفلبين، حيث تهاجَم مراكز الشرطة ومؤسسات الدولة. كما أن خبرته القتالية وكسب الأشخاص وتجنيدهم وأساليب هجماتهم ونشر دعاياتهم لم يقيَّم جيدا على الرغم من أنه اثبت فعاليته خلال هذه السنوات. لذلك من المحتمل جدا ظهور منظمة تخلفه".
مشاركة :