مع زيادة مضايقات المسلمين، خاصة في المطارات، ومع اختلاف في البيت الأبيض بين مستشاري الرئيس دونالد ترمب حول عبارة «الإرهاب الإسلامي المتطرف» التي وردت في خطابه أمام الكونغرس يوم الثلاثاء، قال تقرير أميركي، صدر أول من أمس، إن الإسلام هو الدين الأول انتشارا في العالم. وسيزيد عدد المسلمين بنسبة 73 في المائة بين عامي 2010 و2050، وفي عام 2070، سيصبح الإسلام الدين الأكثر عددا في العالم، وسيكون الأكثر انتشارا بنهاية القرن. أصدر التقرير مركز «بيو» للأبحاث والاستطلاعات في واشنطن. وقال إنه اعتمد على تحليلات التغيير السكاني بين الأديان الرئيسية، وعلى أن عدد سكان العالم سيزيد بنسبة 37 خلال هذه الفترة. وأضاف التقرير: «إذا استمرت معدلات النمو على هذه الوتيرة بعد عام 2050، سيفوق عدد المسلمين عدد المسيحيين في عام 2070». ويزيد عدد المسلمين في أوروبا أيضا. «ونتوقع أن يشكل عددهم نحو 10 في المائة من مجموع السكان الأوروبيين» في عام 2070. حسب تقديرات المركز، بلغ عدد المسلمين في العالم نحو 1.6 مليار في عام 2010 (23 في المائة من مجموع سكان العالم). بينما بلغ عدد المسيحيين آنذاك نحو 2.17 مليار. وقال التقرير إن نسبة أعداد الملحدين والمنكرين واللادينيين ستتراجع من 16.4 في المائة من مجموع سكان العالم، إلى 13.2 في المائة بحلول 2050، رغم توقع زيادة أعدادهم في أوروبا وشمال أميركا. وأشار التقرير إلى سببين وراء زيادة أعداد المسلمين: الأول: تزيد خصوبة المسلمين. بمعدل 3.1 طفل لكل امرأة، مقابل 2.3 طفل لكل امرأة من باقي الأديان الأخرى مجتمعة. الثاني: يقل متوسط أعمار المسلمين.. فهو أصغر بسبع سنوات من متوسط أعمار أتباع الديانات الأخرى، حسب إحصائيات 2010، في نفس الوقت، تزيد مضايقات واعتقالات المسلمين في الولايات المتحدة، خاصة في المطارات. وشملت الاعتقالات غير المسلمين. أمس الخميس، قالت صحيفة «واشنطن بوست»: «صار كثير من الأميركيين يحسون بأن الولايات المتحدة لم تعد الولايات المتحدة»، إشارة إلى قول هنري روسو، يهودي مصري فرنسي، بعد أن اعتقل لعشر ساعات في الشهر الماضي عند دخوله الولايات المتحدة لإلقاء محاضرة. وإلى قول ميم فوكس، أديبة أسترالية، اعتقلت أيضا عند دخولها الولايات المتحدة لإلقاء محاضرة عن التسامح: «إذا حدث هذا لي، بيضاء، ومتعلمة، وفصيحة، وتتكلم الإنجليزية بطلاقة، ماذا، بحق السماء، يحدث لغيري». غير أن أكثر الذين اعتقلوا مسلمون، وبعضهم مواطنون أميركيون. في الأسبوع الماضي، أثار اعتقال علي محمد علي، ابن الملاكم المسلم الذي توفي في العام الماضي، ضجة كبيرة. كان عائدا من مؤتمر في جامايكا، وهو أميركي ولد في أميركا. وقال إنه سئل إذا كان مسلما. أمس، قالت صحيفة «واشنطن بوست»: «صحيح، لم يصدر الرئيس ترمب أوامر إلى مفتشي الجمارك والجوازات الذين صار واضحا أنهم متشددون أكثر مما كانوا في الماضي. لكن، يفهم هؤلاء شعارات وتغريدات ترمب». وأشارت الصحيفة إلى تغريدة ترمب التي قال فيها: «أمرت وزارة الأمن بمراقبة الذين يأتون إلى بلدنا مراقبة دقيقة جدا» (وضع خطا تحت «دقيقة جدا»). وإلى قول شون سبايدر، المتحدث باسم البيت الأبيض: «يريد الرئيس فك قيود رجال الجوازات». أمس، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى عبارة «الإرهاب الإسلامي المتطرف» التي استعملها الرئيس ترمب في خطابه أمام الكونغرس يوم الثلاثاء. وقالت الصحيفة إن ترمب نطق العبارة «بطريقة تأكيد غير عادية». وأن سبب تأكيد ترمب هو وجود خلاف وسط مستشاريه داخل البيت الأبيض حول العبارة. فبينما يقود سباستيان غوركا الجناح المتشدد الذي يرى أن الإسلام، وليس الإرهاب، هو أساس مشاكل الولايات المتحدة والعالم الغربي، يقود الجنرال إتش آر ماكماستر، مستشار ترمب للأمن الوطني، الجناح الجمهوري المعتدل الذي يرى «أهمية إعلان عدو معين، مثل داعش».
مشاركة :