المجتمعات على مر العصور وفي أي منطقة في العالم وعند مختلف الثقافات والتقاليد بين أيادي الجهل والتعصب و حتى في حضرة العلم و العلماء يحدث الإختلاف و الصدام و الإختلاف بين ذات البين ، فيسود بين الأطراف حالة من التعصب و التشنج و الرغبة في الغلبة والفوز وقد يصل الحال إلى حب الإنتتقام الأعمى .هذه المشاعر تكون نتيجة خلاف أو إختلاف حول مصالح مالية أو عينية في تجارة أو إرث هذا من جانب أو تدعيات إجتماعية و أسرية كل ينظر لها من زاويته من جانب آخر .ولكن مجتمعاتنا و إلى زمن قريب كانت في أمان أو في مأمن من تدعيات الخلاف الطبيعي في الأصل إذ كان شيخ القبيلة وكبير الأسرة و الرجل الوجية وصاحب المال وإمام المسجد و ذو الحكمة يقفون وبكل جرأه ويتصدون لفك فتيل الفتنة الناتجة من هذا الخلاف بين الأطراف بكل ما يملكون من جاه ومال وسلطة ومستعدين لبذل الغالي قبل الرخيص ، مستخدمين كلمات الألفة والمودة والرحمة والرحم والجيرة ليحافظ ويستمر المجتمع في روح العطاء .هذا الكلمات الجميلة كانت في أيام العسر وما أن جاء زمان اليسر حتى أعلن المجتمع بأعلى صوته نحن الشامتين بل والمستعدين للمزايدة عند أي خلاف مستخدمين كلمات الفرقة والكراهية والأنانية وحب الذات والغلبة بحق أو بدون وجه حق طالبين بذالك القربة والتقرب للغالب ، مستقلين بعد كبار القوم عن الحدث الذي قد شغلهم حصد الثمار الإجتماعية عن بذل القليل في سبيل الإصلاح بين ذات البين .هذا العزوف الكبير الخطير عن الإصلاح قد جعل المجتمع يعيش بين سندان الشامتين ومطرقة الهوى .ولكن ياترى لماذا هذه الشماتة من القوم فضلاً عن كبار القوم ؟ إذ كان حل المشكل أحد أهم وعلامات الوجاهة .ياترى هل فقد المجتمع الوجيه أو الرجل الكبير ؟!.أم فقد القيم النبيلة والحميدة ؟!.أم إسترخص الناس المحبة و الألفه ؟!.أو لا يوجد بيننا رجل رشيد ؟!.أم حب الدنيا ألهانا ؟!.أو هي خشية الإنفاق التي تراودنا بين الحين والآخر ؟!.أم حفرنا قبراً لتضحية في سبيل الأب ، الأخ ، الأسرة ، المجتمع ،الوطن ، الدين ، الدنيا ؟!.حينها فأنا أول الشامتين على حال مجتمعنا …. ولكن عذراً ولا تعلمني على قول هذا ، فقد أصبحت الشماتة احد سمات المجتمع .
مشاركة :