الإندبندنت: هزيمة داعش تدفع بحرب أهلية في سوريا وتمهّد لنشوب معركة بين الأطراف المتقاتلة

  • 3/4/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حذر محللون من أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) القريبة في شمال سوريا تدفع بالحرب الأهلية في سوريا، والتي جاوزت عامها السادس، إلى حافة مرحلة جديدة وخطيرة، حيث تنقلب الأطراف المتحاربة ضد بعضها البعض. وشكّٓلت المعركة ضد الجهاديين حلفاء صِعاب من قوات تدعمها دول منها بريطانيا، والولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا، وإيران. ولكن مع شَغل الجماعات المُنتصرة للمنطقة التي كانت واقعة تحت سيطرة داعش سابقاً، وقف الأعداء القُدامى وجهاً لوجه في وضع يُنذر بعواقب مُميتة، وفقاً لما ذكر تقرير لصحيفة البريطانية. واندلع القتال على الخطوط الأمامية المُتقاربة بين قوات الأسد، وقوات المعارضة، والقوات الكردية في شمال مدينة الباب السورية، حيث يقوم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من جانب، والقوات الجوية الروسية من جانب آخر بمدّ الدعم الجوي لحلفائهما. ومن جانبه، يقول جين-مارك ريكلي، الباحث في كلية كينجز لندن ومركز جنيف للسياسات الأمنية، إن المصالح المشتركة المتمثلة في القضاء على"داعش" لا تكفي لقمع الخصومات طويلة المدى. وتساءل: "داعش على وشك الانهيار، ولكن ماذا بعد ذلك؟". وأضاف: "عندما يخسر داعش الحرب، ستقوم صراعات مفتوحة بين التحالفات الأخرى التي تشكّٓلت لهزيمة داعش".استدراج جهات دولية جديدة وتُخاطر المناوشات بإدراج جهات دولية تدعم قوات تابعة للأطراف المتصارعة على أرض المعركة. ففي حادثة وقعت هذا الأسبوع، اتهمت روسيا بضرب قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة في قُرى أُخذت من داعش، ما أسفر عن إصابات. ويقول الملازم ستيفان تاونساند، قائد عملية العزم الصلب، إنه أُبلغ عن عدة إصابات عقب التفجير الذي وقع على بُعد ميلين من القوات الأميركية. وأضاف: "أُجريت بعض الاتصالات السريعة عبر قنوات اتصال مصممة لكبح الصراع وأقر الروس بالأمر وتوقفوا عن القصف هناك". ونفى الكرملين قذف المواقع كجزء من حملته لدعم الأسد. وذكرت أن الولايات المتحدة زوّدتها بالإحداثيات كجزء من الاتصالات القائمة لتجنب صراع دولي في مجال سوريا الجوي المكتظ. في حين اندلع القتال بين قوات المعارضة التي تدعمها تركيا كجزء من عمليتها "درع الفرات" وبين قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد والتي تدعمها الولايات المتحدة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً، أن سبعة مقاتلين من كلا الطرفين على الأقل قد لقوا حتفهم في المواجهة. ويحارب كلا تحالفي المعارضة داعش، لكن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية جماعة إرهابية وتنوي أن تُخرجها من منطقة الحدود بشكل تام. وضِمن جهود إقامة منطقة عازلة بين الجهتين، ادعى المجلس العسكري لمنبج أن المحاربين الأكراد سيسلمون القُرى التي تقع على الخطوط الأمامية إلى الجيش السوري. إلا أن الاتفاقية التي توسّطت فيها روسيا قابلتها مقاومة من قِبل جنود قوات سوريا الديمقراطية الذين رفضوا الخروج من المنطقة التي أخذوها من داعش.مشكلة الوكلاء وقال دكتور ريكلي لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن "مواقف مضحكة تماماً" تنشأ إثر نشوب حرب بين جماعات متمردة تدعمها حكومة الولايات المتحدة. وأضاف: "هذه هي مشكلة استخدام وكلاء. بينما تقارب الوصول إلى الهدف الأساسي، تدخل الأهداف الثانوية. ولأن الأميركيين اعتمدوا على جماعات كثيرة مختلفة، هم الآن في موقف صعب حيث يتوجب عليهم أن يقرروا إلى مَنْ يعطوا الأولوية". ونفذت كل من وكالة الاستخبارات الأميركية والبنتاغون برامج لدعم قوات المعارضة المفحوصة في بداية الحرب الأهلية، إلا أن المحاولات لتدريب الجماعات في الخارج وإعادة نشرها في سوريا فشلت عندما استحوذت القاعدة على وحدة كاملة. ودفع ذلك الإحراج تحولاً تكتيكياً لتسليح ودعم المجموعات المقاتلة ضد داعش، والموجودة بالفعل في ساحة المعركة، تاركة دوراً محدوداً للقوات الأميركية الخاصة و"المستشارين" العسكريين. وتعد قوات سوريا الديمقراطية أكبر حلفاء الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، والتي شهدت نجاحاً عظيماً في استعادة المعاقل الجهادية السابقة بما في ذلك جرابلس. لكن المجموعة التي تتكون من أغلبية كردية تعد عدواً للمجموعات السورية المتمردة الأخرى التي كانت تدعمها الولايات المتحدة في السابق. إلا أن تركيا تدعم الآن الكثير منها، إذ أوضح الرئيس رجب طيب أردوغان أن أولويته الأولى هي وقف توسع منطقة الإدارة الكردية في شمال سوريا التي تتمتع بحكم ذاتي مفروض بالأمر الواقع على الحدود، والتي تخضع لإدارة المجموعات الكردية منذ عام 2013. ما بعد خروج داعش ومن جانبه، قال حايد حايد، باحث مساعد في برنامج شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مؤسسة تشاثام هاوس البحثية: "مع خروج داعش من المنطقة لا يمكن لأي جهة أن تتقدم دون الاشتباك مع أخرى". وقال حايد لصحيفة الإندبندنت: "ستتصاعد الحرب إلا في حال وصول تركيا، والولايات المتحدة، وقوات سوريا الديمقراطية إلى شكل من أشكال الاتفاق ليصلوا إلى حل، الأمر الذي أشك في حدوثه في الوقت الحالي". وأضاف: "التوتر سيظل موجوداً والجماعات المسلحة على أهبة الاستعداد للحرب، لكن السؤال هو في أي جهة وكيف". وقال حايد "على الرغم من أن إبادة داعش كانت هدفاً مشتركاً، فإن "الغاية الأساسية" لكل الأطراف كانت الاستيلاء على مزيد من الأرض، مما يجعل المعارك أمراً لا مفر منه". وحذَّر من "حربٍ بالوكالة" تنشأ بين فصائل المُعارِضة المدعومة بأشكالٍ مختلفة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتركيا، والقوات الموالية للأسد المدعومة من روسيا، وإيران، وحزب الله الشيعي اللبناني. وقد تفشل محاولات الداعمين الدوليين لتخفيف وطأة المعركة نتيجة إفساح التركيز على داعش المجال أمام الانقسامات الأولية (أي على أسس عِرقية وطائفية) في الحرب الأهلية السورية، التي فشلت جولة جديدة من المفاوضات في جنيف في إيقافها. وحذَّر دكتور ريلكي من أنَّ "الوضع على الأرض تحوَّل إلى أشخاص يعملون لصالح أو ضد الأسد، لذا أصبح الصوت المعتدل أكثر خفوتاً وأقل أهمية بعد 6 سنوات من القتال". وأثار مقارنةً مع الحرب الأهلية البوسنية، حيث عرضت البلدان الأوروبية تمويلاً ضخماً من أجل جهود إعادة الإعمار وعرضت كذلك عضوية الاتحاد الأوروبي في مقابل الديمقراطية واستمرارية وقف إطلاق النار. لكن في المستنقع السوري، يبدو السبيل للمضي قدماً أقل وضوحاً. وتساءل دكتور ريكلي: "ما الآمال في سوريا؟ مَن يرغب في تقديم الأموال؟". وأضاف: "لا يوجد جزر ولا توجد عصا، والأسوأ من ذلك هو أنَّ بعض المجموعات على الأرض تستفيد من الفوضى لأنَّها تُوفِّر الأموال والقوة". وأكد أنه "ليست لديهم أية مصلحة في تسوية الصراع على الإطلاق". - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Independent البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط .

مشاركة :