قد تكون أمراض القلب والأوعية الدمويّة، سببَ الوفاة الأول لدى مرضى السكري من النوع الثاني. ولهذا المرض بالغُ الأثر على الصحّة العامة في لبنان والدول العربية بسبب انتشاره، والآثار الفسيولوجية والمَرَضية التي تنتج عنه، فضلاً على كُلفةِ علاجه. لمناسبةِ المؤتمر الإقليميّ الثاني لأمراض القلب والأمراض الإستقلابية في لبنان، الذي عقدته مؤخّراً شركةُ بوهرنجر إنجلهايم الدوائيّة العالمية، وضمَّ ما يزيد على 300 مشارك من أطباء القلب والغدد الصمّاء، عُقدت جلسةٌ إعلاميّةٌ على هامشه، تركزت حول مدى انتشار داء السكّري من النوع الثاني، وارتباط هذا المرض بأمراض القلب والأوعية الدمويّة. "سيدتي نت" واكب الجلسة، وعاد بالآتي: شرح الأطباءُ المتخصصون بدايةً واقعَ مرض السكري من النوع الثاني، وارتباطَه الوثيق بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، إلى جانب الخِيارات العلاجيّة الحديثة، وبشكل خاص التي يتم تناولُها عبر الفم، واعتمادَ اتجاهاتٍ علاجيّة تتناسب مع "الحالة الفرديّة" لكل مريضٍ يعاني داء السكري2 ، لأنّ اسباب السكّري تختلف بين مريضٍ وآخر. وأشار الأطباءُ إلى أنّ أمراضَ القلب والأوعية الدمويّة، تُعتبر المسبّبَ لأكثرَ من نصف الوفيات لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وهي كذلك سببُ الوفيات الأول في المنطقة العربيّة بشكل عام. العلاجات الجديدة "إنّ التغيّر السريع في نمط الحياة، قد أدّى إلى ارتفاع نسبة السكري من النوع الثاني. لذلك وللوقايةِ من هذا المرض والسيطرةِ عليه، ينبغي تعديلُ نمط الحياة والالتزامُ بتناول الأدوية. ويتم حالياً اللجوءُ إلى أنواعٍ جديدةٍ من العلاجات، تعمل من خلال ناقل مشارك صوديوم/غلوكوز 2، ويُدعى اختصاراً( SGLT2) للحدّ من استيعاب الجلوكوز في مجرى الدم، ما يسمح للفائض بأن يتمّّ تصريفه عن طريق البول، فيؤدّي إلى إفرازِ الغلوكوز في البول. ويُعتبر هذا العلاجُ بالغَ الأهميّة، لأنَّ السيطرةَ على السكري من النوع الثاني، تُعتبر مسألةً في غايةِ التعقيد، وتحدّياً كما يظهر من ارتفاع عدد الأشخاص، الذين يعجزون عن إبقاء معدّل السكّري في الدم، لديهم ضمن المعدّلات المقبولة"، يقول البروفسور سليم جمبرت ، أستاذ علم الغدد الصمّاء، والرئيس الأسبق لقسم الغدد الصمّاء والأيض في مستشفى أوتيل ديو. إنخفاض الوفيات مع الدواء الجديد "نظراً إلى العلاقة الوثيقة بين أمراض القلب والأوعية الدمويّة وداء السكّري، أُجريت دراساتٌ عديدة على أنواع الأدوية الجديدة من هذه الفئة، بهدف رصد المفاعيل على القلب والأوعية الدمويّة على المدى الطويل لدى الراشدين، الذين يعانون أصلاً داء السكّري من النوع الثاني، وهم معرّضون للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة. وقد بيّنت النتائجُ الأوليّةُ انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدمويّة مهما كانت أسبابها"، يضيف البروفسور جمبرت. نحو نمط حياة صحّي "إنّ التغيّرَ المستمرَ في نمط الحياة في المنطقة عموماً، قد أدّى إلى ازديادٍ حادّ في نسبة الأمراض المزمنة، والتي تتضمّن السكري من النوع الثاني وضغط الدم. وتُعتبر أمراضُ القلب والأوعية الدمويّة السببَ الأولَ للوفيات لدى المصابين بالسكّري من النوع الثاني في العالم، لذلك، وللحدّ من مخاطر هذه الأمراض التي غالباً ما تؤدي إلى الوفاة، لا بد من الاهتمام بشكلٍ كبير بعلاج مرض السكّري"، يقول الدكتور موريس خوري، مديرُ قسم وظائف القلب الكهربائيّة في المركز الطبّي التابعِ للجامعة الأميركية في بيروت. مضيفاً: "إنّ العلاقةَ بين السكّري وأمراض القلب والأوعية الدمويّة، علاقة شائكة ومعقّدة؛ فإنَّ السكّري يشكّل عاملَ خطورةٍ لهذه الأمراض كما أنّ ارتفاعَ ضغطِ الدم والبدانة، اللذين يترافقان مع السكّري، يؤدّيان أيضاً إلى الإصابة بها. وبالتالي، فإنَّ المصابين بداء السكّري من النوع الثاني، معرّضون أكثرَ من غيرهم لأمراض القلب والسكتة الدماغيّة. وعندما يعاني المرضى ارتفاعَ ضغط الدم ومرض السكّري على حدّ سواء، وهما غالباً ما يترافقان، يصبح خطرُ الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة مزدوجاً." في خدمة العلم... وختم مدير بوهرنغر إنغلهايم في لبنان، فؤاد جويدي، قائلاً: "إنّ بوهرنغر إنغلهايم تواصل الدعوةَ إلى حواراتٍ رائدةٍ لتسلّط الضوء على أفضل السبل، التي تسمح بالسيطرة على داء السكري من النوع الثاني، وتأمين الحلول المستدامة التي توفّر الراحةَ للمريض قبل كلّ شيء". بيروت_ سيدتي نت366726475916520621السكريعلاج السكريمرض السكريمرضى السكريالصحة العامة
مشاركة :